الفرق بين المُنتِج والمُقلِّد في وقتنا الحاضر أن الأول يعيشُ في بلدٍ يُعظمُ التفكير والإبداع ويُسهِّلُ لهُ جميع السُبُل لوأد العقبات التي ستواجهُ ..بينما الثاني رَهنَ عقلهُ لذلك الذي ادهشتهُ طريقةُ تفكيره أو دعني أسميها " قوةُ تهكيره " لأنهُ رضيَ الإستسلام والخنوعَ والعبودية لمن تجاوزوه بالعقل والنقل..وأقولُ هنا " النقل" لأن المنتِج وأسلاف المُنتج بَنوا حضارتهم وتعليمهم من خِوانِ عُلماء المسلمين . ولا أحدٌ يُنكِرُ ذلك..

نرجعُ ونقولُ مالذي حدث؟؟ ومالذي جعل من بلادٍ تلوّنت مياهُ أنهارها باحبار كُتب علمائها منذُ قرونٌ مغولية خلت !!

السببُ الرئيسي لقتل بذرة الإبداع في عهدنا الحاضر هو الإنقيادُ المُطلق للآخر..وأقصد بالآخر هنا هم بلادُ الغرب الكافر..وما عملياتُ الإستشراق الّا محاولاتٌ لهدم لَبنات العبودية لله واستبدالها بطقوسٍ من دياناتٍ محرّفة..يقول أليكسي جورافيسكي : "إن الأغلبية المطلقة من المستشرقين لم يتخلصوا من المواقف المعادية للإسلام " وهذا دليلٌ على أنّ المستشرقين لعِبوا الدور الأكبر لدفن الثقافة الإسلامية كما قالها المبشّر الصهيوني صمويل زويمر : "مهمّتكم أن تُخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله..وبالتالي فلا صلة تربطه بالأخلاق ..وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الاستعمار..استمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضع بركات الرب "
وكما تشاهد اخي الورّاق..أصبح عالمنا الإسلامي مشدوهاً بشكلٍ مُنتن وقبيح الى حضارات الغرب المستوردة..إن دخلوا جُحر ضَبٍّ دخلوه..حتى رأينا من أبناء جلدتنا من يرمي الثقافة الإسلامية بالتخلّف والرجعية وهذا والله الذي يُدمي القلب ويُهيّج المُقل..
أخي..وإن كان الحديثُ عن هذا الأمر قد الهب الأشجان ونحنُ نلمِس اندثار معاقل العلم الإسلامية بين براثن النصارى والبوذيين وعُبّاد البقر..إلّا أن لنا مُستقبلاً سيطئُ بقامتهِ أعناق من نكّسوا راياتنا ذات حُقبةٍ من غُربةٍ مازلنا نتجرّعُ مرارتها..

شُكراً لرُقي عقلك..