صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 7 إلى 8 من 8

الموضوع: شرح مبسط لأحاديث الأربعين النووية

  1. #7
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    20 - 12 - 2003
    الدولة
    دنيا الواقع مملؤه بالخيال
    المشاركات
    875
    معدل تقييم المستوى
    781

    افتراضي

    <div align="center">فوائد الحديث:

    هذا الحديث فيه فوائد كثيرة، فلو أراد الإنسان أن يستنبط مافيه من الفوائد منطوقًا ومفهومًا وإشارة لكتب مجلدًا، لكن نشير إشارة قليلة إلى ما يحضرنا إن شاء الله تعالى، فمنها:

    1. جواز جلوس الأصحاب إلى شيخهم ومن يفوقهم، لكن هذا بشرط: إذا لم يكن فيه إضاعة وقت على الشيخ ومن يفوقه علمًا.

    2. إن الملائكة عليهم السلام يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة،
    فإن قال قائل: وهل هذا إليهم، أو إلى الله عزوجل؟
    فالجواب:
    هذا إلى الله عزوجل، بمعنى: أنه لايستطيع الملك أن يتزيَّى بزيّ الغير إلا بإذن الله عزوجل.

    3. الأدب مع المعلم كما فعل جبريل عليه السلام، حيث جلس أمام النبي عليه الصلاة والسلام جلسة المتأدب ليأخذ منه.

    4. جواز التورية لقوله: (يا مُحَمَّد) وهذه العبارة عبارة الأعراب، فيوري بها كأنه أعرابي، وإلا فأهل لمدن المتخلقون بالأخلاق الفاضلة لا ينادون الرسول عليه الصلاة والسلام بمثل هذا.

    5. فضل الصلاة وأنها مقدمة على غيرها بعد الشهادتين، والحث على إقامة الصلاة، وفعلها قويمة مستقيمة، وأنها ركن من أركان الإسلام.

    ولو قائل قال: إذا ترك الإنسان واحدًا من هذه الأركان هل يكفر أم لا؟
    فالجواب:
    أن نقول: إذا لم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله فهو كافر بالإجماع، ولا خلاف في هذا.
    وأما الصلاة والزكاة والصيام والحج
    أن هذه الأربعة لا يكفر تاركها إلا الصلاة، وهو الصواب لقول عبد الله بن شقيق -رحمه الله- كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لايرون شيئًا من الأعمال تركه كفرٌ إلا الصلاة ولذلك أدلة معروفة.

    سؤال: إذا ترك ركن من أركان الإسلام عمدًا فهل يقضيه أو لا ؟
    أما الصلاة: لو تركها حتى خرج وقتها بلا عذر قلنا لا يقضيها، وعليه أن يكثر من الطاعات والاستغفار والعمل الصالح والتوبة إلى الله توبة نصوحًا، وليس عليه قضاء لأن المُوقّت لا يقضى.
    وأما الزكاة: إذا تركها الإنسان ثم تاب فإنه يزكي، لأنه ليس للزكاة وقت محدد.
    ومن مات وهو لم يزكِّ تهاونًا، فهل تخرج الزكاة من ماله، أم لا؟
    والجواب:الأحوط -والله أعلم- أن الزكاة تخرج، لأنه يتعلق بها حق أهل الزكاة فلا تسقط، لكن لا تبرأ ذمته، لأن الرجل مات علىعدم الزكاة.

    والحج، لوتركه الإنسان القادر المستطيع تفريطًا حتى مات، فإنه لا يحج عنه، لأنه لا يريد الحج فكيف تُحج عنه وهو لا يريد الحج.
    وهل يجب على ورثته أن يخرجوا الحج عنه من تركته؟
    والجواب:لا، لأنه لا ينفعه ولم يتعلق به حق الغير كالزكاة، قال ابن القيم في تهذيب السنن: هذا هو الذي ندين الله به أوكلمة نحوها، وهو الذي تدل عليه الأدلة.
    فيجب على الإنسان أن يتقي الله تعالى لأنه إذا مات ولم يحج مع قدرته على الحج فإنه لوحُجَّ عنه ألف مرة لم تبرأ ذمته.

    6. الانتقال من الأدنى إلى الأعلى، فالإسلام بالنسبة للإيمان أدنى، لأن كل إنسان يمكن أن يسلم ظاهرًا، كما قال الله تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا" لكن الإيمان -اللهم حقق إيماننا- ليس بالأمر الهين فمحله القلب والاتصاف به صعب.

    7. أن من أنكر واحدًا من أركان الإيمان الستة فهو كافر، لأنه مكذّب لما أخبر به رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    8. إثبات الملائكة وأنه يجب الإيمان بهم.
    وهنا مسألة: هل الملائكة أجسام، أم عقول، أم قوى؟
    والجواب:
    الملائكة أجسام بلا شك، كما قال الله تعالى: "جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ" وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (أطت السماء) والأطيط: صرير الرحل، أي إذا كان على البعير حمل ثقيل، تسمع له صريرًا من ثقل الحمل، فيقول عليه الصلاة والسلام: (وحق لها أن تئط، مَا مِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَصَابِع إِلاَّ وَفِيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ للهِ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد) ويدل لهذا حديث جبريل عليه السلام: أنه له ستمائة جناح قد سد الأفق، والأدلة على هذا كثيرة.
    وأما من قال: إنهم أرواح لا أجسام لهم، فقوله منكر وضلال، وأشد منه نكارةً من قال: إن الملائكة كناية عن قوى الخير التي في نفس الإنسان، والشياطين كناية عن قوى الشر، فهذا من أبطل الأقوال.

    9. أنه لابد من الإيمان بجميع الرسل، فلو آمن أحد برسوله وأنكر من سواه فإنه لم يؤمن برسوله، بل هو كافر، واقرأ قول الله تعالى: "كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ" مع أنهم إنما كذبوا نوحًا ولم يكن قبله رسول، لكن تكذيب واحد من الرسل تكذيب للجميع. وكذلك تكذيب واحد من الكتب في أنه نزل من عند الله تكذيب للجميع.

    10. أن تؤمن بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر معترك عظيم من زمن الصحابة إلى زماننا هذا، وسبق لنا أن له مراتب أربع وهي: العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، فلنتكلم عن كل واحد منها تفصيلاً، وذلك لأهميته:

    المرتبة الأولى: العلم
    بأن تؤمن بأن الله عزوجل عالم بكل شيء جملة وتفصيلاً مما يتعلق بفعله بنفسه كالخلق والإحياء أو بفعل عباده، والأدلة على هذا كثيرة، قال الله تعالى: "َاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" وقال تعالى: "أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"، وهي الأدلة المجملة.
    وأما التفصيل ففي آية الأنعام قوله: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"

    المرتبة الثانية : الكتابة وهي أنواع :
    1.الكتابة العامة في اللوح المحفوظ، كتب الله تعالى كل شيء.
    2. الكتابة العُمريّة، وهي أن الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر بعث الله إليه الملك الموكل بالأرحام، وأمرَ أن يكتب: أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد. فهذه كتابة عمرية لأنها مقيدة بالعمر، أي تكتب مرة واحدة، ولا يعاد كتابتها.
    .3 الكتابة الحولية، وهي التي تكون ليلة القدر، كما قال الله تعالى: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" يعني يبيّن ويفصل "كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" وليس أمر من أمر الله إلا وهو حكيم.
    وذكر بعضهم: كتابة يومية، واستدل لذلك بقوله تعالى: "يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"، ولكن الآية ليست واضحة في هذا المعنى.

    وهنا مسألة: هل الكتابة تتغير أو لا تتغير؟
    الجواب:
    يقول رب العالمين عزوجل: "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" أي اللوح المحفوظ ليس فيه محو ولا كتاب، فما كتب في اللوح المحفوظ فهو كائن ولا تغيير فيه، لكن ما كتب في الصحف التي في أيدي الملائكة فهذا: "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ" قال تعالى: "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"
    وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن، أي افعل ما شئت ولكن خفف وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله تعالى رفع البلاء نهائيًا فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني وما أشبه ذلك.
    وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ) فقولك: (لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
    واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء، كما جاء في الحديث: (لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ).

    المرتبة الثالثة : المشيئة :ومعناها: أن تؤمن بأن كل كائن وجودًا أو عدمًا فهو بمشيئة الله، كالمطر، والجفاف، ونبات الأرض، والإحياء، والإماتة، وهذا لا إشكال فيه، وهو مشيئة الله عزوجل لفعله، وكذلك ما كان من فعل المخلوق فهو أيضًا بمشيئة الله، ودليل ذلك قوله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، وأجمع المسلمون على هذه الكلمة: (ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.) ففعل العبد بمشيئة الله.
    ويرد إشكال وهو إذا كان فعل العبد بمشيئة الله صار الإنسان مجبرًا على العمل، لأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فيؤدي هذا الاعتقاد إلى مذهب الجبرية، وهو مذهب الجهمية.
    ولهذا فقول القائل: إذا كان كل شيء بمشيئة الله وبكتابة الله، فنحن مجبرين على أعمالنا؛ قولٌ لايخفى مافيه من الفساد، لأنه إذا كان الإنسان مجبرًا وفعل الفعل ثم عُذب عليه، ولهذا لو حدث من بشر لصاح الناس به، فكيف بالخالق عزوجل؟
    ولذلك يعتبر هذا القول من أبطل الأقوال، ونحن نشعر بأنهم لايجبرون على الفعل ولا على الترك، وأننا نفعل ذلك باختيارنا التام.
    وبهذا التقرير يبطل هذا الاستفهام الحادث المحدث، هل الإنسان مسير أو مخير؟
    وهذا سؤال غير وارد وعلى من يسأل هذا السؤال أن يسأل نفسه: هل أجبره أحد على أن يسأل هذا السؤال؟ وكلٌّ يعرف أن الإنسان مخير لا أحد يجبره، فعندما أحضر من بيتي إلى المسجد هل أشعر بأن أحدًا أجبرني؟ لا، فالإنسان مخيّر لا شك، لكن ما يفعله الإنسان نعلم أنه مكتوب من قبل، ولهذا نستدل على كتابة الله تعالى لأفعالنا وإرادته لها وخلقه لها بعد وقوعها، أما قبل الوقوع فلا ندري، ولهذا قال الله عزوجل: "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ"، فإذا كان هذا هو الواقع بالنسبة للمشيئة: أن الله تعالى يشاء كل شيء لكن لا يجبر العباد، بل العباد مختارون فلا ظلم حينئذ، ولهذا إذا وقع فعل العبد من غير اختيار رُفِع عنه الإثم، إن كان جاهلاً أو مكرهًا أو ناسيًا، فإنه يُرفع عنه الإثم لأنه لم يختره.


    وذكر أن سارقًا رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر بقطع يده، فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين، والله ما سرقت إلا بقدر الله، وهذا جواب صحيح، فقال عمر: ونحن لا نقطعك إلا بقدر الله، فغلبه عمر رضي الله عنه، بل نقول: إننا نقطع يده بقدر الله وشرع الله، فالسارق سرق بقدر الله، لكن لم يسرق بشرع الله، ونحن نقطع يده بقدر الله وشرع الله، ولكن عمر سكت عن مسألة الشرع من أجل أن يقابل هذا المحتج بمثل حجته.
    فتبين الآن أن الاحتجاج بالقدر على المعاصي باطل، والاحتجاج بالقدر على فوات المطلوب باطل أيضًا، ولذلك نرى الناس الآن يتسابقون إلى الوظائف باختيارهم ولا يفوتونها، ولو أن الإنسان تقاعس ولم يتقدم لامه الناس على هذا، مما يدل دلالة واضحة على أن الإنسان له إرادة وله اختيار.
    والأمر والحمد لله واضح، ولولا ما أثير حول القضاء والقدر لكان لا حاجة إلى البحث فيه لأنه واضح جدًا، وأنه لا حجة بالقدر على المعاصي ولا على ترك الواجبات.

    المرتبة الرابعة: الخلق :فكل مافي الكون فهو مخلوق لله تعالى، بالنسبة لما يحدثه الله تعالى من فعله فهو واضح: كالمطر وإنبات الأرض وما أشبه ذلك، فهو مخلوق لله تعالى لا شك.

    لكن بالنسبة لفعل العبد ، هل هو مخلوق لله أم لا؟
    الجواب:نعم مخلوق لله، فحركات الإنسان وسكناته كلها مخلوقة لله، ووجه ذلك:
    أولاً: أن الله عزوجل خلق الإنسان وأعطاه إرادة وقدرة بهما يفعل، فسبب إيجاد العبد لما يوجده الإرادة الجازمة والقدرة التامة، وهاتان الصفتان مخلوقتان لله، وخالق السبب خالق للمسبب.
    ثانيًا: أن الإنسان إنسان بجسمه ووصفه، فكما أنه مخلوق لله بجسمه فهو مخلوق له بوصفه، ففعله مخلوق لله عزوجل، كما أن الطول والقصر والبياض والسواد والسمن والنحافة كلها مخلوقة لله فهكذا أيضًا أفعال الإنسان مخلوقة لله،لأنها صفة من أوصافه، وخالق الأصل خالق للصفة.

    ومن فوائد هذا الحديث:
    11. أن القدر ليس فيه شر، وإنما الشر في المقدور، وتوضيح ذلك بأن القدر بالنسبة لفعل الله كله خير، ويدل لهذا: قول النبي عليه الصلاة والسلام: (وَالشّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ) أي لا ينسب إليك، لأن الشر المحض لا يقع إلا من الشرير، والله تعالى خير وأبقى.

    إذًا كيف نوجّه وتؤمن بالقدر خيره وشرّه؟
    الجواب:أن نقول: المفعولات والمخلوقات هي التي فيها الخير والشر، أما أصل فعل الله تعالى وهو القدر فلا شرّ فيه،
    مثال ذلك: قول الله عزوجل: " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ" هذا بيان سبب فساد الأرض، وأما الحكمة فقال: "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" إذن هذه مصائب من جدب في الأرض ومرض أو فقر، ولكن مآلها إلى خير، فصار الشرّ لا يضاف إلى الرب، لكن يضاف إلى المفعولات والمخلوقات مع أنها شر من وجه وخير من وجه آخر، فتكون شرًا بالنظر إلى ما يحصل منها من الأذية، ولكنها خير بما يحصل منها من العاقبة الحميدة "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ".

    فإذا قال قائل: لماذا قدر الله الشر؟
    فالجواب:
    أولاً: ليُعرف به الخير.
    ثانيًا: من أجل أن يلجأ الناس إلى الله تعالى.
    ثالثًا: من أجل أن يتوبوا إلى الله.
    فكم من إنسان لا يحمله على الورد ليلاً أو نهارًا إلا مخافة شرور الخلق، فتجده يحافظ على الأوراد لتحفظه من الشرور، فهذه الشرور في المخلوقات لتحمل الإنسان على الأذكار والأوراد وما أشبهها، فهي خير.

    ولنضرب مثلاً في رجل له ابن مشفق عليه تمامًا، وأصيب الابن بمرض وكان من المقرر أن يكوى هذا الابن بالنار، ولا شك أن النار مؤلمة للابن، لكن الأب يكويه لما يرجو من المصلحة بهذا الكي، مع أن الكي في نفسه شر، لكن نتيجته خير.
    وإذا علمت أن فعل الله عزوجل الذي هو فعله كله خير اطمأننت إلى مقدور الله عزوجل واستسلمت تمامًا، وكنت كما قال الله عزوجل: "وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ" قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
    والإنسان إذا رضي بالقدر حقًا استراح من الحزن والهم.
    وفي تقدير المخلوقات الشريرة حكمة: وهي حتى يعلم الناس بذلك قدرة الله عزوجل، وأن الأمور كلها بيده.

    12. عظم الساعة، ولهذا جاءت لها أمارات وعلامات حتى يستعد الناس لها -رزقنا الله وإياكم الاستعداد لها-.

    13.أن السائل عن العلم يكون معلمًا لمن سمع الجواب، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (فإنه جبريل أَتَاكُم يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) مع أن الذي علمهم النبي عليه الصلاة والسلام لكن لما كان سؤال جبريل هو السبب جعله هو المعلم.
    </div>
    ضع أحلامك، كل أحلامك، أمام عينيك وظللها بالثقة بالله أنها ستتحقق،
    ثم دعها ولا تجهد تفكيرك بها، دعها فأنت أودعتها تحت إرادة وقدرة الله بكل ثقة، صدقني ستبهرك النتائج
    قال صلى الله عليه وسلم " إذا تمنى أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ربه عز وجل
    هنيئاً لنا برب يجيبنا مهما أسأنا ويرحمنا مهما قست قلوبنا ويسمعنا أينما ابتعدنا ويرانا أينما ذهبنا ويستجيب كلما طلبنا

  2. #8
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    25 - 5 - 2005
    المشاركات
    1,651
    معدل تقييم المستوى
    730

    افتراضي

    جزاك الله خير

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا