حديث
اللهم أجرني من النار
الشيخ طارق عاطف حجازي
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ التَّمِيمِيِّ عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ: اللهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، فَإِنَّكَ إنْ مُتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ، كَتَبَ اللهُ عز وجل لَكَ جِوَارًا مِنَ النَّارِ)).
تخريج الحديث وتحقيقه:
ضعيف: أخرجه أبو داود (5080)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (111)، وفي ((الكبرى)) (9858)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (139) من طريق عمرو بن عثمان قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي أنه حدثه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره، وأخرجه أبو داود (5508)، وأحمد (4/ 234)، وأبو يعلى في ((مسنده)) وعنه ابن حبان (2022)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 310، 311)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/ 235)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1212)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (2099)، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (1/ 416) بطرق عن الوليد بن مسلم به.
وأخرجه أبو داود (5079)، والطبراني في ((الكبير)) (19/ رقم 1051، 1052)، ((الدعاء)) (655)، وأبو القاسم البغوي في ((معجم الصحابة)) (5/ رقم 2137)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (2/رقم 2098)، (5/ رقم 6046، 6047)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (104)، وابن بشران في ((الأمالي)) (1009)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 309، 310)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (3/ 82)، من طريق عبد الرحمن بن حسان به.
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ قال الدارقطني في ((سؤالات البرقاني)) (65/ 490): مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال مسلم: مجهول لا يحدث عن أبيه إلا هو، وقال أبو حاتم: لا يعرف حاله؛ كما في ((فيض القدير)) (1/ 293).
قلت: وقد اختلف في صحابي الحديث هل هو مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم.
انظر: ((التهذيب)) (10/ 125، 126)، و((الإصابة)) (6/ 106)، و((تحفة الإشراف)) (3/ 8، 9)، و((الضعيفة)) (4/ 128)، وغيرهم.
وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما استجار عبد من النار سبع مرات، إلا قالت النار يا رب إن عبدك فلاناًًًًًًًًًًًً استجارك مني فأجره، ولا يسأل الله الجنة سبع مرات، إلا قالت الجنة يا رب، إن عبدك فلاناً سألني فأدخله)).
روى هذا الحديث يونس بن خباب وقد اختلف عليه على وجهين:
الوجه الأول: عن يونس عن أبي علقمة عن أبي هريرة (مرفوعاً وموقوفاً).
الوجه الثاني: عن يونس عن أبي حازم عن أبي هريرة.
أما الوجه الأول:
رواية أبي علقمة وقد اختلف عليه مرفوعاً رواها عنه يونس بن خباب وعنه:
1- شعبة بن الحجاج.
أخرجه أبو نعيم في ((صفة الجنة)) (69)، والطيالسي (2579).
2- بشر بن عقبة بلفظ: ((من قال كل يوم سبعين أوسبع اللهم أجرني من النار أجاره الله.
أخرجه الخطيب في ((تالي تلخيص المتشابه)) (211).
3- شعيب بن صفوان، ذكره الدارقطني في ((العلل)) (2213).
4- عمرو بن مجمع، ذكره الدارقطني في ((العلل)) (2213).
5- منصور بن المعتمر وقد اختلف عليه على وجهين:
الوجه الأول: عن منصور عن يونس عن أبي هريرة مرفوعاً.
الوجه الثاني: عن منصور عن يونس عن أبي هريرة موقوفاً.
(أما الوجه الأول) فقد رواه عنه:
أ- سفيان الثوري.
أخرجه الدارقطني في ((العلل)) (2213)، وابن عدي في ((الكامل)) (7/ 147)، والبزار (3175).
(والوجه الثاني) فقد رواه عنه:
أ- شيبان بن عبد الرحمن التميمي، ذكره الدارقطني في ((العلل)) (2213).
قلت: وهذان الاثنان من الثقات الأثبات والحمل هنا فيه على يونس بن خباب، وموقوفاً رواها عنه يعلى بن عطاء وعنه: شعبة بن الحجاج أخرجه أبو داود والطيالسي (2579) عنه.
والوجه الثاني:
رواية أبي حازم سلمان الأشجعي فقد رواها عنه: ليث بن أبي سليم وعنه: جرير بن عبد الحميد الضبي.
أخرجه إسحاق في ((مسنده)) (213)، وأبو يعلى (6192)، والأصبهاني في ((موجبات الجنة)) (52)، وأبو نعيم في ((صفة الجنة)) (68)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (296)، والبزار(9681)، والمقدسي في ((صفة الجنة)) (ص 82).
قلت: الصحيح هو رواية أبي علقمة الموقوفة لأن مدار رواية الرفع أبو جهيها على يونس بن خباب وهو منكر الحديث كما قال البخاري ورافي خبيث. وإنما صححنا وجه لرواية يعلى بن عطاء التي تابع بها يونس بن خباب ولكن وقفاً على أبي هريرة، ويعلى بن عطاء ثقة وروايته مقدمة، وقد صحح الدارقطني هذا الوجه كما في ((العلل)) (2213).
قلت: وقد زعم الشيخ مشهور بن حسن في ((تالي تلخيص المتشابه)) (1/ 349): أن يونس هنا هو ابن يزيد الأعلى، مقلداً في قوله هذا الشيخ الألباني* [[((الصحيحة)) (2506)]] رحمه الله - فيما أظن وهذا فيه نظر؛ للآتي:
1- ذكر الدارقطني في ((العلل)) كما سبق أنه يونس بن خباب.
2- لم أجد رواية الليث بن أبي سليم أنه يونس بن يزيد وإنما هو يروي عن يونس بن خباب.
3- لم يفطن الشيخ مشهور للسقط الحادث بين جرير ويونس؛ فقال: وأخرجه أبو يعلى ومن طريقه الضياء المقدسي في ((صفة الجنة))... من طريق جرير عن يونس عن أبي حازم، وهذا طريق آخر غير السابق، وأخطأ من ظن ابن خباب الوارد في الحديث السابق... أ.هـ.
قلت: بسبب هذا السقط كان هذا الظن، فالحديث يعرف من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن يونس بن خباب.
قلت: وقد ذكر الشيخ الألباني في ((الصحيحة)) (2556) أن جريراً الذي يروي عنه أبو خيثمة هو ابن حازم الثقة، ولكن لم أجد رواية واحدة - فيما وقفت عليه - لأبي خيثمة زهير بن حرب عن جرير بن حازم، بل وجدته يروي عن جرير بن عبد الحميد.
وانظر: ((تهذيب الكمال)) (9/402)، (4/542)، (32/552، 553)، و((الميزان)) (4/480).
وفي الباب عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما استجار عبد من النار ثلاث مرار إلا قالت النار: اللهم أجره مني، ولا يسأل الجنة إلا قالت الجنة: اللهم ادخله اياي)).
رواه عنه: بريد بن أبي مريم وعنه يونس بن أبي إسحاق وأبو إسحاق السبيعي.
أما رواية يونس بن أبي اسحاق فقد رواها عنه:
1- محمد بن فضيل.
أخرجه أبو يعلى (3682، 3683)، وابن أبي شيبة (10/ 42).
2- قران بن تمام.
أخرجه أحمد (12170).
3- أبو قتيبة سلم بن قتيبة.
أخرجه السمعاني في ((المنتخب من معجم شيوخ السمعاني))، والبغوي في ((شرح السنة)) (1365).
4- أبو نعيم الفضل بن دكين.
أخرجه على بن الحسن في ((العشرون من الخليات)) (38)، والطبراني في ((الدعاء)) (1312)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (295)، والضياء في ((المختارة)) (1312)، وأبو نعيم في ((صفة الجنة)) (67).
5- محمد بن بشر.
أخرجه ابن حبان (1014).
وأما رواية أبي إسحاق السبيعي فقد رواها عنه:
1- إسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق فقد رواها عنه:
أ- حُجَيْنُ بن المثني.
أخرجه أحمد (13173)، والضياء في ((المختارة)) (1436)، والطبراني في ((الدعاء)) (1310).
ب- عبيد الله بن موسى.
أخرجه الحاكم (1/ 543، 535) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
2- أبو الأحوص سلام بن سليم.
أخرجه ابن بشران في ((الأمالي)) (355)، وهناد في ((الزهد)) (173)، وابن ماجه (4340)، والترمذي (2572)، والنسائي في ((الكبرى)) (7907، 9858)، وفي ((المجتبي)) (8/ 279)، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (110)، والضياء في ((المختارة)) (1559)، والذهبي في ((معجم الشيوخ)) (1/ 47)، وتمام في ((فوائده)) (694)، وابن حبان (1034)، والآجري في ((الشريعة)) (943)، والطبراني في ((الدعاء)) (1311)، وأبو طاهر المخلص في ((سبعة مجالس أملاها)) (80)، والخطيب في ((تاريخه)) (11/ 378)، والشافعي في ((الفوائد)) (1132)، والأصبهاني في ((موجبات الجنة)) (51)، والمقدسي في ((صفة الجنة)) (ص 84).
3- أبو بكر بن عياش.
أخرجه الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (3564) والله أعلم.
المفضلات