6290 - ( يَا مُعَاذُ ! مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى ظهر الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ
عِتَاقٍ ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئاً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّلاَقِ ، فَإِذَا
قَالَ الرَّجُلُ لِعبدهِ : أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ؛ فَهُوَ حُرٌّ ، وَلاَ اسْتِثْنَاءَ لَهُ . وَإِذَا
قَالَ لاِمْرَأَتِهِ : أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ؛ فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ ، وَلاَ طَلاَقَ عَلَيْهِ ) (*) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:

منكر .
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (6/390/11331) : عن إسماعيل ابن عياش قال : أخبرني حميد بن مالك : أنه سمع مكحولاً يحدث عن معاذ بن
جبل ... مرفوعاً .
ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني (4/35/94) ، وابن عدي (2/279) ،
ومن طريقه البيهقي (7/ 361) ، وابن الجوزي في "العلل " (2/155/1066) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ منقطع ، مكحول لم يسمع من معاذ ، مع كونه
مدلساً . وحميد بن مالك ؛ وقد اتفقوا على تضعيفه .
وفي رواية للدارقطني - وعنه البيهقي - عن حميد بن الربيع : نا يزيد بن
هارون : نا إسماعيل بن عياش ... بإسناده نحوه ؛ قال حميد :
" قال لي يزيد بن هارون : وأي حديث لو كان حميد بن مالك اللخمي
معروفاً ؟ قلت : هو جدي . قال يزيد : سررتني سررتني! الآن صار حديثاً " .
قلت : رده البيهقي بقوله :
"ليس فيه كبير سرور ؛ فحميد بن ربيع بن حميد بن مالك الكوفي الخزاز :
ضعيف جداً ، نسبه يحيى بن معين وغيره إلى الكذب ، وحميد بن مالك :
مجهول ، ومكحول عن معاذ : منقطع " .
وأقول : قوله في حميد : "مجهول " ... مردود ، دهان قال ابن معين والنسائي :
" لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش " .
فقد روى عنه أيضاً معاوية بن حفص - وهو صدوق ، - هذا الحديث نفسه ،
أخرجه ابن عدي عنه بإسناده المتقدم بلفظ :
سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن رجل قال لامرأته : أنت طالق إن شاء الله ؟ قال : "له استثناؤه " . فقال رجل : يا رسول الله! فإن قال لغلامه : أنت حر إن شاء الله ؟ قال :
" يعتق ؛ لأن الله يشاء العتق ، ولا يشاء الطلاق "!
ثم رواه من طريق المسيب بن شريك : ثنا حميد بن مالك ... به ، وقال :
"لأن الله تبارك وتعالى يحب العتاق ، ويبغض الطلاق " .
قلت : فهؤلاء ثلاثة قد رووا عن حميد ، وقد أشار ابن عدي في آخر ترجمته
إلى رد قول ابن معين والنسائي المذكور آنفاً ، وقال :
"وأحاديثه مقدار ما يرويه منكر" .
وقد روى عنه رابع : فأخرجه الدارقطني (رقم 96) من طريق عمر بن إبراهيم
ابن خالد ؛ نا حميد بن عبد الرحمن بن مالك اللخمي ... بإسناده مختصراً بلفظ :
"ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق ، فمن طلق واستثنى ؛ فله ثنياه " .
لكن عمر هذا : قال الدارقطني :
"كذاب خبيث " . وقال الخطيب في "التاريخ " (11/202) :
"كان غير ثقة ، يروي المناكير عن الأثبات " .
وذكر له الذهبي في "الميزان " حديثين منكرين جداً .
ثم قال البيهقي عقب كلامه السابق :
"وقد روي في مقابلته حديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج بمثله " .
ثم ساق بإسناده إلى ابن عدي بسنده إلى ابن عباس مرفوعاً ، وفيه :
"أن من قال لغلامه : أنت حر إن شاء الله ؛ فلا شيء عليه " . وهو مخرج في "الإرواء" (7/154/2071) . وقال البيهقي عقبه :
"وفي حديث ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كفاية" .
يشير إلى حديثه الذي ذكره في الباب بلفظين :
أحدهما : "إذا حلف الرجل فقال : إن شاء الله ؛ فقد استثنى" .
والآخر : "من حلف على يمين فقال : إن شاء الله ؛ فهو بالخيار ، إن شاء ؛ فعل ،
وإن شاء ؛ لم يفعل " .
وهو مخرج في "الإرواء" أيضاً (8/198 - 199) .
__________
(*) كتب الشيخ رحمه الله بهامش الأصل : "تقدم برقم (4414) " . (الناشر) .