مداخــلة بـقـلم
الشاعرة
ريـنــاد القحـطــاني
.
اخي الشاعر احمد الناصر
وقفت كثيرا عند ماكتبت ووجب علي ان احرر قلمي من عجز الشعراء
ان الشعراء الكبار وحدهم هم الذين يبعثون في دواخلنا شعوراً بالخسارة
أو الندم لكوننا لا نعرف اللغة الأصلية التي يكتبون بها قصائدهم.
ذلك أن ما لا يمكن ترجمته من لغة الشعر
أي شعر
يفوق بكثير ما تستطيع الترجمة أن تنقله الى الآخرين
سواء تعلق الأمر بكيمياء اللغة نفسها
أم بفتنتها
وفورانها الداخليين
أم بتوترها الايقاعي الذي لا قِبَل لأي لغة أخرى بنسخه وتكراره.
وإذا كان الأمر ينطبق على الكثير من شعراء الساحة الشعبية المتفردين
فهو يصل مع الشعراء الى حدوده القصوى لما تحمله من احتدام داخلي وجيشان قلَّ نظيره في الأخيلة والرؤى والتناظرات.
ومع ذلك فإن اعتماد الشاعر المفرط على التخييل والاندفاع الملحمي وملموسية الصور وتدفقها يجعل من شعره عابراً للغات والأحاسيس
ويمكِّننا بالتالي من الاصابة بعدواه.
المقاومة في هذا الشعر لا تأتي من الإعلان
أو من الوعيد بل من التحالف المباشر بين المرئي واللامرئي.
انها تصنع هنا من تضافر الألوان في إناء واحد.
كل لون بمفرده هو معطى أولي قائم بنفسه من جهة
وبما تكسبه العين الرائية من جهة أخرى.
إذ ثمة (ألوان عديمة الأنوثة/
تشبه لون الكمنجة الخافتة التي فقدت عازفها/
تشبه صورة فقدت اطارها/
أو تمزقت احدى زواياها/
تشبه لون الجمرة الخامدة/
والرماد المستخرج من المدفأة).
قد يكون الشعر الشعبي بهذا المعنى مجرد تضاريس خالية
من الحركة
أو التوهج, كما هي الحال مع الكثير من الأماكن التي تنقصها حرارة الشغف
أو جذوة الإرادة الإنسانية
أو قوة التحديق في المستقبل.
لكنها تخرج من سكونها المحايد وجمالها العديم الجدوى
حين تعثر على كلمة السر
التي تجعل القلب الإنساني حالاً من أحوال الطبيعة
وجسداً آخر للثورة المواراة في الكائن.
في الصفحة الشعبية..
أجمل نكته سمعهـا الجمهور..
كانـت : اخلاق الشاعر !!
كل القصائد
اللـي ما تنكتب للنـاس ..
ما بهـا أحسـاس !
ادري ان افقر الفقراء
ف الارض .. هم : الشعراء
وادري ان اللي يحبون الشعر في هـ الزمن قليـ..يـ..يـ..يـ..يـل
اقل من الشعر الجميل !
وادري …
وادري …
وادري …
لكـن :
في هذا العٌري اللي يجتاح الاماكن ..
قلت : الشعر ثوب .. ممكن يجي كبري
ويحميني من هذا العراء .
اتمنى ان اكون قدر اوفيت الموضوع حقه
شكرا احمد
المفضلات