يقول الله تبارك وتعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ)
[سبأ : 34 – 35 – 36 – 37 – 38]

=======
في الآية الأولى يخبرنا الله جل وعلا عن النوعية الغالبة من مكذبي الرسل عليهم السلام , فيخبرنا بأن المترفين المنغمسين في الشهوات والملذات هم الذين يردون الرسالات السماوية ويكفرون بها .
ولقد اغتر هؤلاء المترفون بكثرة أموالهم وأولادهم وتوهموا أن الله عز وجل لم يعطهم هذه النعم إلا لكونه قد رضي عنهم ومن رضي الله عنهم فلن يكونوا من المعذبين .
وقد رد الله عليهم أوهامهم هذه ببيان أنه جل وعلا يوسع الرزق في الدنيا لمن يشاء من عباده ويضيق على من يشاء , لا لمحبة من وسع عليهم ولا لبغض من ضيق عليهم , وإنما يقدِّر ذلك اختبارا لهم ليتبين من يشكر ممن يكفر , ولكن أكثر الناس يجهلون هذه الحقيقة فتكون تصوراتهم خاطئة .
فما أموال الناس ولا أولادهم هي التي تقربهم وترفع درجاتهم عند الله سبحانه , لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جزاؤهم مضاعفا من الحسنات , فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, ومأواهم في الجنة في الغرفات التي أعدها الله لهم وهم آمنون من العذاب والمصائب .
أما الكفار الذين يسعون جاهدين في رد رسالة الرسل عليهم السلام وإبطال ما معهم من الحجج والبراهين ويشاقُّون في ذلك فاولئك في عذاب جهنم يوم القيامة , تُحضرهم الزبانية فيقذفونهم فيها فلا يخرجون منها