النتائج 1 إلى 6 من 7

الموضوع: نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج ، فسودته خطايا بني آدم

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    695

    افتراضي رد: نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج ، فسودته خطايا بني آدم



    سؤال : أحسن الله إليكم ، يلزم من ها كان حجراً أبيض ثم تغير الاسم الحجر الأسود ؟
    الجواب : لكن متى اسود ؟ سودته خطايا بني آدم من زمان .
    السائل : أشكل علي نسميه الحجر الأسود وقد كان أبيض ؟
    الجواب : في ذلك الوقت قبل أن يسود نسميه الحجر الأبيض ، الآن نسميه الحجر الأسود ، والعجيب أن بعض الجهلة لا يسميه الحجر الأسود يسميه الحجر الأسعد ، وهذا غلط ، الصحابة يسمونه الحجر الأسود وأنتم أشد تعظيماً له من الصحابة ؟ نقول الأسود ولا فيه مانع ، حتى هو بنفسه لو قارنت بين أحجار الكعبة التي بُنيت بها وجدته أسود .
    سؤال : عفا الله عنك يا شيخ ، لو كان نازل من الجنة لنظرنا في المعنى إنه لا ينافي كلام عمر ؛ لأنه له حرمة في نفسه ولا ينفع إلا بإذن الله؟
    الجواب : إي نعم لا شك ، لكن هل نؤمن ونعتقد بأنه نزل من الجنة ؟ هذا هو محل البحث .
    سؤال : الجيش الذي يأتي لغزو الكعبة ألا يكون هو الجيش الذي يخرج لقتال المهدي من الشام فيُخسف به ويبقى منه رجل لأنه سيخرج يبايع عند الكعبة ؟
    الجواب : الله أعلم .
    السائل : لأنه سيبايع عند الكعبة ؟
    الجواب : الحديث مطلق ومثل هذه المطلقات ما يستطيع بها الإنسان الحكم على أي شيء ، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون في أمته كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي ، ما نستطيع أن نقول إنه فلان أو فلان وفلان وبهم تم العدد ، الأشياء هذه الأحسن تبقى مطلقة .

    الكتاب : شرح كتاب الحج من صحيح البخاري
    الشارح : فضيلة الشيخ العلامة : أبي عبد الله محمد بن صالح العثيمين
    " رحمه الله

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    695

    افتراضي رد: نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج ، فسودته خطايا بني آدم

    زاد الآزرقي: مع آدم: أي حقيقة واتساعاً: بمعنى أنه بما فيه من اليمن والبركة يشارك جواهر الجنة، فكأنه نزل منها، وذلك لأن الجنة وما فيها خلق غير قابل للزوال مباين لما خلق في دار الدنيا وقد كسر الحجر، وذلك من أقوى أسباب الزوال فاضطر الحال إلى تأويله بأنه لما فيه من السر والكرامة يشارك جواهر دار البقاء (وهو أشد بياضاً من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم) وإنما لم يبيضه توحيد أهل الإيمان لأنه طمس نوره لتستر زينته عن الظلمة، فالسواد كالحجاب المانع من الرؤية، أو لأن اسوداده للاعتبار ليعرف أن الخطايا إذا أثرت في الحجر ففي القلوب أولى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وقال القاضي: لعل هذا الحديث جار مجرى التمثيل والمبالغة في تعظيم أمر الخطايا والذنوب والمعنى أن الحجر لما له من الشرف والكرامة ولما فيه من الأمن والبركة يشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل المبيض مسوداً فكيف بقلوبهم؟ لأنه من حيث إنه مكفر للخطايا محاء الذنوب كأنه من الجنة من كثرة تحمله أوزار بني آدم صار كأنه ذا بياض شديد فسودته خطاياهم، هذا واحتمال إرادة الظاهر غير مدفوع عقلاً وسمعاً.
    الكتاب : مصابيح التنوير على صحيح الجامع الصغير
    (مختصر فيض القدير شرح الجامع الصغير للإمامِ عبد الرؤوف المناوي)
    : محمد بن ناصر الدين الألباني

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد علي ; 08-11-2023 الساعة 10:48 PM

  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    695

    افتراضي رد: نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج ، فسودته خطايا بني آدم

    الحَجَرُ الأسوَدُ حجَرٌ كرِيمٌ، أنزَله اللهُ سبحانه وتعالى مِن الجنَّةِ، فقبَّلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، واتِّباعًا لهدْيِه نقَبِّلُه ونستلِمُه ونشِيرُ إليه، وإنْ كان حَجَرًا لا يَضُرُّ ولا ينفَعُ.
    وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "نزَل الحجَرُ الأَسوَدُ مِن الجنَّةِ"، أي: إنَّه مِن الجنَّةِ ونزَل منها، "وهو أشدُّ بياضًا مِن اللَّبنِ"، أي: عندَما نزَل إلى الدُّنيا كان أكثَرَ نصاعةً في بَياضِه مِن اللَّبَنِ، "فسوَّدَتْه خطايا بَني آدَمَ"، أي: الَّذي تسبَّب فيما هو عليه الآنَ وجعَله أسوَدَ هو خطايا بَني آدمَ، وأمَّا عدَمُ بَياضِه بالحسَناتِ بعدَ سَوادِه، فقيل: السَّوادُ يصْبُغُ ويَطغَى على ما تجعَلُه عليه، بعَكْسِ اللَّونِ الأبيَضِ، وقيل: ظَلَّ هكذا لجعْلِه عِبرةً لبَني آدمَ يتذكَّرون بها الذُّنوبَ والآثامِ.
    وفي الحديثِ: بيانُ أثَرِ خطايا بني آدَمَ.

    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد علي ; 08-11-2023 الساعة 11:06 PM

  4. #4
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    7 - 6 - 2006
    المشاركات
    1,533
    معدل تقييم المستوى
    695

    افتراضي رد: نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج ، فسودته خطايا بني آدم

    الحجر الأسود من الجنة
















    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده: الحَجَر الأسود من أحجار الجنَّة، نزل به جبريلُ - عليه السلام - على الخليل إبراهيم - عليه السلام، فوضعه في الركن الشرقي من الكعبة المشرفة، ويرتفع عن أرض المطاف (10ر1م)، وهو مُحاط بإطارٍ من الفضة الخالصة صوناً له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا، وقد كان الحجر الأسود قطعةً واحدة، لكنه مع الحوادث التي مرَّت عليه تكسَّر، ولم يبق منه إلاَّ ثماني قطعٍ صغارٍ مختلفة الحجم، أكبرها بقدر التمرة الواحدة.



    ولعل أفظع ما مرَّ على الحجر الأسود حادثة القرامطة الشهيرة عندما أخذوه وغيبوه (22) سنة، ثم رُدَّ إلى موضعه سنة (339هـ)[1].
    وأول مَنْ ربط الحجر الأسود بالفضة هو عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما، وآخر ترميم للحجر الأسود والإطار الفضي كان عام (1422هـ) في عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله[2].
    نزول الحجر الأسود من الجنة:
    يرتبط الحجر الأسود بالكعبة المشرفة ارتباط الجزء بالكلِّ، وكلُّ شرفٍ وفَضْلٍ اخْتُصَّ به فهو شرفٌ وفَضْلٌ للكعبة ذاتِها، فهي التي تحويه وتضُمُّه إلى جَنَباتها ومن فضائل الحجر الأسود أنه نزل من الجنة، وكان أشدَّ بياضاً من اللبن أو الثلج، ثم سوَّدته خطايا بني آدم، وفي ذلك أحاديث، منها:
    1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ؛ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ[3])[4].
    2- عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما؛ أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وكان أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ)[5].
    3- عن أنس بن مالك - رضي الله عنهما؛ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْحَجَرُ الأَسْوَدُ من حِجَارَةِ الْجَنَّةِ)[6].
    الحجر الأسود من الجنة حقيقة:
    الحجر الأسود من حجارة الجنة يقيناً، وأنه نزل منها حقيقة؛ فالحديث على ظاهره - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة - إذ الأصلُ في الإطلاق الحقيقة.
    ويؤيده: ما جاء عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: (نزل جبريلُ - عليه السلام - بالحَجَر من الجنة، فوَضَعه حيث رأيتم، وإنكم لن تزالوا بخير ما بقي بين ظهرانيكم، فاستمتعوا منه ما استطعتم، فإنه يوشك أنْ يَجِيءَ فيرجع به مِنْ حيث جاء)[7].
    وجه الدلالة: قوله: (فإنه يوشك أنْ يَجيءَ [أي: جبريل- عليه السلام] فيرجع به [أي: بالحجر] مِنْ حيث جاء [أي: من الجنة]. وإذا ثبت هذا عن هذا الصحابي الجليل فله حكم الرفع، إذ لا مجالَ فيه للرأي والاجتهاد، فدلَّ على أنَّ جبريل - عليه السلام - سيرجع بالحجر إلى الجنة حقيقةً من حيث جاء به.
    شؤم الذنوب والمعاصي:
    في الحديث إشارةٌ واضحة ولطيفةٌ بديعة يُستنبط منها شؤم الذنوب والمعاصي على الكائنات عامَّة؛ ومنها الجمادات، فلا ريب أن الذنوب والمعاصي شأنها خطير، فقد أثَّرت في حَجَر مبارك من أحجار الجنة، فبَعْدَ أن كان أشدَّ بياضاً من اللَّبن أو الثَّلج، وبسبب مقارفة بني آدم للذنوب والمعاصي - وأعظمها: الشرك بالله - فقد استحال بياضُه سوادًا، وهو من الجمادات، وليس هذا بمستغرب، فهذه الجمادات مخلوقات من خَلْقِ الله تعالى تُسبِّح بحمده وتسجد له وحده، كما أخبرنا سبحانه في أكثر من آية من آيات كتابه العزيز، ومن أشهرها قوله تعالى: ï´؟ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ï´¾ [الإسراء: 44]. وإذا كان هذا تأثير الذنوب في الجمادات، فيكف بتأثيرها في القلوب ذات الطَّبيعة المتقلِّبة الحيَّة والرُّوحية؟!
    وجاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الْعَبْدَ إذا أَخْطَأَ خَطِيئَةً؛ نُكِتَتْ في قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فإذا هو نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ؛ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فيها، حتى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وهو الرَّانُ الذي ذَكَرَ اللهُ: ï´؟ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ï´¾ [المطففين:14] [8].
    (والحاصل: أنَّ الَحَجر بمنزلة المرآة البيضاء، في غايةٍ من الصَّفاء، ويتغيَّر بملاقاة ما لا يُناسبه من الأشياء، حتى يَسْوَدَّ لها جميعُ الأجزاء، وفي الجملة: الصُّحْبَةُ لها تأثير بإجماع العقلاء)[9].
    شُبهة ورَدُّها:
    قال المُحِبُّ الطبري - رحمه الله: (قد اعترض بعض المُلْحِدة، فقال: كيف يُسَوِّدُ الحجرَ خطايا أهل الشرك، ولا يُبَيِّضُه توحيدُ أهل الإيمان؟
    والجواب عنه من ثلاثة أوجه:
    الأول: ما تضمَّنه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما: (أن الله تعالى إنما طَمَسَ نورَه؛ بالسواد؛ ليستر زينة الجنة عن الظَّلمة)[10].
    الثاني: لو شاء الله تعالى لكان ذلك، وما علمتَ أيُّها المعترض أن الله تعالى أجرى العادة بأن السواد يَصْبِغُ ولا يَنْصَبِغُ، والبياض يَنْصَبِغُ ولا يَصْبِغ[11].
    والثالث: أن يقال: بقاؤه أسود - والله أعلم - إنما كان للاعتبار، لِيُعلم أن الخطايا إذا أثَّرت في الحَجَر، فتأثيرها في القلوب أعظم[12])[13].
    الحجر الأسود من ياقوت الجنة:
    لو كان الحجر الأسود حجراً من الجنة فقط لكفى ذلك شرفاً له، وإنما زاده شرفاً كونه من الأحجار الكريمة، فمن فضائل الحجر الأسود أنه ياقوتة من ياقوت الجنة على وجه الحقيقة، وفي ذلك عدَّة أحاديث ظاهرة، منها:
    1- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الْرُّكْنُ[14] وَالمَقَامُ[15] يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ)[16].
    2- عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ[17]؛ طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا[18]، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا؛ لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ»[19].
    3- وفي رواية ثانيةٍ من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو- رضي الله عنهما - قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَلَوْلاَ مَا مَسَّهُمَا مِنْ خَطَايَا بَنِي آدَمَ لأَضَاءَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَا مَسَّهُمَا مِنْ ذِي عَاهَةٍ وَلاَ سَقِيمٍ إِلاَّ شُفِيَ)[20].
    4- وفي روايةٍ ثالثةٍ من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما - يَرْفَعُهُ قَالَ: (لَوْلاَ مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ، مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلاَّ شُفِيَ، وَمَا عَلَى الأَرْضِ شَيءٌ مِنَ الْجَنَّةِ غَيْرُهُ)[21].
    شاهد من التاريخ:
    وممَّا يؤيد كون الحجر الأسود من الجنة: (أنه لَمَّا أخذته الكفرة القرامطة بعد أن غَلَبوا بمكة حتى ملؤوا المسجدَ وزمزمَ من القتلى، ذهبوا به إلى بلادهم نكايةً للمسلمين. ومكث عندهم بِضْعاً وعشرين سنة، ثم لَمَّا صُولحوا بمالٍ كثير على ردِّه، قالوا: إنه اختلط بين حجارةٍ عندنا، ولم نُميِّزه الآن من غيره، فإنْ كانت لكم علامةٌ تُميِّزُه فَأْتوا بها، ومَيِّزوه. فَسُئِلَ أهلُ العلم عن علامةٍ تُمَيِّزه؟ فقالوا: إنَّ النار لا تؤثِّر فيه؛ لأنه من الجنة، فذكروا لهم ذلك فامتحنوا، وصار كلُّ حَجَرٍ يُلقونه في النار ينكسر؛ حتى جاؤوا إليه فلم تقدر النارُ على أدنى تأثيرٍ فيه، فعلموا إنه هو، فَرَدُّوه.
    قيل: ومن العَجَب أنه في الذهاب مات تحته - من شدة ثُقْلِه - إبلٌ كثيرة، وفي العودة حَمَلَه أجربُ إلى مكة، ولم يتأثَّر به)[22].
    حكمة طمس نورهما:
    تحدَّث البجيرمي - رحمه الله - عن حكمة طَمْسِ نورَي الحجر الأسود والمقام، فقال: (وَإِنَّمَا أَذْهَبَ اللَّهُ نُورَهُمَا؛ لِيَكُونَ إيمَانُ النَّاسِ بِكَوْنِهِمَا حَقًّا إيمَانًا بِالْغَيْبِ، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ لَكَانَ الإِيمَانُ بِهِمَا إيمَانًا بِالْمُشَاهَدَةِ، وَالإِيمَانُ الْمُوجِبُ لِلثَّوَابِ هُوَ الإِيمَانُ بِالْغَيْبِ)[23].
    كما أن في طمس نورِهما حِرماناً للكفرة، ولِمَنْ حُقَّ عليهم العذاب والوعيد من أن يروا أو ينعموا بالجنة ونورِها، ولو بقي نورهما لا ستمتع به كلُّ أهل الأرض؛ برُّهم وفاجرُهم، وهو من نور الجنة المحرَّم على الكفرة الفجرة.
    أما المؤمنون، فهم كما آمنوا في الدنيا بصدق ما أخبر عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونهما من أحجار الجنة، فهم على موعد ليس فقط مع حجرٍ واحد أو حجرين من الجنة في الدنيا، وإنما مع جنةٍ عرضها السَّموات والأرض، يُمتَّعون فيها ويُنعَّمون بها جزاء تصديقهم وإيمانهم.
    شاهد معاصر:
    حينما قرأ المستشرقون الأحاديث النبوية الشريفة المتعلِّقة بالحجر الأسود وأنه من الجنة، ظنوا أنه قطعة من البازلت الذي جرفته السيول من الحَرَّات المجاورة، وألقت به إلى منخفض مكة المكرمة.
    ومن أجل إثبات ذلك استأجرت (الجمعية المَلكية الجغرافية البريطانية) ضابطاً بريطانياً باسم: ريتشارد فرانسيس بيرتون (Richard Francis Burton) جاء إلى الحجاز في هيئة حاج أفغاني، وذلك في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي (1269هـ - 1853م) بهدف سرقة جزء من الحجر الأسود، والفرار به إلى بريطانيا، وبالفعل تم له ذلك، وبدراسة العَيِّنة المسروقة، ثبت أنها من أحجار السماء؛ لأنها تُشبه أحجار النَّيازك، وإنْ تميَّزت بتركيبٍ كيميائي ومعدني خاص، وكان هذا الاكتشاف سبباً في إسلامه، وقد سجَّل قصَّته في كتابٍ من جُزأين بعنوان: رحلةٌ إلى مكة (AJourney To Mecca)، وتوفي بيرتون سنة (1890م - 1308هـ)[24].
    الخلاصة:
    في مثل هذه الأحاديث الشريفة تحذير وتخويف من آثار الذنوب والمعاصي؛ لأنها إذ أثَّرت في هذا الحَجَر المبارك، وهو من الجمادات، فكيف بتأثيرها في القلوب ذات الطبيعة المُتقلِّبة.
    بل (يَنْبَغِي أَنْ يُتَأَمَّلَ: كَيْفَ أَبْقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى صِفَةِ السَّوَادِ أَبَدًا مَعَ مَا مَسَّهُ مِنْ أَيْدِي الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ الْمُقْتَضِي لِتَبْيِيضِهِ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ عِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ، وَاعِظًا لِكُلِّ مَنْ وَافَاهُ مِنْ ذَوِي الأَفْكَارِ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ بَاعِثًا عَلَى مُبَايَنَةِ الزَّلاَّتِ، وَمُجَانَبَةِ الذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ)[25].


    [1] انظر: مرقاة المفاتيح، للقاري (5 / 498).
    [2] انظر: مكة المكرمة تاريخ ومعالم، (ص48).
    [3] (فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ): أي: صارت ذنوب بني آدم الذين يمسحون الحَجَرَ سبباً لسواده. والأظهر: حَمْل الحديث على حقيقته، إذْ لا مانع نقلاً ولا عقلاً. انظر: مرقاة المفاتيح، (5 / 496).
    [4] رواه الترمذي، (3 / 226)، (ح877)، وقال: (حسن صحيح). وابن خزيمة في (صحيحه)، (4 / 219)، (733). وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي)، (1 / 451)، (ح877).
    [5] رواه أحمد في (المسند)، (1 / 307)، (797)؛ والفاكهي في (أخبار مكة)، (1 / 84)، (ح6)؛ والبيهقي في (شعب الإيمان)، (3 / 450)، (ح4034)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2 / 125)، (774). وقال الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2 / 29)، (146): (صحيح لغيره).
    [6] رواه الفاكهي في (أخبار مكة)، (1 / 84)، (ح7)؛ والطبراني في (الأوسط)، (5 / 164)، (ح4954)؛ والبيهقي في (الكبرى)، (5 / 75)، (ح9013)؛ وابن عبد البر في (الاستذكار)، (4/ 202). وصححه الألباني في (صحيح الجامع)، (1 / 606)، (ح3175).
    [7] رواه الفاكهي في (أخبار مكة)، (1 / 91)، (رقم25). وإسناده حسن. انظر: فضائل مكة الواردة في السنة - جمعاً ودراسة، د. محمد الغبَّان (2 / 715)، (رقم384).
    [8] رواه الترمذي، (5 / 434)، (ح3334)، وقال: (حسن صحيح). وحسنه الألباني في (صحيح سنن الترمذي)، (3 / 364)، (ح3334).
    [9] مرقاة المفاتيح، (5 / 496).
    [10] رواه الأزرقي في (أخبار مكة)، (1 / 323)؛ والفاكهي في (أخبار مكة)، ( 1 / 94)؛ والطبراني في (الكبير)، (11 / 55)، (رق1028). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (3 / 243): (وفيه مَنْ لم أعرفْه، ولا له ذِكْر)؛ وضعَّف إسنادَه ابنُ حجر في (فتح الباري)، (3 / 463)؛ وقال الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة)، (1 / 615)، (رقم426): (منكر).
    [11] وهذا تعليل عليل.
    [12] وهو التعليل الصحيح.
    [13] القِرى لقاصد أم القُرى، (ص295). وانظر: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، لمحمد بن يوسف الصالحي (1 / 177).
    [14] (الرُّكْن) أي: الحَجَر الأسود.
    [15] (الْمَقَام) أي: مقام إبراهيم - عليه السلام.
    [16] رواه الحاكم في (المستدرك)، (1/ 627)، (678) من حديث أنس. وابن حبان، في (صحيحه)، (9/ 24)، (ح3710)؛ والحاكم، (المستدرك)، (1/ 626)، (677)؛ والبيهقي في (الكبرى)، (5/ 75)، (ح9010)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 125)،
    (776) كلهم من حديث عبد الله بن عمرو. وقال النووي في (المجموع)، (8/ 39): (رواه البيهقي بإسناد صحيح على شرط مسلم). وصححه الألباني في (صحيح الجامع)، (1/ 665)، (ح3559).
    [17] (يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ) المراد به: الجنس. والمعنى: إنهما من يواقيت الجنة.
    [18] (طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا) أي: أذهبَ نورَهما؛ بمساس المشركين لهما، ولعلَّ الحِكْمَةَ في طمسهما؛ ليكون الإيمانُ غيبياً لا عينياً. انظر: مرقاة المفاتيح، (5/ 497).
    [19] رواه أحمد في (المسند)، (2/ 213)، (ح7نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي)؛ والترمذي، (3/ 226)، (ح878)؛ وابن خزيمة في (صحيحه)، (4/ 219)، (731). وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي)، (1/ 452)، (ح878).
    [20] رواه البيهقي في (الكبرى)، (5/ 75)، (ح9011)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 126)، (777). وصحح إسناده النووي في (المجموع)، (8/ 39). وقال الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 30)، (147): (حسن صحيح).
    [21] رواه البيهقي في (الكبرى)، (5/ 75)، (ح9012)؛ والمنذري في (الترغيب والترهيب)، (2/ 126)، (778). وصحح إسناده النووي في (المجموع)، (8/ 39). وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب)، (2/ 30)، (147).
    [22] مرقاة المفاتيح، (5/ 498).
    [23] حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب، (2/ 163).
    [24] انظر: مقال: (الحجر الأسعد من أحجار السماء).
    [25] حاشية البجيرمي على شرح منهج الطلاب، (2/ 163).







معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا