واسمح لي على أن أضيف بعد أذن أستاذنا الفاضل الأخ موسى بن ربيعفهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:
1ـ أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخراً ويشهد لذلك قوله: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.
2ـ أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال .
3ـ أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم، وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال، ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف:ص82] .
قال شيخنا بن عثيمين رحمه الله تعالى: فإذا قال قائل لماذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول صلى الله عليه وسلم ينشر الأفضل وهو أخشانا لله وأتقانا له؟؟
الجواب:
قلنا : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يشتغل بعبادات أخرى أجل من الصيام ، من الدعوه الى الله والأعمال الأخرى الوظيفية التي تستدعي أن يفعلها ، ولهذا ثبت عنه فضل الأذان، وأن المؤذنين أطول أعناقا يوم القيامه، ومع هذا لم يباشره النبي صلى الله عليه وسلم لأنه مشغول بعبادات أخرى جليلة لايتمكن من مراقبة الشمس في طلوعها وزوالها وما أشبة ذلك وقال الرجل الذي دخل وصلى وحده : من يتصدق على هذا؟ فقام بعض أصحابه فصلى معه ، فلا يقول قائل : لماذا لم يقم هو لأنها صدقة وهو أسبق الناس الى الخير ؟
الجواب: لأنه مشغل بما هو أهم من تعليم الناس والتحدث إليهم وتأليفهم وما أشبة ذلك
المهم أنه لا يظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ندب الى فعل شئ وبين أنه أفضل ولم يفعله هو ، فهو قصور منه قصور منه - صلوات الله وسلامه عليه -
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح
ودمتم بخير
المفضلات