النتائج 1 إلى 6 من 9

الموضوع: ومن يتصبر يصبره الله

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    النصيحة لمن يتدمرون ويكثرون الشكوى بسبب ما يصيبهم من المرض




    السؤال:
    فضيلة الشيخ. هذا السائل يقول: البعض من المرضى يتذمر ويكثر من الشكوى، ويتسخط مما فيه من مرض، فما نصيحتكم لأمثال هؤلاء وذلك بالاحتساب والصبر؟ جزاكم الله خيراً.
    الجواب:

    الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، نصيحتي لإخواني هؤلاء المرضى، ومن أصابتهم مصائب في أموالهم وأهليهم، أن يصبروا ويحتسبوا، ويعلموا أن هـذه المصائب ابتلاءٌ من الله سبحانه وتعالى واختبار؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون﴾، وإذا كان الله تعالى يبتلي العبد بالنعم ليختبره، أيشكر أم يكفر، فكذلك يبتلي عبده بما يضاد ذلك؛ ليبلوه أيصبر، أم يجزع ويتسخط، ويعين المرء على الصبر على هذه الأمور أمور؛ الأمر الأول: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه، وأن الخلق كلهم خلقه وعبيده، يتصرف فيهم كيف يشاء؛ لحكمةٍ قد نعلمها، وقد لا نعلمها؛ فلا اعتراض عليه سبحانه وتعالى فيما فعل في ملكه؛ ﴿لا يسأل عما يفعل وهم يسألون﴾، الثاني: أن يؤمن بأن هذه المصائب التي تصيبه تكفير لسيئاته؛ تحط عنه الخطايا؛ ويغفر له بها الذنوب؛ كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولقد أصيبت امرأةٌ من العابدات في إصبعها، ولكنها لم تتسخط، ولم يظهر عليها أثر التشكي، فقيل لها في ذلك، فقالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، ومن المعلوم أن الصبر درجة عالية لا تنال إلا بوجود شيء يصبر الإنسان عليه؛ حتى يكون من الصابرين، وإنما يعطى الصابرون أجرهم بغير حساب، ثالثاً: أن يتسلى بما يصيب الناس سواه، فإنه ليس وحده الذي يصاب بهذه المصائب، بل في الناس من يصاب بأكثر من مصيبته، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم، وهو أشرف الخلق عند الله، يصاب بالمصائب العظيمة، حتى إنه يوعك كما يوعك الرجلان منا، ومع ذلك يصبر ويحتسب؛ وفي التسلي بالغير تهوينٌ عن المصاعب، رابعاً: أن يحتسب الأجر على الله عز وجل؛ بالصبر على هذه المصيبة؛ فإنه إذا احتسب الأجر على الله عز وجل بالصبر على هذه المصيبة؛ فإنه مع تكفير السيئات به يرفع الله له بذلك الدرجات، بناءً على احتسابه الأجر على الله سبحانه وتعالى، ومن المعلوم أن كثيراً من الناس منغمرٌ في سيئاته، فإذا جاءت مثل هذه المصائب؛ المرض، أو فقدان الأهل، أو المال، أو الأصدقاء أو ما أشبه ذلك؛ هان عليه الشيء، بالنظر إلى ما له من الأجر والثواب على الصبر عليه، واحتساب الأجر من الله، وكلما عظم المصاب كثر الثواب، خامساً: أن يعلم أن هذه المصائب من الأمراض وغيرها لن تدوم؛ فإن دوام الحال من المحال، بل ستزول إن عاجلاً وإن آجلاً، لكن كل ما امتدت ازداد الأجر والثواب، وينبغي في هذه الحال أن نتذكر قول الله تبارك وتعالى: ﴿إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا﴾، وأن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا»، سادساً: أن يكون لديه أمل قوي في زوال هذه المصيبة، فإن فتح الآمال يوجب نشاط النفس، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وأن الإنسان كلما مضى عليه ساعة رأى أنه أقرب إلى الفرج، وزوال هذه المصائب؛ فيكون في ذلك منشطاً نفسه، حتى ينسى ما حل به، ولا شك أن الإنسان الذي ينسى ما حل به أو يتناساه لا يحس به، فإن هذا أمرٌ مشاهد، إذا غفل الإنسان عما في نفسه من مرضٍ أو جرح أو غيره يجد نفسه نشيطا وينسى، ولا يحس بالألم ، بخلاف ما إذا ركز شعوره على هذا المرض، أو على هذا الألم أو هذا المرض؛ فإنه سوف يزداد؛ وأضرب لذلك مثلاً بالعمال، تجد العامل في حال عمله ربما يسقط عليه حجرٌ يجرح قدمه أو تصيبه زجاجة تجرح يده أو ما أشبه ذلك، وهو مستمرٌ في عمله ولا يحس بما أصابه، لكن إذا فرغ من عمله، ثم توجهت نفسه إلى هذا الذي أصابه؛ حينئذٍ يحس به؛ ولهذا لما شكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الوساوس التي يجدها الإنسان في نفسه، قال عليه الصلاة والسلام، إذا أحس بذلك فليستعذ بالله، أو إذا وجدتم، أو «إذا وجد ذلك؛ فليستعذ بالله، ثم لينتهِ»، يعني ليعرض عن هذا ويتغافل عنه؛ فإنه يزول وهذا شيء مشاهد ومجرب، ففي هذه الأمور الستة يحصل للمريض الطمأنينة والخير الكثير، الأمر السابع: أن يؤمن بأن الجزع والتسخط لا يزيل الشيء؛ بل يزيده شدة وحسرة في القلب؛ كما هو ألمٌ في الجسد، وبهذه المناسبة أود أن أبين أن الناس تجاه المصائب التي تقع بهم ينقسمون إلى أربعة أقسام؛ القسم الأول: من جزع وتسخط ولم يثبت، بل دعا بالويل والثبور، وشق الجيوب، ولطم الخدود، ونتف الشعور، وصار قلبه مملوءً غيظاً على ربه عز وجل، فهذا خاسرٌ في الدنيا والآخرة؛ لأن فعله هذا حرام؛ والألم لا يزول به؛ فيكون بذلك خسر الدنيا والآخرة؛ وربما يؤدي ذلك إلى الكفر بالله عز وجل، كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأن به وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين﴾، الحال الثانية: الصبر بمعنى أن هذا المصاب لا يحب أن تقع المصيبة، بل يكرهها ويحزن لها، لكنه يصبر ويحتسب؛ فيمنع قلبه عن التسخط، ولسانه عن الكلام، وجوارحه عن الفعال، ولكنه يتجرع مرارة الصبر، ولا يحب أن ذلك وقع، فهذا أتى بالواجب، وسلم ونجا، الحال الثالثة: أن يقبل هذه المصيبة بالرضا، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، حتى كأنها لم يصب بها؛ لقوة رضاه بالله عز وجل، فالفرق بينه، وبين الأول الذي قبله، أن الأول عنده كراهة لما وقع، ويتجرع مرارة الصبر عليه، أما هذا فلا، ليس عنده كراهة، ولا في نفسه مرارة، يقول: أنا عبد، والرب رب، ولم يقدم هذا إلا لحكمة؛ فيرضى تماماً؛ وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الرضا، هل هو واجب أو مستحب؟ والصحيح، أنه مستحب، لكنه صبرٌ وزيادة، والصبر سبق أنه واجب، وأما ما زاد عن الصبر فإنه مستحب؛ فالراضي أكمل من الصابر، الحال الرابعة: الشكر لله عز وجل على ما حصل، فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه المصيبة، ولكن قد يقول قائل: إن هذا أمرٌ لا يمكن بحسب الفطرة والطبيعة، أن يشكر الإنسان ربه على مصيبة تقع عليه، فيقال: نعم. لو نظرنا إلى مطلق المصيبة، لكانت الفطرة تأبى أن يشكر الله على ذلك، ولكن إذا نظر الإنسان إلى ما يترتب على هذه المصيبة من مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات، ورفعة الدرجات؛ شكر الله سبحانه وتعالى أن ادخر له من الخير والثواب خيراً مما جرى عليه من هذه المصيبة؛ فيكون بذلك شاكراً الله سبحانه وتعالى، وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أنه إذا أصابه ما يسره، قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك، قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان، أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس، حيث يقول: إذا أصيب بمصيبة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه؛ فهي عبارةٌ بشعة، ولا ينبغي للإنسان أن يقولها؛ لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه، وفيه شيء من التسخط، وإن كان غير صريح؛ ولهذا نقول: ينبغي لك أن تقول ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: وهو الحمد لله على كل حال، وفي النهاية أوصي إخواني المرضى، ومن أصيبوا بمصيبة أن يصبروا على ذلك، وأن يحتسبوا الأجر من الله عز وجل والله تعالى مع الصابرين؛ وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.


    https://binothaimeen.net/content/10918


  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    حكم التسخط من المصائب





    السؤال:
    أبو هيثم من دمياط، من جمهورية مصر العربية يقول: التسخط هو من المصائب والكوارث، ما حكمه في الشرع جزاكم الله خيرا؟
    الجواب:
    الشيخ : الحمد لله رب العالمين. وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن من أصول الإيمان أن يؤمن الإنسان بالقدر خيره وشره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأمر كله يرجع إلى الله عز وجل، وأن لله الحكمة البالغة فيما أصاب العبد من خير أو شر. والمصائب على نوعين: النوع الأول: أن تكون تكفيراً لسيئات وقعت من المرء وإصلاحاً لحاله، كما في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ، وقوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ . والنوع الثاني: أن تكون المصائب ليست عقوبة لسيئات وقعت من المرء، ولكن لزيادة رفعة في درجاته، وليحصل على وصف الصبر الذي أثنى الله على القائمين به وقال: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ . ومن ذلك ما يقع للرسول صلى الله عليه وسلم من المصائب التي تصيبه عليه الصلاة والسلام، حتى إنه ليوعك كما يوعك الرجلان منا -أي: في المرض- من أجل أن ينال أعلى مقامات الصبر صلوات الله وسلامه عليه، وقد نال ذلك صلوات الله وسلامه عليه،فهو أعلى الناس صبراً على طاعة الله، وأعلى الناس صبراً عن محارم الله، وأعلى الناس صبراً على أقدار الله المؤلمة. وبناء على هذه المقدمة يجب على المرء أن يصبر لقضاء الله وقدره، وأن لا يتسخط؛ لأن السخط من قضاء الله وقدره نقصٌ في الإيمان بربوبيته تبارك وتعالى، إذ مقتضى الربوبية المطلقة أن يفعل ما شاء. وانظر إلى الكرم والفضل أنه عز وجل يفعل في عبده ما يشاء، ومع ذلك يثيبه على ما حصل من هذه المصائب إذا صبر واحتسب. قال بعض أهل العلم: وللناس في المصائب مقامات أربعة: التسخط، والصبر، والرضا، والشكر. أما التسخط فحرام، سواء كان في القلب أو في اللسان أو في الجوارح. فالتسخط في القلب: أن يرى أن الله تعالى ظلمه في هذه المصيبة، وأنه ليس أهلاً لأن يصاب، وهذا على خطر عظيم، كما قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ . وأما التسخط بالقول فأن يدعو بدعوى الجاهلية مثل: واثبوراه، واانقطاع ظهراه، وما أشبه ذلك من الكلمات النابية التي تنبئ عن سخط العبد وعدم رضاه بقضاء الله. وأما التسخط بالأفعال فَكَنَتْفِ الشعور، ولطم الخدود، وشق الجيوب. وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعل هذا فقال: «ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية». فالتسخط هذا حرام ومن كبائر الذنوب، والتسخط القلبي أعظم أنواعه وأخطر أنواعه. المقام الثاني: مقام الصبر، وهو: حبس النفس عن التسخط. وهو ثقيل على النفس، لكنه واجب؛ لأنه إذا لم يصبر تسخط، والتسخط من كبائر الذنوب، فيكون الصبر واجباً. ولقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابنته- التي كان عندها طفل يجود بنفسه حضره الموت، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً تدعوه للحضور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم-: «مرها فلتصبر ولتحتسب» . المقام الثالث: هو الرضا، يعني: يرضى العبد بما قدر له من هذه المصيبة رضاً تاماً. وقد اختلف العلماء في وجوبه، والصواب أنه ليس بواجب ولكنه سنة؛ لأنه متضمن للصبر وزيادة. والفرق بين الصبر والرضا: أن المرء يكون في الصبر كارهاً لما وقع، لا يحب أنه وقع، لكنه قد حبس نفسه عن التسخط؛ وأما الراضي فهو غير كاره لما وقع، بل المصيبة وعدمها عنده سواء بالنسبة لفعل الله؛ لأنه راضٍ رضاً تامّاً عن فعل الله، فهو يقول: أنا عبده وهو ربي، إن فعل بي ما يسرني فأنا عبده وله مني الشكر، وإن كانت الأخرى فأنا عبده وله مني الرضا والصبر. فالأحوال عنده متساوية. وربما ينظر إلى ذلك من منظار آخر، وهو أن يقول: إن هذه المصيبة إذا صبر عليها وكفر الله بها عنه وأثابه عليها صارت ثواباً لا عقاباً، فيتساوى عنده الألم والثواب. وفي هذا ما يذكر عن رابعة العدوية- فيما أظن-: أنها أصيبت أصبعها ولم تتأثر بشيء، فقيل لها في ذلك فقالت: (إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها) . المقام الرابع: مقام الشكر: أن الإنسان يشكر الله عز وجل على هذه المصيبة. وهذا المقام أو الحال لا تحصل للإنسان عند أول صدمة؛ لأن مقتضى الطبيعة ينافي ذلك، لكن بالتأمل والتأني قد يشكر الإنسان ربه على هذه المصيبة، وذلك بأن يقدر المصيبة أعظم فيشكر الله تعالى أن أصيب بهذه التي هي أهون، أو يقدر أن ألم المصيبة ألم يزول بزوال الحياة إن بقي إلى الموت، أو يزول قبل الممات، والأجر والثواب الحاصل يبقى، فيشكر الله تعالى على ذلك. مثاله: رجل أصيب بحادث في سيارة فانكسرت رجله، هذه مصيبة، فيتأمل وينظر ويقول: أرأيت لو كان الانكسار في الظهر لكانت المصيبة أعظم، فهو يشكر الله عز وجل أن كانت المصيبة في الفخذ دون الظهر، ولو كانت في الساق لكانت أهون مما إذا كانت في الفخذ، وهلم جرّاً. ثم يقول أيضاً. هذه مصيبة إمَّا أن أشفى منها وأعود كما كنت في الدنيا قبل الموت، وإما أن أموت، فلها أجل محتوم مقدر، لكن الأجر الحاصل عليها هو ثواب الآخرة الباقية أبد الآبدين، فيشكر الله عز وجل على هذه المصيبة التي كانت سبباً لما هو أبقى وأفضل وأخير.
    السؤال:
    جزاكم الله خيراً. في ثاني أسئلة السائل إبراهيم من دمياط.
    الجواب:

    الشيخ: إذاً فهمنا الآن أن للإنسان عند المصائب أربع مقامات: الأول: التسخط، وهو حرام ومن كبائر الذنوب. والثاني: الصبر، وهو واجب. والثالث: الرضا، وهو سنة مستحب. والرابع: الشكر، وهو أعلى المقامات. نعم .


    https://binothaimeen.net/content/11800


  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    قوله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة "





    السؤال:
    هذا السائل يستفسر عن الآية الكريمة: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾. لماذا قدم الصبر على الصلاة مع أن الصلاة هي عماد الدين؟
    الجواب:

    الشيخ: قدم الله سبحانه وتعالى الصبر عن الصلاة لأن الصبر أوسع؛ فالصلاة عبادة معينة لكن الصبر أوسع، ومن الصبر الصلاة، لأن الصلاة طاعة لله عز وجل، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن الصبر ثلاثة أنواع؛ صبر على طاعة الله، وهو حمل النفس على الطاعة، وصبر عن معصية الله وهو كف النفس عن المعصية، وصبر على أقدار الله المؤلمة، وهو كف النفس عن السخط من قضاء الله وقدره، فيكون هذا من باب عطف الخاص على العام؛ لأن الصلاة صبر، فالإنسان يصبر نفسه عليها ويحملها إلى أن تقوم بها أي بالصلاة.



    https://binothaimeen.net/content/11872


  4. #4
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    علاج العصبية وقلة الصبر





    السؤال:
    جزاكم الله خيراً. هذه السائلة من الجزائر بعثت بهذا السؤال، تذكر بأنها عصبية وكثيرة القلق ولا تستطيع الصبر على أتفه الأمور، بل تقول: ربما لا أملك مثقال ذرة من الصبر، وكثيرة الشكوى من المرض، مع علمي بأن هذا ليس في مصلحتي، وأعلم بأن الشكوى تكون لله عز وجل، فما نصيحتكم لي يا فضيلة الشيخ؟
    الجواب:

    الشيخ: نصيحتي لها ولأمثالها أن يكثروا من ذكر الله عز وجل؛ فإن بذكر الله تطمئن القلوب، وأن يبعدوا عن الأوهام والتخيلات، وألا ييأسوا من روح الله ولا يقنطوا من رحمة الله، وأن يحاولوا أن تكون صدورهم دائما منشرحة، وأن يتناسوا ما يحصل لهم من نكبات، فإن مثل هذه الأمور كلها سبب في زوال القلق، ومن أهم ذلك أيضاً أن يعلم أن ما أصابه فإنه بقضاء الله وقدره، وأن لله تعالى أن يفعل في خلقه ما شاء؛ لأنه عز وجل لا يفعل شيئاً إلا لحكمة عظيمة. نعم.


    https://binothaimeen.net/content/13302


  5. #5
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    700

    افتراضي رد: ومن يتصبر يصبره الله

    الفتوى رقم (18981)
    س: إنسان مبتلى في دينه ودنياه ببلاء شديد، ويخشى الفتنة،
    وهو يتمنى الموت بشدة منذ زمن طويل، كما يتمنى الماء من في المفازة، وهو يتعاطى أنواعا من الأدوية، لو ترك بعضها لعدة أيام أدى به إلى الهلاك، وبعض الأدوية لو تركها لعدة أشهر لأدى به إلى الهلاك، وهو يستطيع قتل نفسه بعدة طرق، ولكن يخشى عذاب جهنم، فهل يجوز له ترك التداوي، ولا يفعل أي شيء إلا الترك؟
    ج: نوصيك بالصبر على هذا البلاء، واحتساب الثواب عليه من الله تعالى، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، فيها بشارة للمؤمن المبتلى إذا هو صبر واحتسب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر (1) » رواه البخاري ومسلم.
    وقال عليه الصلاة والسلام: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (2) » رواه مسلم.

    وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه (3) » رواه البخاري ومسلم.
    وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة (2) » رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
    كما نوصيك بكثرة الدعاء والإلحاح على الله تعالى بذلك، مع الأخذ بأسباب الشفاء من أدوية وغيرها. نسأل الله أن يجعل عاقبة هذا البلاء لك خيرا، وأن يمن عليك بالصحة والعافية إنه قريب مجيب.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
    بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    __________
    (1) رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: مالك 2 / 997، وأحمد 3 / 93، 94، والبخاري 2 / 129، 7 / 183، ومسلم 2 / 729 برقم (1053) ، وأبو داود 2 / 295 برقم (1644) ، والترمذي 4 / 374 برقم (2024) ، والنسائي 5 / 95- 96 برقم (2588) ، والدارمي 1 / 387- 388.
    (2) صحيح مسلم الزهد والرقائق (2999) ، مسند أحمد بن حنبل (6/16) ، سنن الدارمي الرقاق (2777) .
    (3) صحيح البخاري المرضى (5642) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2573) ، سنن الترمذي الجنائز (966) ، مسند أحمد بن حنبل (3/19) .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا