ومما روي عن عالم النحو سيبويه أنه ذات يوم ذهب إلى شيخه حماد البصري
ليتلقى منه الحديث ويستملي منه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…"
ولكن سيبويه أخطأ لقدر قدره الله له، وهو يقرأ حديث الرسول صلى الله عليه
وسلم ليقرأ الحديث على هذا النحو: "ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت
لأخذت ليس أبو الدرداء …"
فصاح به شيخه حماد : لَحَنْتَ يا سيبويه، إنما هذا استثناء؛
فقال سيبويه: والله لأطلبن علمًا لا يلحنني معه أحد..
ثم مضى ولزم الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره.
ومن هنا كانت البداية الحقيقية للغلام الصغير سيبويه ليصبح بعدها
إمام المتقدمين والمتأخرين في النحو وإمام النحاة الذي إليه يرجعون،
وعلم النحو ونبراسه والذي إليه ينظرون، وصاحب كتاب النحو الذي
سيبقى خالدًا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو إلى أن
يحدث الله أمرًا كان مفعولا .
المفضلات