نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



هذا الموضوع اقتبسته من مقال في احدى الصحف للفائدة :




"لقد ظهرت في الدولة العثمانية في أواخر عهدها حركات قومية عديدة من أبرزها حركة تركيا الفتاة التي نشأت سنة 1889م بهدف العمل بالدستور المعلق منذ عام 1876م وهو دستور مدحت باشا، وانتشرت هذه الحركة داخل الدولة العثمانية وخارجها واصدرت لها صحفا من أبرزها صحيفة الميزان التي كانت تصدر بالقاهرة.

ومن أبرز هذه الأحداث التي ظهرت في ذلك الوقت ايضا ظهور النزعة القومية في البلاد العثمانية أو ما كان يسمى بالحركة الطورانية في تركيا التي أدت في نهاية الأمر الى الغاء الخلافة الاسلامية ونزع الدين من حياة الدولة العثمانية ثم سقوط الدولة العثمانية بكاملها وانشاء تركيا الحديثة.

وفي عام 1890م ظهر أول حزب سياسي سري في الدولة العثمانية باسم حزب الاتحاد والترقي يهدف الى معارضة السلطان عبد الحميد الثاني، وعندما اكتشفه السلطان نفى الكثير من اعضائه، ونتيجة لذلك تأسس في باريس تجمع قومي تركي جديد مكون من أعضاء الاتحاد والترقي باسم مؤتمر الاحرار سنة 1902م، مما عزز حركة الاتحاد والترقي داخل الدولة العثمانية.
تولت هذه الحركة الحكم في تركيا في عام 1908م، وتنازل السلطان عبد الحميد عن الخلافة في عام 1909 بسبب ضغوط الحركة وتغلغلها في أوصال الدولة والمجتمع.

فالطورانية حركة قومية تركية معروفة ظهرت لالغاء دولة الخلافة الاسلامية وانشاء الجمهورية التركية الحديثة.
ولقد عرف القرن التاسع عشر الميلادي عند المؤرخين بأنه قرن القوميات والحركات القومية والتي انطلقت في أوروبا وامتدت الى الدولة العثمانية لتظهر الحركة الطورانية فيها، وعندما وصل أعضاء حركة تركيا الفتاة الى السلطة قاموا بالشروع في سياسة التتريك بشكل ملفت للنظر.
وأدى هذا النشاط القومي الى اضعاف الدولة العثمانية واسقاط الخلافة الاسلامية من جهة، والى تهيئة الارضية لنشوء حركات قومية في الدول العربية من جهة أخرى.
وبوصول الاتحاديين الى السيطرة على الحكم في الدولة العثمانية بدأ الخلاف يزداد بين العرب والاتراك خاصة وأن المظاهر القومية في تركيا أخذت تسيطر وتزرع بذور الخلاف مع العناصر الاسلامية الأخرى التي كانت فيما مضى تحت ولاية الدولة العثمانية.
لذا لم يكن للدولة السعودية أو للثورة العربية الكبرى التي اعلنها الشريف الحسين بن علي أي دور في انهاء الخلافة الاسلامية، وانما ظهرت الثورة العربية الكبرى كنتيجة مباشرة لسياسة التتريك وسيطرة القومية التركية وجاءت بعد سقوط الخلافة الاسلامية."