..وبضعُ هَمَسَاتٍ..خَلَتْ..!!!

عطر..مكّة..!!

يموت عطرك..بكفوفي..
بعد ماجيتني مرة..من " مكة"..
تتلكأ..
سبقني شوق صدري لك..
تقول: باهديك شي لي فيك..
هنا تكفى..مد لي يديك..
ومديتك..
ومالقيتك..!!
ودورني معك يا " بدر" عن نفسي..
فـ/ بقايا عطر تحكي لك..
حرام أبكيك
وكفوفي " قفر" تتوسل سحابك " مي"..
تقول: تلقاني في حلمك
"ابتسامة طيف"..أتمخطر بـ/أحلامك..
وأتحرى متى أغفاك
أبي ألقاك أحلى منك..
أتشرط..كذا كيفي..!!
قبل مانام..إذا أمكن
أبي منك " شوية شوق" اتلحف بها نومي..
تقول : نقطني بسكاتك..هيا نم..!!
وأتلحف بتسكيتك..وأروح أنام
متشوق لأحلامي..
أخاف يصبح علي الصبح ..ولا شفتك..
وأدور فيك " أستناك"..
واستناك..
واستناك..
وأبكي لك..شوقي فيك..وموتي منك..
الين نومي هُتِك ستره
وما شفتك..!!
ولا حتى بـ/ تنهيدة الاقي حرّها بصدري..
اقول : مااااااشي..أعديها
وتقول: عآآآآآآدي..تمشيها
واخبيني لجل بكرة..
وناديتك :
تعالي..يوسعك حلمي..
ياليت إن المدى كفي
وطيفك " عطر" يتغلغل الى آخر نفس مني..
وتتبسم..وهي تقطِّر عيوني بدمعة "الـ/ سُهَّاد"..
تقول : بكرة..؟!
واقول : مُكره..
غصب عني..اقول بكرة..

أَوَ كُلَّمَا
يَاسَاقِيَ المَاءِ ظَمِئتُ
يَقُودُنِي فِي القَيظِ قَيدٌ مِنْ سَرَابٍ
مُتَدَلِّساً بِالرَّيِّ
حَتَّى أَنْ يُجَنْدِلُنِي الظَمى..!!
وَ أَنَا الَّذي..لَمْ أَدْرِ مَا..
لَمْ أَروي مَاء..!!
حَتَّى تَحَاشَدَتْ فِي الجَوفِ أَسْرَابُ الظَّمَى..
يَاسَاقِيَ المَاءِ..
كَمْ بِالثَّغْرِ مِنْ أَثَرٍ تُلَمِّظُهُ الشِفَاهُ
والغَيثُ احتِمَالاتٌ مُعَلَّقَةٌ بِـ/تَرْتِيلِ السَّمَا
هَتَفَتْ بِهَا القِيعَانُ ..تَرْجُو مَوسِمَا
أَوَ كُلَّمَا
عُدْتَّ لِـ/ تُهْطِلُنِي لِأَرْوِي قِصَّتِي
مَاتَ النَّشِيدُ عَلَىَ مَشَارِفِ بَسْمَتِي
وَرَويتُ مِنْكَ العَلْقَمَا..!!

سقيمٌ..رأى من خلال علته أن الشفاء بعيد المنال..تتراقص حروفه على شفا لسانه..فلا هو بمتذوقها..ولا هي بتاركته على سقمه..بل تتعمد إيذاءه..وتميته غيظاً بقولها: هنيئاً لك مرضك..فلن أبرح جسدك حتى أُثخن جراحه..وأنتزع منك العافية انتزاعاً..فلن يجدي تأوهك نفعاً..فاحتفظ بأنفاسك لنفسك..

تلك هي حالي..ما إن أنخت ركاب همي على باب الإستغفار..حتى رأيته يُنحر نحراً..فأصبحت ألوكُ العافية من فرطها بفمي..متناسياً أني كُنت أمضغ الهم مضغاً..حتى رأيت أني أغرف منه وأشرب منه تضلعاً..!!.. منذ فترة...وسكين الهم مازالت تغوص في صدري..محاولةً اجتثاث ماتبقى لي من وهمٍ سطره الوهن على قلبي..وكأنها تجد في ذلك نشوةً واُنساً..فلله درها من سكين..ما أألمها..


لم أختبر محبتي للدنيا يوماً..لأني نجحت فيها ببراعة..وأنا أجزم..بأني نجحت عندها ببراعة..فلا سبيل إلى نكران ذلك وجحوده.. غفلت حينها عن الكثير والكثير..والمدهش أنها بعد ما أفرغت شحنة سكينها تنصلت من المواجهة..وخرجت..وتركتني أصارع عنفوان نصلها الذي شق طريقه لقلبي مباشرة..فلله درها من سكين..ما أألمها..


هذا كل مافي الأمر..هذه هي القصة..!!..هذه هي الحقيقة..!!..وصدقاً..أعرف وأجزم بأني قد خُدعت بدنياي..أتخيلها وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة..قائلةً: أوقعت بك..!!..نعم..اعترف..اوقعتي على أرنبة انفي..وأنا استنشق غبار الأرض..يا الله..غبار!!..عذراً يا انفي..تحمل ماسيداهمك من حساسية..!!..فالتي أتت بك على هامة رأسك..هي نفسها من أتت بي على هامة رأسي..وإن تزينت..وإن ماطلت..وإن كشفت عن نواياها..فالمضحك المبكي ..أن هنالك قلةً من يعقلون حقيقة دنياهم..

فيا ليت قومي يعلمون..!!

يضحك وفي عينيه ألف دمعة..بدا جسوراً..قوياًً..رابط الجأش..يقابلك بابتسامة..ويودعك بعشر..لم انس قسمات وجهه حينما كلمه احد المعزين..وكأنه يتحدث بعينيه يخاطبني بقوله: يا محمد..في قلبي صدعٌ لن ينجبر..وفؤادي متسربلٌ برداء حزنه..وأنا مابين أنفاس تحرقني..وتطعنني..فتجدني ادفعها دفعاً..وكأنها انفاس من تحشرجت روحه..ولم لا..فلقد متُ في هذا اليوم مئة مرة..وكأني أنا الذي عانى الموت ..وكأني أنا الذي غُسل وكُفن..لاتقلق..سأذوق ماذاقه ابني اليوم..
كل هذا الشموخ..كل هذا الكبرياء..تحطم..وانهار..للحظة قصيرة..اصبح الشيخ الكهلُ طفلاً صغيراً..تزفه دموعه الى بوابة مأتم ابنه..وأنا اتحسس مابقي من طين قبر ابنه على يدي..سبحان الله..كم يغتسل الإنسان من الطين حين يصيبه..ولم يعلم بأنه سوف يتوسده يوماً ما..نظرت الى ذلك الطفل الكهل..سبحان الله..طفلٌ قد شاب شعره..وتجعد وجهه..واتخذ لنفسه رجلاً ثالثة تساعد رجليه المنهكتين..عرفت حينها..أن حياته لم تعد تهمه بذلك القدر الذي كان مسبقاً..فهاقد مات ابنه..وسيظل ذلك الطفل الكهل يموت حياً الى أن ياتي أجله..

ماذا أقول وصوت الوجد يسبقني******إليه لأحظى بعد طولٍ بلقياهُ

أحقاً رفيقي رفعت كفاً ملبيةً******لبيك رباً من الأعماق نخشاهُ

أحقاً رأيت من بالبيت قد هتفوا******تهفوا النفوس لربٍ ما رأيناهُ

فموعد الرؤيا بوادٍ ليس ذو شبهٍ******بمن في الأرض صخراً قد وطئناهُ

فذاك الأفيح ياباغي لعاليةٍ******قد باعها المولى لمن قد باعوا دنياهُ

فصبراً أخيا فداك الروح مانطقت******ولا نزكي عبداً على الرحمن نرضاهُ

جزيت خيراً على الدعوى التي هتفت****** وأسأل الله فيضاً من عطاياهُ