871 - " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن ، ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه ، وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء . قالوا : يا رسول الله ، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، قال : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن ، أو تمرة ، أو شربة من ماء ، ومن أشبع (1) صائما سقاه الله من الحوض شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة ، وهو شهر أوله رحمة ، ووسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتان ترضون بهما ربكم ، وخصلتان لا غنى بكم عنهما ، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله ، وتستغفرونه ، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الجنة ، وتعوذون من النار " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة:
منكر .
رواه المحاملي في " الأمالي " ( ج 5 رقم 50 ) وابن خزيمة في " صحيحه " ( 1887 ) وقال : " إن صح " ، والواحدي في " الوسيط " ( 1 / 640 / 1 - 2 ) والسياق له عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان ، فإنه ضعيف كما قال أحمد وغيره ، وبين السبب الإمام ابن خزيمة فقال : " لا أحتج به لسوء حفظه " .
ولذلك لما روى هذا الحديث في صحيحه قرنه بقوله : " إن صح الخبر " . وأقره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 67 ) وقال : إن البيهقي رواه من طريقه . قلت : وفي إخراج ابن خزيمة لمثل هذا الحديث في " صحيحه " إشارة قوية إلى أنه قد يورد فيه ما ليس صحيحا عنده منبها عليه ، وقد جهل هذه الحقيقة بعض من ألف في " نصرة الخلفاء الراشدين والصحابة " ، وفيهم من وصفوه على ظهر الغلاف بقولهم : " وخرج أحاديثها العالم الفاضل المحقق خادم الحديث الشريف ... " فقالوا ( ص 34 القسم الثاني ) : " رواه ابن خزيمة في صحيحه ، وصححه " ! وهذا يقال فيما إذا لم يقفوا على كلمة ابن خزيمة عقب الحديث ، أما إذا كانوا قد وقفوا عليها ، فهو كذب مكشوف على ابن خزيمة ! وليس هذا بالغريب منهم فرسالتهم هذه كسابقتها محشوة بالبهت والافتراء الذي لا حدود له ، مما يعد الاشتغال بالرد عليهم إضاعة للوقت مع أناس لا ينفع فيهم التذكير !
وحسبنا على ذلك مثال واحد قالوا ( ص د ) : "فهو يعترف من جديد بصحة رواية صلاة التراويح بعشرين ركعة الثابتة من فعل عمر رضي الله عنه وجمع الناس عليها بعد أن كان ينكرها ، فها هو يقول في صفحة ( 259 من رسالته الثانية من تسديد الإصابة " : " وحمل فعل عمر رضي الله عنه على موافقة سنته صلى الله عليه وسلم أولى من حمله على مخالفتها " . فإذا رجع القاريء إلى قولنا هذا وجده مقولا في ترجيح رواية الثمان على العشرين هذا الترجيح الذي ألفت الرسالة كلها من أجله ، ومع ذلك يجهرون بقولهم أنني اعترفت من جديد بصحة العشرين ! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
ولقد أصدروا رسالتهم هذه الثانية في هذا الشهر المبارك الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " ! رواه البخاري وغيره (1) ثم إن الحديث قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 249 ) عن أبيه أنه : " حديث منكر " . اهـ .
__________
(1) وقع في " الترغيب " ( 2 / 67 ) برواية أبي الشيخ : " ومن سقى صائما " والصواب ما أثبتنا كما جزم بذلك الناجي ، انظر " التعليق الرغيب " . اهـ .
المفضلات