ثمن التخاذل

الأخ عز الرفيق حفظه الباري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
إن التخاذل أفقه ضيق وسقفه منخفض وثمنه ليس له حد أعلى"بخس غالي" إن المتأمل في أحوالنا يجد أننا انتهينا من حيث بدأ القوم، ولم نبدأ من حيث انتهى القوم ، لبسنا ثوب الماضي ولم ننسج رداء المستقبل، ولما بذلنا الجهد انعدمت الغاية المرجوة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك فئة من الناس لما شمروا عن سواعدهمو أخذوا على عاتقهم مسألة مهمة ولكن ليست هي الأهم، فبدل أن يؤلفوا ويصنفوا بما يتناسب مع العصر الحاضر أخذوا المؤلفات التي ترجع للحقب الزمنية السابقة وسلكوافيها مسلكين الأول تحقيقها والثاني شرحها، بينما النوازل العصرية التي تحتاج إلى بحث ومعالجة لم تستهدفها جهودهم وهناك آخرون ترجموا كتبا غربية وادعو أنهم أنجزوا شيئاَ رائدا، ناسين أو متناسين أنهم ينتمون لأمة قائدة لا منقادة متبوعة لا تابعة يخضع لحكمها كل شيئ ولا تخضع لأي شيء شريعتها ثابتة مستقرة، نحن با ختصار نحتاج لعقول يسلك بها أهلها طريق الابتكار، فلا عذر لنا أسلافنا رغم ضعف وسائلهم وصعوبة عيشهم أدهشوا العقول وحيروا الألباب، كان الإمام النووي رحمه الله يقرأ ويبحث باليوم واليومين والثلاثة حتى يغمى عليه فإذا أفاق جزع قائلاَ ذهب العلم ذهب العلم . وناسف على الإطالة
وتقبل أطيب تحياتي وتقديري.،،،