مدخل /

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا , ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ، ويصبح كافرا ، القاعد فيها خير من القائم ، والماشي فيها خير من الساعي ، فكسروا قسيكم ، وقطعوا أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دخل – يعني : على أحد منكم – فليكن كخير ابني آدم "


و في رواية عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم ، يصدم الرجل كصدم جباه فحول الثيران ، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، فقال رجل : فكيف نصنع عند ذلك يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ادخلوا بيوتكم ، وأخملوا ذكركم ، فقال رجل : أرأيت إن دخل على أحدنا بيته ؟ قال : فليمسك بيده ، وليكن [ عبد ] الله المقتول ، ولا يكن [ عبد ] الله القاتل ، فإن الرجل يكون في [ فئة ] الإسلام ، فيأكل مال أخيه ، ويسفك دمه ، ويعصي ربه ، ويكفر بخالقه ، وتجب [ له ] جهنم "


و بعد أختي الفاضلة نحن في وقت أختلط فيه الحابل بالنابل و أصبح يتجرأ على الفتوى أناس من غير أهلها ،
و ما يحدث الآن في أمتنا العربية و الإسلامية هو نذير فتن بل قد وقعت كثير من الفتن في كثير من الأقطار الإسلامية

و يحتاج الشخص الى إمعان النظر و توسيع دائرة الأفق قبل الإقدام على أي خطوة ، الشعوب العربية في مجملها أو بعضها
واجهت الإضطهاد و الظلم خاصة في ليبيا و تونس و الجزائر ،

و كل دولة أو قُطر عربي له خصوصيته التي تختلف عن القطر الآخر ، بمعنى أننا لا نستطيع اسقاط جميع الأسباب و الدوافع على كل الأقطار ، كما أن هناك دول ينعم شعبها بالأمن و الأمان و الخير و في مقدمتها دول الخليج و لله الحمد

ما حدث في تونس له دوافعه التي تختلف عن ما حدث في البحرين مثلاً

تونس لها ظروفها و شعب تونس له معاناته و قد شجع ما حدث في تونس الشعب المصري للمطالبة بحقوقه .
و كلمة حق تقال فقد كان الأخوة في تونس و مصر متحضرين في مظاهراتهم ، بخلاف من تظاهر في البحرين و الذين لهم دوافع طائفية و عقدية و معروف أن ولائهم لإيران و ما يسمى بحزب الله .

ما حدث في مصر و تونس كان حافزاً و مشجعاً للأخوة في ليبيا كي يتخلصوا من طاغية جبار ماركسي الفكر و المذهب و دستوره كتابه الأخضر و ليس القرآن الكريم .

أما ما حدث في البحرين فكل سني يُحكم عقله يدرك تماماً هدف المتظاهرون الرافضة .


أما بقية المظاهرات الأخرى كالتي حدثت في اليمن و الأردن و المغرب فأغلبها يطالب في تعديلات و إصلاحات و لم تطالب باسقاط النظام الا قلة قليلة .

و لا شك أن هناك خطط مرسومة قد ندرك بعضها
و يخفى علينا الكثير و هذا أمر مفروغ منه
فأعداء الإسلام لن يهدأ له بال حتى يحققوا ما يريدون
و لا نعلم ماذا تخفي لنا الأيام القادمة
فكل شيء في علم الغيب
و خلف كل محنة منحة
و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم


نسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها و ما بطن

نسأل الله أن يهيء لهذه الأمة أمر رشيد يعز فيه أهل طاعته و ينصر في الاسلام