يطيب لي أن أبدي رأيي في هذا الموضوع وهو بطالة الشباب في بلد يعج بالأيدي العاملة الأجنبية، بصراحة... هذه ظاهرة تدل على وجود علة لايبرأ من مسئوليتها أصحاب القرار والذين يتبوؤن المراكز القيادية مهما علت أو انخفضت مراكزهم، ولا خير في أمة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع. ماذا ينقص هذا البلد، الذي حباه الله من خيراته الكثير الكثير وحباه من بركاته ما يثلج الصدور؟ ماذا ينقص هذا البلد الأمين حتى يصاب بهذا المرض؟

نعم هناك ما ينقصه.... ينقصه قيادات غيورة على مصلحة هؤلاء الشباب وينقصه قيادات ذات رؤية وتطلع بعيدا عن التفكير الضيق الذي يجعل من المصلحة الشخصية هي معيار السلوك ولو تمتعوا بقليل من الحكمة والبصيرة لعلموا أن تحقيق المصلحة الشخصية هو تحصيل حاصل لتحيق المصلحة العامة. أنا لن أقول بأن طرد الأجانب هو الحل ، فالرزق كثير والوفرة متحققة والحمدلله ولن ندّعي بأن وجود كل هذه العمالة سببه العمالة نفسها فهي لم تأتي رغما عنّا بل بناءا على طلبنا، ولن نتهم من يعمل بجلد وهمه ونجاح أنه هو سبب فشلنا بل ما يصيبنا من سوء فهو من أيدينا.
والأن لو نأتي إلى شبابنا ...ماذا ينقصهم ؟ ينقصهم تربية تضع قيم الاجتهاد والنشاط والحماس والتوكل على الله نصب عيونهم. ينقصهم القدوة الصالحة والمخلصة والمفعمة بحب العمل. ينقصهم الرسالة التي من أجلها يجد الأنسان معنى للحياة التي يعيشها. ينقصهم الثقة بالنفس مهما اعترضتهم عقبات الحياة. ولكن للأسف ماذا نجد؟ نجد أباء يقضون الليالي ويقتلون الوقت في الاستراحات وموظفين تحفى نعالهم حتى يجدوا الوظيفة وماذا يكون شكرهم وحمدهم؟ كسل وتراخي يقضون الوقت في انتظار العطل وأخذالإجازات للاستراحة من العطل. وماذا نجد أيضا ؟ طلاب مدارس وجامعات يقلبون ليلهم نهار ونهارهم ليل حتى أنهكهم السهر وسلبهم تركيزهم وفعاليتهم وصحتهم فشاخوا قبل الأوان.
لن نطلب من هذا الأجنبي أن يعتذر عن نجاحه أو اجتهاده بل بالعكس قد نجعله قدوة نحتذي بطموحه وجلده. ولكن على رغم ما أجده في نفسي من مراره وحسرة على شبابنا والذي هو مسئوليتنا إلاّ أنني أفتخر وكلي إيمان بأن ساكني الجزيرة العربية هم من أذكي البشر وإن كانوا لايدركون هذا الأمر في أنفسهم. نعم نحن أذكى البشر، أنتم ياساكني الجزيرة أذكى البشر فانفضوا عنكم غبار الكسل ولا تحقروا الخير في أنفسكم مهما صغر.