أخي المسلم : ينبغي للملم إن يكون خائفاً وجِلاً ؛ لأنه يعلم عظمة الله تعالى .. وبطشه الشديد !
وقد وقف على الوعيد وهو يقرأ كتاب ربه تبارك وتعالى .. فإن غفل عن ذلك كلّه ؛ فلا أغفل منه !
فيا من كتب عليك الموت فبل أن تولد ! أين فرارك من لقاء الله تعالى ؟!
فكن خير قادم على الله تعالى .. وإيّاك أن تقدم على ربك كما يقدُمُ العبد الآبق ! فاحذر وعيده .. وراجُ وعده .. ولا تركن إلى الدنيا فتهلك ! .
سئُل ابن عباس رضي الله عنهما عن الخائفين ؟ فقال : (( قلوبهم بالخوف فرحة ، وأعينهم باكية ، يقولون : كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبر أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنَّم طريقنا ، وبين يدي ربنا موقفنا ؟! )) .
أخي المسلم :
كم من أُناس استبدلوا دموع الخشية ؛ ضحكات .. وغفلات !
كأنهم أمِنوا ريب المنون .. وعظائم الأمور !
لا يهز القرآن قلوبهم .. ولا يحرِّك بوعيده دمعهم وشجونه !
ضربت عليهم الغفلة بسياج كثيف !
ورتعوا في أرض الأماني في مكان سحيق !
* مر الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه ، وهو جالس مع قوم في مجلس .
فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟!
قال : لا !
قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟!
قال : لا !
قال : فما هذا الضحك ؟!
فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً .
فتدبر أيها العاقل في حالك .. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ! ولا تكوننّ كأولئك الغافلين ؛ الذين أسالوا دموع الهوى .. وانقطعت عنهم دموع الخشية !
تذكر فظائع الأمور التي ستقدم عليها : سكرات الموت ! والقبر ، وأهوال القبور ، وفظائع يوم الحشر ّ والمرور على الصراط !
* بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : (( أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار ، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! )) .
لمثل تلك الشدائد هَمَلَت دموع الخائفين .. وكثر وجل العارفين ..
فاعمل أخي ليوم التراب .. وتهيأ لساعة الحساب ..وأذرف الدمع قبل أن ترحل من باب الخراب .. وفِرَّ إلى الغالب الغلاَّب ..
والحمد لله تعالى الحكم يوم الحساب .. والصلاة والسلام على النبي وآله الأصحاب ..
المفضلات