بخصوص أسئلتكم فيسرني الإجابة على النحو التالي :

السؤال الأول : كيف عرف هذا الرجل بانها مسحورة وكيف أستدل على من سحرتها وحدد أوصافها ؟؟؟

الجواب : سبق أن بينت ذلك آنتفاً وأعيد ما ذكرته للأهمية :

قد يتبادر إلى ذهن القارئ من خلال سياق الأثر آنف الذكر استغراب في كيفية معرفة السندي لبعض الأمور المتعلقة بالجارية كفعلها السحر ونحو ذلك من أمور أخرى قد نص عليها الحديث ، وقد يظن ذلك مدعاة لصحة وسلامة سؤال ذلك الشخص وأمثاله ، ولي وقفات مع ذلك :

1)- أن الرجل هو الذي دخل على عائشة وأخبرها بحقيقة مرضها ، ولم تطلب منه ذلك ، أو تسأله أو تبحث عنه لتحقيق هذا الهدف والغاية 0

2)- لا يجزم كون هذا الرجل من الكهنة لكونه أخبر ببعض الإمارات التي تدل على الجارية ، وأن من نعتها كذا وكذا ، وإخباره بحادثة بول الصبي في حجرها ومطابقة ذلك للواقع ، وكل ذلك يحتمل أن لهذا السندي تعلق بهذه الجارية بسبب من الأسباب القريبة أو البعيدة التي هيأت له الاطلاع على هذا الأمر فأراد أن يكشف أمرها لأم المؤمنين لحاجة في نفسه ، والواقع مليء بمثل هذه الحالات 0

3)- ولو قطعنا أن هذا الرجل من الكهان ، فالذي حدث أنه أتى بنفسه إلى أم المؤمنين متطوعا ولم تذهب إليه كما أشرت سابقا ، والذهاب أمارة التصديق ممن يذهب غالبا - وهي لم تفعل ذلك 0 إما كونها سألته من التثبت بعد دعوى تطوع بادعائها وقد يكون صادقا فيها ، سيما مع المرض الذي مرضته ما شاء الله 0 وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد على سبيل الاختبار لا التصديق وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا :

* على وجه التصديق : إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسؤول فهو حرام 0

* على وجه الامتحان : وأما إن كان يسأل المسؤول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز كما ثبت في الصحيحين : ( أن النبي ïپ¥ سأل ابن صياد فقال : ما يأتيك ؟ فقال : يأتيني صادق وكاذب ، قال : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، قال : فإني قد خبأت لك خبيئا ، قال : الدخ الدخ قال : اخسأ فلن تعدو قدرك أنت من إخوان الكهان ) ( متفق عليه ) 0

* على وجه الاعتبار : وكذلك إن كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبرون به ، وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة كما قال تعالى : ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) " سورة الحجرات - الآية 6 " ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 62 )


السؤال الثاني : لماذ ا بعض الرقاة يقولون أن أي راقي يصرح ويقول ان فلان مسحور فهو مشعوذ أو ساحر لأن علم السحر عند الله ويستدلون أن الرسول صلى الله علية وسلم نفسة لم يعرف أنة ساحر إلا بكلام الملكين مع انة رسول ويوحى أليه ؟؟؟

الجواب : هذا الكلام لا يؤخذ على اطلاقه وهو مجانب للصواب عموماً ، فإذا اعتمد المعالج على الطرق الشرعية في إثبات جريمة السحر من خلال الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية للوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل فلا تثريب مطلقاً ،


السؤال الثالث : أن عائشة رضي الله عنها صدّقت قولة ولم تكذب هذا الرجل أو تشك في قولة على ماذا يدل هذا؟اليس يدل أنة من الممكن أن يكون هناك أشخاص بأستطاعتهم معرفة نوع المرض الروحي وخصوصا السحر وكذلك من عملة لكن كيف هذا وهل سيصدق أم سيتهم بالسحر والشعوذة ؟؟؟

الجواب : يجاب على هذا السؤال ما ذكر في الإجابة على السؤال الأولى ، فظأرجو أن يقرأ بعناية وتدبر 0

السؤال الرابع : ألا يمكن أن يكون معرفة بأنها مسحورة ومعرفة من سحرها ايضا عن طريق الفراسة الحاذقة عند البعض ، إذا كان كذلك فلم ينكر هذا في هذا المجال ويصدقون في مجالات اخرى فنحن نعرف أن هناك اناس مثلا مشهورون بتقفي الأثر ومنه يستطيعون معرفة اشياء كثيرة وهذا معروف الآن عند قبيلة مرة ومشهورون به بل حتى أطفالهم مشهورون بهذا فلم لا يستنكر الناس مثل هذا وهو صحيح لا نشك فية ؟؟؟

الجواب : قد تم بيان الإجابة واضحة جلية كما جاء في إجابة السؤال الأول وبالله التوفيق 0

السؤال الخامس : معاقبة عائشة رضي الله عنها لمن سحرتها رغم أنها أم المؤمنين اليس في هذا جواز أن يعاقب المسحور من سحرة ويبرد قلبة منة ؟؟؟

الجواب : قد يكون الأمر خاص بأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وهي من هي ، ومع ذلك عدلت في حكمها على هذه المرأة ، أما أن يفتح الباب للجميع فقد يؤدي ذلك إلى مفاسد لا يعلمها إلا الله ، والواجب اتخاذ السبل الشرعية الكفيلة بالأخذ على أيدي أمثال هؤلاء السحر والمشعوذين ومن ذلك ايصال أمرهم إلى رجال الحجسبة وكذلك اللجوء إلى الله والدعاء عليهم ، والله تعالى أعلم وأحكم 0

السؤال السادس : طريقة علاجها للسحر هل أحد جربه ونفع معه وما رأيكم فية ؟؟؟

الجواب : قلت آنفاً بأن انتفاع عائشة – رضي الله عنها – من استخدام هذا الكيف في الاغتسال انتفاع مطلق ، فقد ينتفع به المسحور وقد لا ينتفع ، ومع هذا فإني أرى ترك استخدام ذلك الأمر مع العلم بأن في الطرق المشروعة التي ذكرت في علاج السحر كفاية عما سواها ، ولو كان في تلك الكيفية خير لأقره العلماء والفقهاء كما أشار لذلك المفهوم فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - ونفع الله به وبعلمه الأمة الإسلامية ، والله تعالى أعلم 0


أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0