سقيمٌ..رأى من خلال علته أن الشفاء بعيد المنال..تتراقص حروفه على شفا لسانه..فلا هو بمتذوقها..ولا هي بتاركته على سقمه..بل تتعمد إيذاءه..وتميته غيظاً بقولها: هنيئاً لك مرضك..فلن أبرح جسدك حتى أُثخن جراحه..وأنتزع منك العافية انتزاعاً..فلن يجدي تأوهك نفعاً..فاحتفظ بأنفاسك لنفسك..
تلك هي حالي..ما إن أنخت ركاب همي على باب الإستغفار..حتى رأيته يُنحر نحراً..فأصبحت ألوكُ العافية من فرطها بفمي..متناسياً أني كُنت أمضغ الهم مضغاً..حتى رأيت أني أغرف منه وأشرب منه تضلعاً..!!.. منذ فترة...وسكين الهم مازالت تغوص في صدري..محاولةً اجتثاث ماتبقى لي من وهمٍ سطره الوهن على قلبي..وكأنها تجد في ذلك نشوةً واُنساً..فلله درها من سكين..ما أألمها..
لم أختبر محبتي للدنيا يوماً..لأني نجحت فيها ببراعة..وأنا أجزم..بأني نجحت عندها ببراعة..فلا سبيل إلى نكران ذلك وجحوده.. غفلت حينها عن الكثير والكثير..والمدهش أنها بعد ما أفرغت شحنة سكينها تنصلت من المواجهة..وخرجت..وتركتني أصارع عنفوان نصلها الذي شق طريقه لقلبي مباشرة..فلله درها من سكين..ما أألمها..
هذا كل مافي الأمر..هذه هي القصة..!!..هذه هي الحقيقة..!!..وصدقاً..أعرف وأجزم بأني قد خُدعت بدنياي..أتخيلها وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة صغيرة..قائلةً: أوقعت بك..!!..نعم..اعترف..اوقعتي على أرنبة انفي..وأنا استنشق غبار الأرض..يا الله..غبار!!..عذراً يا انفي..تحمل ماسيداهمك من حساسية..!!..فالتي أتت بك على هامة رأسك..هي نفسها من أتت بي على هامة رأسي..وإن تزينت..وإن ماطلت..وإن كشفت عن نواياها..فالمضحك المبكي ..أن هنالك قلةً من يعقلون حقيقة دنياهم..
فيا ليت قومي يعلمون..!!
المفضلات