(( القدوة الحسنة ))
إن من أهم الوسائل لجذب الناس و كسبهم و التأثير بهم هي القدوة الحسنة و هي تتضمن الأفعال و التصرفات الطيبة و الأخلاق الزكية ، لأن التأثير بالأفعال و السلوك أبلغ و أكثر من التأثير بالكلام .
و خير قدوة حسنة هو الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يتمثل خُلُق القرآن في تعريف المسلمين على الإسلام نظرياً و عملياً و اقتدوا به صلى الله عليه وسلم في كل شيء . قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً )) .
فهو القدوة الدائمة للبشرية ( بأبي هو و أمي )
إن استمسكوا بنهجه و تربوا على هديه .
و كان الصحابة رضوان الله عليهم يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم في أفعاله و تصرفاته .
و القدوة الحسنة لها أهمية عظيمة و هي تكمن في الأمور الآتية :
1 – المثال الحي المرتقي في درجات الكمال يثير في نفس البصير العامل قدرا كبيرا من الاستحسان و الإعجاب و التقدير و المحبة .
2 – القدوة الحسنة تعطي الآخرين قناعة أن بلوغ هذه الفضائل من الأمور المختلفة .
3 – الأتباع ( المُقتَدُون ) ينظرون إلى القدوة نظرة دقيقة فاحصة دون أن يعلم .
4 – عن مستويات الفهم و الكلام عند الناس تتفاوت و لكن الجميع يتساوى أمام الرؤية بالعين المجردة لمثال حي ، فان ذلك أيسر في إيصال المفاهيم التي يريد المربي إيصالها للمقتدي .
5 – إن للقدوة دوراً عظيماً فهي أقوى و أشد تأثيراً في نشر المبادئ و الأفكار لأنها تجسيد و تطبيق عملي لها و يسهل مشاهدتها و التأثر و الإقتداء بها و تقليدها بخلاف القراءة أو الكلام فقد لا يستوعبها المقتدي .
و هذه مقومات أساسية يجب على القدوة أن يلتزم بها ليكون قدوة حسنة :
1 – أن يكون سليم العقيدة بدون أي شوائب تعكر صفاءها و نقاءها .
2 – إخلاص النية لله .
3 – التقيد بالأخلاق الحسنة و التأدب بآداب الإسلام .
4 – الاعتراف بالخطأ و الإنصاف من النفس و ملكها عند الغضب .
5 – التخلق بأخلاق المسلم ( معرفة قواعد الحلال و الحرام – العدل – الرحمة بغيره – حسن المعاملة – إفشاء السلام – الكلمة الطيبة – الابتسامة – التواضع و لين الجانب – العفو و كظم الغيظ و الإحسان للمسيء – الوفاء بالعهود و الوعود – الصبر – الصدق – البعد عن المن _ و الحديث عن النفس – سلامة الصدر و عدم السماع للغيبة و النميمة ... ) .
6 – أن يكون كله حركة و نشاط و همة و حيوية .
7 – الاهتمام بالصحة و البدن و النظافة في كل شيء في الملبس و المسكن و العمل و أن يكون منظما في شئونه .
8 – الحرص على الوقت و الاهتمام باستغلاله .
9 – اختيار الأصدقاء الخيرين .
10 – العزم و التوكل و عدم التردد و الاستعانة بالله أولاً و آخرا .
11 – الحرص على الارتقاء بأسلوب العمل الذي يقوم به و تطويره .
12 – التشجيع و التحفيز لتنمية مهارات و قدرات من حوله .
14 – و أخيراً أن يكون قدوته دائما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و القدوة الحسنة مهيئاً لان يكون قائدا كفءً و هذا ليس أمراً سهلاً في البداية و ليس صعباً على أحد تعلمه و لكن يكون بالتدريب و تطوير المهارات و قبل هذا الدعاء و الاستعانة بالله ثم الاهتمام بقراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم و متابعة سنته .
و الإسلام يحثنا على الإقتداء بأهل الخير و الصلاح و أصحاب العقيدة السليمة و لذلك لزم أن تبرز القدوة الحسنة في كل مجالات الحياة و لكل نوعية من مكونات مجتمعنا فالأب و الأم قدوة للأبناء ، و المعلم قدوة للطلاب و إمام المسجد قدوة لجماعة المسجد و المدير أو الرئيس في العمل قدوة للموظفين و قبل هذا و بعده يجب أن يكون المسلم قدوة لغير المسلم بل يجب أن يكون داعية لله بأخلاقه .
و أخيراً نذكر فوائد القدوة الحسنة :
1- بالقدوة الحسنة يتحقق النجاح في التربية .
2 – يمكن تنمية الشخصية و تطويرها بالقدوة الحسنة خلال فترة قصيرة لان التأثر بالأفعال و السلوك أبلغ من التأثر بغيره .
3 – من سن خيراً فأتخذه الناس قدوة و تأسَّوا به كان له أجره و أجر من عمل بمثل عمله .
المصدر أعلاه
المفضلات