على الرغم من أنني لم أعش في الصحراء، ولم أسكن الخيمة. على الرغم من أنني عشت بالمدينة منذ خلقت أرتع من علمها، وأتنعم برخائها، على الرغم من أنني عشت في مجتمع يمجد الحضارة المادية، ويزهو بالعلم.. على الرغم من كل هذا... أجد في نفسي حنينا جارفا إلى الصحراء يضاهي حنين من عاشوها وعرفوها، وعلى الرغم من ذلك أجد نفسي أقرأ سر الصحراء في شمسها الحارقة، وفجرها العليل الصافي، وأجد في جلف بدوها الأدب الفطري البكر الذي لم تمسه يد الزيف والتصنع، وألمح في فهمهم العفوي المنطق السلس الذي لا يجهد العقل في التفكيرفيه، وأجد في صلابة عودهم رقة قلوبهم، وفي خشونة أجسادهم نعومة أنفسهم. وكأنني قد كنت يوما من سكان الصحراء، أو فردا من تلك القرون الغابرة. وأستشعر نعمة الخالق في ظل نخلة صغيرة أو قطرة ماء حائرة. فلتحيى الصحراء. مدرسة الأنبياء، وملهمة الشعراء. وسبحان الخالق أحسن كل شيء خلقه.
شكرا أخي أبوالغلا ولكن كان للموضوع بقية وأضفتها بالإقتباس. أعتذر لأني حديثة العهد بالمشاركات الإلكترونية
المفضلات