: ما حكم قراءة سورة البقرة لغرض دنيوي معيّن كالزواج أو الرزق؟
: هذه بدعة، ليست من هدي النبي ï·؛ ولا عمل أصحابه، والأصل أن تكون قراءتها امتثالاً لأمر الله تعالى، ورغبة في اتباع ما فيها من الهدى.ثمّ ما يحصل من ثواب دنيوي بعد ذلك فهو تبع، وثمرة من ثمرات اتّباع ما فيها من الهدى
: ما حكم قراءة سورة البقرة كاملة لمدة أربعين يومياً لحصول الشفاء من السحر والعين؟ ج2: تعيين أعداد معيّنة لقراءتها لا أصل له، وكذلك اشتراط قراءتها كاملة لا أصل له، بل يكفي قراءة ما تيسّر منها، وأحب القراءة إلى الله وأعظمها أثراً ما كان نصيب القارئ فيه من الإخلاص والمتابعة أحسن.
]س3: ما تقول فيما يحكى من قصص وعجائب لمن واظبوا على قراءة سورة البقرة؟ج3: بعضها قد يكون صحيحاً لأحد سببين:1: حصول شفاء من مانع كسحر أو عين كان فيه تعويق للقارئ عن كثير من مصالحه.2: توفيقه لهدى عرفه بقراءة سورة البقرة فاتّبعه وكان له بركة عظيمة عليه في حياته.ومن صدق اللهَ صدقه
س4: الأحاديث التي فيها تعليق الثواب بلفظ القراءة: من قرأ كذا فله كذا؛ فهل يُشترط فيه التدبر والعمل؟ أو يكفي مجرد القراءة؟ج4: هذه الأحاديث على صنفين:الصنف الأول: ما قرن معه ما يدلّ على العمل واتباع الهدى كما في قوله ï·؛ في شأن البقرة وآل عمران ((تحاجان عن أصحابهما)) = يتبع
]وقوله ï·؛ في الحديث الآخر: ((تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة)) وقوله ï·؛ «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»فهذا كلّه ظاهر في اشتراط العمل واتباع الهدى.
الصنف الثاني: ما يُذكر فيه لفظ القراءة فقط؛ فهذا نظير كثير من العبادات التي يذكر لفظها مجرداً كالصلاة والإنفاق والذكر ونحوها كلها محمولة على العمل الشرعي الذي تتحقق فيه شروط قبول العمل من الإخلاص والمتابعة.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة وذكر فضلها في أحاديث كثيرة، وقال للمسيء صلاته: (صلّ فإنّك لم تصلّ). فمن أخل بشروط قبول العمل لم يكن عمله معتبراً ، ولم يترتّب عليه أثره.
فإذا قيل: من قرأ كذا وكذا فله كذا وكذا؛ فالمراد به القراءة التي يحبها الله ويرضاها وهي التي يخلص فيها العبد لله تعالى ويتّبع فيها هدي النبي صلى الله عليه وسلم من غير غلوّ ولا تفريط.وبذلك تكون قراءته قراءة صحيحة يثاب عليها بإذن الله.
ثم إن المسلمين يتفاضلون في إحسان القراءة وإحسان اتباع الهدى فمن كان معه أصل الإيمان وأصل اتباع الهدى حصل له أصل الانتفاع ثمّ كلما زاد زيد له.
س5: ما صحة الحديث الوارد في فضل سورة البقرة: (ما من عبد يقرأ بها في ركعة قبل أن يسجد ثم سأل الله شيئا إلا أعطاه).ج5: هذه رواية لا تصحّ، وقد عزاها ابن الأثير في "جامع الأصول" لمسلم في صحيحه، وليست في النسخ المعروفة لصحيح مسلم.
وقال السيوطي في الدر المنثور: وأخرج أبو ذر في فضائله عن سعيد بن أبي هلال قال: (بلغني أنه ليس من عبد يقرأ البقرة وآل عمران في ركعة قبل أن يسجد ثم يسأل الله شيئا الا أعطاه).ومع جهالة رجال الإسناد فهو بلاغ ضعيف، وسعيد بن أبي هلال (ت:135هـ) وهو من طبقة تابعي التابعين.
منقول
المفضلات