تخفيف التكبير في التشهد الأخير..





السؤال:
هذا السائل من القسيم أ.أ يقول: هل على الإمام في التشهد الأخير أن يشعر المأمومين بتخفيف الصوت عند قول: الله أكبر، وكذلك عند التشهد الأخير؛ لأن بعض الأئمة في المساجد يكون في التكبير علي وتيرة واحدة؟
الجواب:

الشيخ: الحمد لله رب العالمين. وصلي وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين. الذي يظهر لي من السنة أن التكبيرات -تكبيرات الانتقال- تكون علي وتيرة واحدة، لا فرق فيها بين تكبيرة الركوع والسجود والقيام والقعود؛ وذلك لأن الواصفين لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فرقاً بين التكبيرات، وإذا لم يذكر الفرق فالأصل أنها متماثلة، لكن بعض أهل العلم رحمهم الله استحب أن تكون تكبيرة إلي الركوع طويلة، وكذلك القيام من السجود إلي القيام طويلة، قال: لطول الفصل بين القيام والسجود، ولكن هذا التحليل فيه نظر؛ لأنه ليس من الواجب أن يبتدئ الإنسان حين التحرك ولا ينتهي إلا إذا وصل، بل المهم إن تكون التكبيرات في أثناء ما بين الانتقال من ركن إلي ركن، فمثلاً إذا أراد السجود من قيام ليس من الواجب إن يبدأ التكبير حين يهوي إلي السجود وينتهي إذا وصل إلي السجود، ليس بواجب، الواجب إن تكون التكبيرة بين هويه إلي السجود ووصوله إلي السجود، هذا الواجب، ورخص بعض العلماء في تقدم التكبير إذا انتهي في أثناء الوقوف، وكذلك في تأخره إذا ابتداه في أثناء الوقوف، قال: لأن مراعاة كونه بين ركنين صعبة. وعلي كل حال فالأقرب إلي السنة هو أن تكون التكبيرات علي وتيرة واحدة بدون فرق، وهذا فيه فائدتان؛ الفائدة الأولى: أنه هو الأقرب في اتباع السنة، والفائدة الثانية أن المأمومين ينتبهون أكثر لأن كل مأموم لا يحب أن يرى قائماً والناس قعود، أو قاعداً والناس قيام. فإذا كان الإمام يفرق في التكبيرات صار المأموم كأنه آلة، يتحرك حسب نغمات هذا التكبير، وأما إذا كان علي وتيرة واحدة فإن الناس يشتدون وينتبهون حتى لا يخطئ أحد أمام هذا الجمع، فنجده يحرص علي متابعة الإمام وعدد الركعات. فهاتان فائدتان في أن التكبير يكون علي وتيرة واحدة. بعض العامة يسخط إذا كان الإمام لا يفرق بين التكبيرات ويكون علي وتيرة واحدة، ولكن المؤمن إذا بان له الحق لم يسخط منه.

https://binothaimeen.net/content/11852