البــــــــــرقــــــــيـــــة !!

تعد البرقية إحدى الوسائل الكتابية سريعة الوصول

وتتعدد أغراضها بحسب مناسبتها من تهنئة وتعزية ... إلخ.

إلا أن طابع الرفع بالشكوى والتظلم يغلب عليها فترى من يبعث برقية لوزير يشتكي من نقص الخدمات

وآخر يتظلم كموظف من تأخر ترقيته لمرتبة مستحقة له منذ زمن

وآخر يلتمس رفع مظلمة وقعت عليه أو يستجدي حقا سلب منه

وبين هذا وذاك يخون البعض أسلوب الطلب والعرض في التعبير الذي لا يخدم أساس مطلبه

حينما يرتقي وعر الكلام ولاينتقي أطيب الكلم ويسرف كثيرا في الشكوى حينما يذكر فيها سبا وشتما

أو يضمن برقيته عبارة ّّذات حدين (( حمالة أوجه)) تعرقل أساس مطلبه

يحكى أن رجلا كتب مبرقا يطلب تأمين قطاع خدمي هام
((بعد التحية فكما يعلم معاليكم أن الكهرباء مرفق هام ونحن محرومون منه
ولم يصلنا منه عمود واحد لذا نريد اطلاق هذا التيار في الحال وإلا سوف اتصرف والسلام))

انتهى نص البرقيه المدوية.
آمل أن تمروها كما جاءت

ثم إن نبأ برقيته سارت بها الركبان حتى ارتمت على مكتب الوزير
الذي اصدر تعليماته على الفور بالتحقق معه واستجوابه بصورة عاجلة

فنص برقيته يوحي ولا شك بكونه سيفعل شيئا خطيرا للغاية

وبالفعل تم استدعائه واستجوابه في غضون لحظات
وتبين أنه رجل بسيط عامي

وبالاستفسار تبين أنه لا يلوي على شئ

وأنه يقصد بكلمة اتصرف التي أوردها في البرقية أنه يعتزم شراء

مولد كهربائي (ماطور) في حال لم يتم إجابة طلبه

وانتهى التحقيق معه إلى عدم وجود سوء نية لديه للقيام بأي عمل تخريبي

ثم أخذ الإقرار والتعهد عليه بعدم تكرار هذا الأسلوب كنهج في الكتابة

وأفرج عنه بكفالة

في نظري أن البرقية الناجحة هي ذات اللهجة الواضحة التي تحمل الإستهلال المتقن

والمطلب المتعقل والأسلوب الكتابي اللبق الذي يحصل به المقصود.