صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 7 إلى 12 من 19

الموضوع: ديننا ديناً صحيح..تعرف على الفرق الضاله

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    (أمير الذوق) الصورة الرمزية نايف الحمري
    تاريخ التسجيل
    25 - 11 - 2007
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    4,957
    مقالات المدونة
    27
    معدل تقييم المستوى
    645

    افتراضي رد: ديننا ديناً صحيح..تعرف على الفرق الضاله

    الماتريدية.. أصولهم ومناهجهم

    الماتريدية هم أتباع أبي منصور الماتريدي، وهو محمد بن محمد بن محمود السمرقندي المتكلم، المتوفى سنة 333هـ وسمي بالماتريدي نسبة إلى بلدة اسمها ماتريت أو ماتريد ؛ قرب سمرقند بـ ( بلاد ما وراء النهر ) .
    والماتريدية سميت بذلك ؛ لأنها تسير على نهج الماتريدي في مسائل الاعتقاد، كما انتسب الأشاعرة إلى أبي الحسن الأشعري .
    والماتريدية كالأشاعرة في غالب الأصول والسمات حيث قد استقر أمرها إلى أن صارت فرقة كلامية عقلانية، صوفية مرجئة قبورية .
    وقد تدرجت إلى هذه الأوصاف على مراحل، حيث دخلها التصوف، ثم القبورية، في مراحل متتالية.

    نشأتها
    الماتريدية واضحة المنشأ حيث تعود أصولها إلى مؤسسها الأول أبي منصور الماتريدي الذي عاش بين القرنين الثالث والرابع الهجريين، إذ كانت وفاته سنة 333هـ على المشهور والأرجح .
    وكانت الماتريدية في أول نشأتها وبعدها بمراحل مغمورة ولا تعرف إلا موطنها في بلاد ما وراء النهر، وسائر أهل المقالات الذين تحدثوا عن الفرق في عصر الماتريدي وبعده لم يتحدثوا عن الماتريدية، كالأشعري في المقالات، وهو معاصر للماتريدي، وكذلك من بعده كالبغدادي وابن حزم والشهرستاني والإسفراييني ومن عاصروهم كلهم لم يذكروا شيئاً عن الماتريدية، مع أنهم تحدثوا عن مشاهير المتكلمين المعاصرين للماتريدي ومن بعده، وكان أول من ذكر عنهم خبر ومقالة : الرازي فخر الدين المتوفى سنة 606هـ حيث أشار في كتابه ( محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين ) إلى مقولتهم في ما يسمونه صفة ( التكوين ) ولم يذكرهم باسمهم إنما ذكرهم باسم الحنفية ؛ لأنهم أحناف كما هو معلوم .
    ومشاهير كتاب التراجم كذلك لم يذكروا الماتريدي، إنما أشارت إليه بعض المراجع المتأخرة في تراجم الحنفية، مثل ( الجواهر المضيئة ) للقرشي، المتوفى سنة 775هـ، وترجم له بإيجاز بالغ .

    وقد بدأت شهرتها حينما مكنتها ومكنت شيوخها الدولة العثمانية في العصور المتأخرة، كما أن شهرتهم وامتدادهم في البلاد التي يكثر فيها الأحناف وهي غالباً البلاد الإسلامية الأعجمية الشرقية والشمالية، وهي في البلاد العربية قليلة .
    ومن اللافت للنظر أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مع سعة اطلاعه وإحاطته بكثير من الفرق المشهورة والمغمورة لا نجد للماتريدية والماتريدي ذكراً عنده، إلا النزر اليسير، حين يذكر أبا منصور الماتريدي ضمن أصحاب المقالات الكلامية .

    أصول الماتريدية ومنهجها في تقرير العقيدة وسماتها
    أولاً : منهج التلقي ومصادره عند الماتريدية
    الماتريدية كغيرهم من الفرق الكلامية لا تلتزم الوحي ( الكتاب والسنة ) في تلقي العقيدة وتقريرها، بل تجعل العقل مصدراً يعول عليه، وتقول بالمجاز في صفات الله - تعالى - ويزعمون عدم حجة خبر الآحاد في العقيدة،كما تقول الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم، وهذه الأصول جعلت الماتريدية تجانب عقيدة السلف في الصفات، وبعض أصول العقيدة الأخرى كما سيأتي بيانه .
    ويتضح منهجهم هذا في تقديم العقل على الشرع ما ذهبوا إليه من أن معرفة الله تجب بالعقل قبل ورود السمع، وهم في هذا جانبوا الصواب ؛ فإن الحق أن معرفة الله – تعالى- واجبة بالعقل والشرع، ولا تستقل العقول بإيجابه كما يذهب إليه الماتريدية وغيرهم من أهل الكلام وعلى رأسهم المعتزلة .
    فإن قيام الحجة أو ثبوت العقاب لا يكون إلا بعد ورود الشرع كما قال – تعالى- : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) (الإسراء : 15) .

    ثانياً : الأصول العقدية التي خالفوا فيها السنة
    الماتريدية كالأشاعرة خالفت السنة والسلف في كثير من أصول الاعتقاد حين سلكت المنهج الكلامي والفلسفي والعقلاني في تقرير العقيدة، ومن أهم هذه الأصول التي خالفت فيها الماتريدية :
    1- ما سبق ذكره من تقديمهم للعقل وتحكيمه في تقرير التوحيد والصفات، وبعض الأصول الاعتقادية الأخرى .
    2- يزعمون أن أول واجب على العبد ( المكلف ) هو النظر، تبعاً للمعتزلة والفلاسفة، ومعلوم بقواطع النصوص أن أول واجب على المكلف هو : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "، وأن الشهادتين متضمنة لكل ما قالوه وزيادة – والحمد لله .
    3- كما أنهم نهجوا منهج الفلاسفة فيما يسمونه إثبات الصانع بدليل حدوث الأجسام، ويستخدمون ألفاظ الفلاسفة ومصطلحاتهم البدعية في تقرير التوحيد ، كالجسم والعرض والجوهر، والتي بسببها نفوا صفات الله – تعالى- لأنهم شبهوا أولاً، إذ افترضوا التشبيه، ثم لجأوا للتعطيل بالتأويل، وألجأهم لذلك جهلهم بحقيقة مذهب السلف، والتزامهم لوهميات ظنوها عقليات .
    4- يسلكون منهج التأويل أو التفويض في صفات الله - تعالى - فهم في هذا الأصل العظيم مضطربون كسائر أهل الكلام ؛ ولذا فهم لا يثبتون من الصفات إلا ثمان صفات، وهي الصفات السبع التي يقول بها الأشاعرة ( العلم، والإرادة، والحياة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام ) ويزيدون عليها صفة ( التكوين )، وهذه من الصفات التي اخترعوها من عند أنفسهم .

    أما بقية الصفات فلا يثبتونها كما جاءت في الكتاب والسنة، وكما كان عليه السلف الصالح بل يؤولونها، ويذهبون إلى نفي الصفات الاختيارية، ويسمون إثباتها ( حلول الحوادث به –تعالى- ) تبعاً لتوهمات الفلاسفة، والجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم .

    5- كلام الله عندهم أزلي لا يتعلق بالمشيئة، وكلام الله لموسى بزعمهم إنما كان بحروف مخلوقة، وهم بذلك يوافقون المعتزلة والكلابية في نفي أن الله يتكلم متى شاء بحرف وصوت كما يليق بجلاله، وكما ثبت بالنصوص الصحيحة .
    6- قولهم بالرؤية قول الشاعرة، يثبتونها بلا مقابلة بزعمهم . وقصدهم بذلك نفي الفوقية والعلو واستواء الله على عرشه ؛ لتسلم لهم قاعدتهم الفلسفية العقلانية في ذلك .
    7- قولهم في الإيمان قول أهل الكلام، فالإيمان عندهم هو التصديق، ولا يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان، ولا يرون الاستثناء في الإيمان، وعلى هذا فهم مرجئة كسائر الأحناف والأشاعرة .
    8- لمزهم للسلف : ذلكم أنه من سمات أهل الأهواء عموماً وأهل الكلام على وجه الخصوص لمز السلف وسبهم، والحط من شأنهم، واللافت للنظر أن أبا منصور الماتريدي كان شديد اللهجة على السلف، وكثير اللمز لهم كما كانت تفعل المعتزلة والجهمية، رغم أنه عاش في وقت متقدم في آخر القرن الثالث وأول الرابع ت 333هـ فكان يطلق كلمة ( الحشوية ) على أهل الحديث، كقوله : " قالت الحشوية " ، وقوله : " ثم القول وخلق الإيمان فيما بيننا وبين الحشوية "، وقوله : " ثم الحق على مذهب المعتزلة والخوارج والحشوية الاستثناء في الدين " .
    9- منهج الماتريدية في التأليف في العقيدة كمنهج الأشاعرة وسائر أهل الكلام، يبدءونه بالمقدمات العقلية الفلسفية، والمصطلحات الفلسفية وإيراد الإشكالات والجواب عليها، وغاية التوحيد عندهم – في كتب العقيدة – توحيد الربوبية، وعلى العموم فإن مناهج الماتريدية وسماتها العامة لا تخرج عن مسلك الكلابية والأشاعرة، إلا أن الماتريدي أكثر توغلاً في الكلاميات والمصطلحات الفلسفية من ابن كلاب ومن الأشعري كذلك، فالماتريدية أسبق إلى المنهج الكلامي الشامل من الأشاعرة، لا كما يظن بعض الناس من أن الأشاعرة أسبق إلى ذلك من الماتريدية، لكن الأشاعرة في مراحلها الأخيرة توغلت في المناهج الكلامية والفلسفية إلى أن صارت مثل الماتريدية أو تزيد .
    10- المذهب الماتريدي في العقيدة مرتبط – غالباً – بالمذهب الحنفي في الفقه، فإن الماتريدي نفسه، وكذلك تلاميذه وأتباعه وشيوخ الماتريدية كلهم أحناف، ولذا نجد لعلماء الماتريدية إسهاما كبيرا وجيدا في العلوم الأخرى : (التفسير وعلوم القرآن، والفقه وأصوله، والعربية ) .

    من مشاهير الماتريدية

    1- أبو منصور الماتريدي المؤسس للمذهب ت 333هـ وأهم مصنف له في تقرير مذهبه كتابه : ( التوحيد ) وهو أهم مرجع في عقيدة الماتريدية، ويقوم على اعتماد المذهب الكلامي في تقرير العقيدة .
    2- أبو اليسر محمد بن محمد البزودي ت 492هـ شيخ الحنفية، وهو في العقيدة على منهج الماتريدي كما قرأ كتب الأشعري وأفاد منها، وقرأ كتب الفلاسفة، وحذر منها، وكذلك كتب المعتزلة، وقد ألف كتابه ( أصول الدين ) على منهج الماتريدي .
    3- أبو المعين النسفي ت 508هـ وهو من أكابر علماء الماتريدية الأحناف الذين نصروا المذهب، وكتابه : (تبصرة الأدلة في عقيدة الماتريدية ) يعد الكتاب الثاني بعد ( التوحيد ) للماتريدي .
    4- أبو حفص نجم الدين النسفي ت 537هـ وهو من المؤلفين المكثرين، وصاحب ( العقائد النسفية ) من أهم المتون في مذهب الماتريدية .
    5- نور الدين أحمد بن أبي بكر الصابوني ت 580هـ له مناظرات مع فخر الدين الرازي في نصرة مذهب الماتريدية .
    6- الكمال بن الهمام ت 861هـ من أكابر الماتريدية، وله مؤلفات جيدة في الفقه وأصوله والعقيدة، من أشهرها : المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة ) .
    7- ملا علي القاري ت 1014هـ وهو من المكثرين في التأليف، وله اهتمام في الحديث، ومن المنصفين لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والمدافعين عنهما .
    8- عبد الرحيم شيخ زادة ت 1133هـ .
    9- محمد زاهد الكوثري ت 1371هـ وكان الكوثري سباباً للسلف، شديد الطعن والثلب فيهم، وله اهتمام بالحديث وتحقيق المخطوطات، لكنه جعل ذلك ذريعة للطعن في علماء الأمة، والتشكيك بمناهج السلف، وتعميق الخلاف بين السلف وبين الماتريدية، وظهرت على منهجه هذا جماعات ومدارس واتجاهات معاصرة حادة تتنكر للسنة وأهلها بل تحاربهم – وحسبنا الله ونعم الوكيل - .




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله

  2. #2
    (أمير الذوق) الصورة الرمزية نايف الحمري
    تاريخ التسجيل
    25 - 11 - 2007
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    4,957
    مقالات المدونة
    27
    معدل تقييم المستوى
    645

    افتراضي رد: ديننا ديناً صحيح..تعرف على الفرق الضاله

    موازنة بين الخوارج والشيعة

    قد لا يدرك البعض أن الخوارج والشيعة كانت نشأتهما في وقت واحد ، ومن منبت واحد ، لكن كثيرا من أصولهما وغاياتهما تختلف . لذلك اتفقت الفرقتان في أمور ، وتباينتا في أمور أخرى .
    فقد اتفقت ( الخوارج والشيعة ) فيما يلي :
    1- الغلو :
    فقد اتفقتا في أصل الغلو ، واختلفتا في صوره ، فكان غلو الخوارج في تشددهم في الدين والأحكام ، والبراء وشدة الموقف من المخالفين ، وما استلزمه ذلك من التكفير والخروج والقتال ، وكان غلو الشيعة في الأشخاص ؛ حيث غلوا في علي – رضي الله عنه - وآل البيت ، وغيرهم .

    2- الجهل والحمق وقصر النظر :
    فكل من الخوارج والشيعة فيهم جهل وحمق وقصر نظر غالباً ، ولا أدل على جهل الخوارج من مواقفهم من الصحابة ، وخروجهم على الإمام والجماعة ، ولا على جهل الشيعة من غلوهم في علي – رضي الله عنه - مع براءته من فعلهم ، وتأديبه لطوائف منهم .

    3- قلة العلم الشرعي وضعف الفقه في الدين :
    أما الخوارج فكانت السمة الغالبة فيهم الاغترار بالعلم القليل ، وليس لهم جلد على طلب العلم والرسوخ فيه .
    وأما الشيعة فلا يطلبون العلم عن أهله ، ولا يأخذونه عن أئمة السنة ، وأغلب مصادر علمهم من أهل الكذب والوضع ، وكلا الفرقتين لا يهتم غالباً بالحديث والسنن إلا ما يوافق أهواءهم .

    4- مجانبة السنة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم :
    أما الخوارج فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وخرجت على أئمة المسلمين بالسيف .
    وأما الشيعة فإنها فارقت الجماعة في الاعتقاد والعمل ، وترى الخروج بالسيف ، لكنه مشروط عندهم بخروج مهديهم الموهوم ، ومع ذلك كانوا يسارعون في الإسهام في كل فتنة تضر بالمسلمين .

    5- ترك العمل بالحديث وآثار السلف :
    كل من الخوارج والشيعة لا يعتمدون على السنة الصحيحة أو أكثرها إلا فيما يرون أنه يعضد أهواءهم ، ويجانبون آثار السلف .

    6- فساد الاعتقاد في الصحابة :
    أما الخوارج فيكفرون بعض الصحابة ؛ كعلي ، وعثمان ، ومعاوية ، وأبي موسى ، وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم - وأصحاب الجمل وصفين أو أكثرهم ، ويسبون بعض السلف ويلمزونهم .
    وأما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون سائر الصحابة ولا يستثنون إلا نفراً قليلاً ، ويسبون كل السلف أئمة الدين فضلاً عن سائر أهل السنة .

    7- تكفير المخالف لهم من المسلمين :
    الخوارج والشيعة كلهم يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم ، وإن اختلفت أصول التكفير وأسبابها عند كل فرقة .
    فالخوارج كفروا بعض الصحابة بسبب التحكيم ؛ عمله أو إقراره . وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين ، وكفروا كل من خالفهم ولم ينضم لمعسكرهم على اختلاف بينهم في درجة الكفر ( كفر شرك أو كفر نعمة ) .
    أما الرافضة فكما كفروا سائر الصحابة وزعموا أنهم مرتدون إلا نفراً قليلاً لا يتجاوز السبعة عند بعضهم ، فقد كفروا سائر أئمة المسلمين وعامتهم .

    واختلفت الفرقتان في أمور كثيرة منها :
    1- الشيعة غلت في آل البيت وقدستهم ، في حين أن الخوارج الأولين أبغضوهم وناصبوهم العداء لذلك سموا ( ناصبة ) .
    2- الشيعة تعتمد على الكذب في الرواية والتلقي لمصادر الدين ، ويكذبون على الخصوم وعلى أنفسهم ، والخوارج لا يكذبون في الدين ، ولا في الرواية ، ولا على خصومهم ؛ لأنهم يرون الكذب من كبائر الذنوب التي توجب التكفير ، لكن جهلهم أودى بهم إلى اتباع أهواءهم
    3- الخوارج يعلنون أقوالهم وعقائدهم ومواقفهم ، والشيعة يدينون بالتقية ( النفاق ) ماداموا بين ظهراني المسلمين ، ولم تكن لهم دولة وولاية .
    4- الخوارج يلزمون أنفسهم بقتال المخالفين في أكثر الأحوال ، أما الشيعة فإنهم غالباً لا يقاتلون إلا مع إمام من أئمتهم الذين يزعمون أنهم معصومون ، ويصفونهم بما لا يجوز إلا لله – تعالى- مع علم الغيب ، والتصرف في مقاليد الكون ومصائر العباد وقلوبهم ، والتشريع من دون الله ، لكنهم مع ذلك يسارعون في كل فتنة تضر بالمسلمين .
    5- أكثر الخوارج من الأعراب وأهل الجفاء والغلظة في الطباع ، وأكثر الشيعة من العجم والهمج والرعاع .
    6- من طباع الشيعة الخيانة والغدر والكيد الخفي لخصومهم ( أهل السنة ) ، أما الخوارج فهم بعكس ذلك فإن فيهم صراحة ومعالنة ، ويصدعون بالبراء من خصومهم ، ويعلنون مبادئهم ومواقفهم من الآخرين ، لكن بقسوة وعنف .
    7- الخوارج صعب قيادهم ولا يسلمون لأحد ، أما الشيعة فهم أهل طاعة عمياء ، يتبعون كل ناعق ، وكل من رفع شعاراتهم وادعى محبة آل البيت وتقديسهم والانتصار لهم تبعوه ، وقد يكون زنديقاً أو فاجراً ، ولذلك يكثر فيهم الدجالون ومدعو النبوة ، وأهل الفجور والفحش .
    8- الخوارج يأخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لدلالة المفهوم ، ولا قواعد الاستدلال ، ولا الجمع بين الأدلة ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء ؛ لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، وأهملوا نصوص الوعد والرجاء ، والشيعة بعكسهم فهم أهل تأويل وتعطيل للنصوص ، ولا يأخذون بدلالة النصوص اللغوية ولا الشرعية ، ويفسرونها على هواهم ، على النهج الباطني والرمزي والإشاري ، ويتبعون زعماءهم بلا بصيرة ويزعمون لهم العصمة .
    9- الخوارج ليس منهم زنادقة وليس فيهم نفاق ، أما الرافضة فيكثر فيهم وبينهم الزنادقة والمنافقون ؛ لذا تفرعت عنهم المذاهب الباطنية والإلحادية ، وكثرت بينهم دعاوى النبوة ، ودعاوى المهدية ، والمتأمل للتاريخ يجد أكثر المذاهب والنحل الخبيثة والهدامة تنتحل الرافض والتشيع .
    10- مصادر التلقي عند الخوارج أسلم من مصادر التلقي عند الرافضة ، فالخوارج يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم - وإن أخطأوا في ذلك- ، أما الرافضة فيتلقون عما يسمونه المعصوم من أئمتهم ، ويكذبون على الأئمة وغيرهم ، بل وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم- ثم يصدقون كذبهم بعد ذلك .
    11- الرافضة تقوم أصولهم على البدع والمحدثات والشركيات ، في الاعتقادات والعبادات وكثير من الحكام . أما الخوارج فالبدع الشركية وبدع العبادات والقبورية والصوفية فيهم قليلة .
    12- وبالجملة ، فإن الرافضة كانوا عبر التاريخ أضر على الأمة وأعظم كيداً للمسلمين ، وأكثر محادة لله – تعالى- ودينه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين ؛ لأنهم كانوا خوارج من حيث اعتقاد الخروج والعمل عليه وتكفير المسلمين ، ويزيدون على الخوارج في ذلك وفي أصولهم الباطلة التي تخصهم ، كالإمامة والعصمة والتقية والرفض والنفاق .

    هذا ... وقد عقد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – موازنة بين الشيعة ( الرافضة ) والخوارج في أكثر من موضع من مصنفاته ، رأيت من المفيد هنا ذكر طائفة منها ، ومن ذلك قوله – رحمه الله تعالى - :
    " وحال الجهمية والرافضة شر من حال الخوارج ، فإن الخوارج كانوا يقاتلون المسلمين ، ويَدَعُون قتال الكفار ، وهؤلاء أعانوا الكفار على قتال المسلمين ، وذلوا للكفار ، فصاروا معاونين للكفار أزلاء لهم ، معادين للمؤمنين أعزاء عليهم ، كما قد وُجد مثل ذلك في طوائف القرامطة والرافضة والجهمية النفاة والحلولية ، ومن استقرأ أحوال العالم رأى من ذلك عبراً ، وصار في هؤلاء شبه من الذين قال الله فيهم : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً}( ) .
    وقال : " وهؤلاء الرافضة إن لم يكونوا شراً من الخوارج المنصوصين فليسوا دونهم ، فإن أولئك إنما كفروا عثمان وعلياً ، وأتباع عثمان وعلي فقط ، دون من قعد عن القتال ، أو مات قبل ذلك .
    والرافضة كفرت أبا بكر وعمر وعثمان ، وعامة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه - ، وكفروا جماهير أمة محمد - صلى الله عليه وسلم- من المتقدمين والمتأخرين ، فيكفرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة ، أو ترضى عنهم كما رضي الله عنهم أو يستغفر لهم كما أمر الله بالاستغفار لهم ، ولهذا يكفرون أعلام الملة مثل : سعيد بن المسيب ، وأبي مسلم الخولاني ، وأويس القرني ، وعطاء بن رباح ، وإبراهيم النخعي ، ومثل: مالك ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، والثوري ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، والفضيل بن عياض ، وأبي سليمان الدارني ، ومعروف الكرخي ، والجنيد بن محمد ، وسهل بن عبد الله التستري ، وغير هؤلاء ، ويستحلون دماء من خرج عنهم ، ويسمون مذهبهم مذهب الجمهور ، كما يسميه المتفلسفة ونحوهم بذلك " ( ) .
    وقال : " ويرون أن حج هذه المشاهد المكذوبة وغير المكذوبة من أعظم العبادات ، حتى إن من مشايخهم من يفضلها على حج البيت الذي أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ، ووصف حالهم يطول .
    فبهذا يتبين أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ، وهذا هو السبب فيما شاع في العرف العام من أن أهل البدع هم الرافضة ، فالعامة شاع عندها أن ضد السني هو الرافضي فقط ؛ لأنهم أظهر معاندة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرائع دينه من سائر أهل الأهواء " ( ) .
    وقال : " وأيضاً فالخوارج كانوا يتبعون القرآن بمقتضى فهمهم ، وهؤلاء ( أي الرافضة ) إنما يتبعون الإمام المعصوم عندهم الذي لا وجود له ، فمستند الخوارج خير من مستندهم ، وأيضاً الخوارج لم يكن منهم زنديق ولا غال ، وهؤلاء فيهم من الزنادقة والغالية من لا يحصيه إلا الله ، وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ ، فإنه أظهر الإسلام ، وأبطن اليهودية ، وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني ، الذي كان يهودياً ، في إفساد دين النصارى ) ( ) .
    وقال : " وإنما كان هؤلاء شراً من الخوارج الحرورية ، وغيرهم من أهل الأهواء ، لاشتمال مذاهبهم على شر مما اشتملت عليه مذاهب الخوارج ؛ وذلك لأن الخوارج الحرورية كانوا أول أهل الأهواء خروجاً عن السنة والجماعة " ( ) .
    وقال : " وأيضاً فإن الخوارج الحرورية كانوا ينتحلون اتباع القرآن بآرائهم ويدعون اتباع السنن التي يزعمون أنها تخالف القرآن ، والرافضة تنتحل اتباع أهل البيت وتزعم أن فيهم المعصوم الذي لا يخفى عليه شيء من العلم ولا يخطئ ؛ لا عمداً ولا سهواً ولا رشداً " ( ) .
    وقال : " والرافضة أشد بدعة من الخوارج ، وهم يكفرون من لم تكن الخوارج تكفره كأبي بكر وعمر ، ويكذبون على النبي - صلى الله عليه وسلم- والصحابة كذباً ما كذب أحد مثله ، والخوارج لا يكذبون علياً ، لكن الخوارج كانوا أصدق وأشجع منهم وأوفى بالعهد منهم ، فكانوا أكثر قتالاً منهم ، وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل " ( ) .

    أما بعض الشيعة الأوائل ( المفضلة ) فهم خير من الخوارج :
    هناك طائفة نسبت إلى التشيع ، وقد اندثرت ، وليست على نهج الشيعة الرافضة ، ولا الشيعة الزيدية ، وكان تشيعها ينحصر في تفضيل علي – رضي الله عنه - على سائر الصحابة – رضي الله عنهم - وعلى أبي بكر وعمر مع إقرارهما بإماماتهما ، وقد قال شيخ الإسلام في هذه الفئة : " ولهذا كانت الشيعة المتقدمون خيراً من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- .
    وأما كثير من متأخري الرافضة ، فقد صاروا شراً من الخوارج بكثير ، بل فيهم من هو أعظم نفاقاً بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو فوقهم أو دونهم ؛ ولهذا قال البخاري صاحب الصحيح في كتاب ( خلق أفعال العباد ) : لا أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي ، أو صليت خلف اليهودي والنصراني ، ولا يسلم عليهم ، ولا يُعادُون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم ( ) .

    وبعد هذه المقارنة بين الخوارج والشيعة والتي سقتها هنا لاشتراك الفرقتين في النشأة والأسباب ، ولأني كنت سأتحدث عن الفرقتين في فصل واحد لكني عدلت عن ذلك لأسباب ليس هذا محل ذكرها ، فرأيت أنه من المفيد إبقاء هذه الموازنة بين هاتين الفرقتين السبئيتين إتماماً للفائدة .
    أقول : وبعد هذه الموازنة أنقل القارئ الكريم إلى الحديث عن الخوارج مستعيناً بالله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله

  3. #3
    (أمير الذوق) الصورة الرمزية نايف الحمري
    تاريخ التسجيل
    25 - 11 - 2007
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    4,957
    مقالات المدونة
    27
    معدل تقييم المستوى
    645

    افتراضي رد: ديننا ديناً صحيح..تعرف على الفرق الضاله

    المدرسة العقلانية الحديثة ..سمات وصفات

    نظراً لهيمنة الاتجاهات العقلية في العالم الإسلامي، فكرياً وثقافياً، وتربوياً، وإعلامياً، ولكثرة مؤلفاتها وبحوثها، وتمكنها من مناهج التعليم، والدراسات، نظراً لذلك كله يستطيع الباحث المتخصص أن يترسم لهذه الاتجاهات العقلية الحديثة سمات ومعالم، وملامح واضحة .

    ومن أوضح وأهم تلك السمات :
    • الجهل بالعقيدة والشريعة الإسلامية وأدلتها وأهميتها، والجهل بالتبعة التي تترتب على مخالفتها .
    • التلبيس والمكر والخداع في عرض مبادئهم وأفكارهم المنحرفة وآرائهم الشاذة وإلباسها الصبغة الشرعية .
    • ضعف الالتزام بأصول الإسلام وأحكامه وأخلاقه وسننه، والتذمر من التكاليف الشرعية .
    • الترابط العضوي بين روادها، والذي يتضح من التضامن والتمادح، والتعاون شبه المنتظم بينهم .
    • الإشادة بالحياة الغربية، والأفكار والمفاهيم والمعارف وأنماط السلوك في الغرب .
    • البعد عن المصطلحات الشرعية والمفاهيم الإسلامية الأصيلة والاستعاضة عنها بقيم ومصطلحات ومفاهيم غربية .
    • اتباع الأهواء في مواقفهم وآرائهم في الدين والتدين، والسنة وأهلها .
    وإليك شيئاً من التفاصيل عن بعض هذه السمات لتوضيحها والقياس عليها .

    السمة الأولى : الجهل – عند الأكثر – بالعقيدة الإسلامية وأدلتها، وأحكام الإسلام عموماً، والتساهل والاستهانة وعدم التثبت، في إطلاق الآراء والأحكام .
    ويبدو لي أن الاستدلال على جهل اتجاهات المدرسة العقلية الحديثة بالعقيدة الإسلامية وكثير من أحكام الدين لا يحتاج إلى أدنى جهد ؛ لأن كل ما تصدره هذه العقلية من آراء حول الإسلام يدل على جهلها أو تجاهلها، فأي جانب من جوانبها الفكرية أو العملية تجده كله يبرهن على الجهل والتساهل بدين الله، والإعراض عن منهج الإسلام في التلقي والاستدلال، والعقيدة والأحكام .
    فإذا رأيت استهانتها بالنصوص الشرعية الإلهية وتحكيم العقل فيها مطلقاً، حكمت دون تردد على جهلها .
    وإذا رأيت خوضها في الغيب دون علم، ولا وسيلة للعلم، بل تستهين بالدليل وتفتري على العلم، عرفت أنها بذلك تبرهن على جهلها .
    ولعله من المفيد، أن أورد بعض الأمثلة التي تصور جهل رواد العقلية الحديثة في بديهيات الإسلام، التي يعرفها من لديه أقل معرفة بدينه من المسلمين، من ذلك قول أحدهم : " فهم المسيحية واجب على كل مسلم،بل الإيمان بها حتم عليه، إذ قبل أن يكون المرء مسلماً يجب أن يكون مسيحياً " . ويقول أيضاً : " وفهم المسيحية واجب مقدس على كل مسلم ومسلمة فهو – كطلب العلم – بمثابة الفريضة " .
    وهل يقول بهذا الهراء إلا جاهل أو معرض عن دين الله ؟ لأنه لو كان يعلم الحقيقة لما ناقضها بهذا الأسلوب المكشوف، فأساتذته المستشرقون أكثر حكمة وأعلم بهذه الحقيقة، لذلك فهم يراوغون عند إثارة الشبهات حولها .
    ويقول عن الزكاة بأنها : " تعادل اثنين ونصف بالمائة من رأس المال يؤدى سنوياً قبل شهر رمضان " هكذا قبل شهر رمضان !
    فبرغم من أن كل عبارة الكاتب تنم عن جهل، وبعد عن أحكام الإسلام المستفيضة، إلا أنه يسف في الجهل، حين يزعم أن الزكاة تؤدى قبل شهر رمضان .
    وعلى أية حال، فإنا نرى من خلال المباحث التي مرت، مواقف كثيرة للعقلانيين، تدل على الجهل بأحكام الله ودينه، وحقه – تعالى- وحق رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحق الإسلام .
    وبإمكاننا أن نستعرض ذلك على الإجمال .
    فإنكارهم للمعجزات الثابتة بالسنة الصحيحة، دليل جهل .
    وتأويل المغيبات التي لا يعلمها إلا الله - على مقتضى النظريات البشرية المادية - برهان قصور وجهل، والخوض في أسماء الله وصفاته بغير علم دليل جهل بحق الله – تعالى- .
    والطعن في حجية السنة النبوية وثبوتها دليل جهل بدين الله وحق رسوله - صلى الله عليه وسلم- واستهانة بالتراث الإسلامي، وبالإسلام نفسه .
    والتهكم والسخرية من الصحابة والتابعين والقرون الأولى الفاضلة، مع الإشادة والتعظيم لأعلام الغرب، والماديين والملاحدة ورؤوس البدع، برهان انحراف وجهل، وهكذا .
    إذن فالجهل هو السمة الأولى – في رأيي – من سمات الاتجاهات العقلية الحديثة في العالم الإسلامي .
    وأقصد بالجهل هنا – الجهل بمعناه العام – سواء كان عدم العلم بالحقيقة، أو إنكارها وجحودها مع العلم بها ؛ أي سواء كان جهلاً أو تجاهلاً .

    السمة الثانية : قلة الدين وضعف الالتزام بأحكام الإسلام وأخلاقه وسننه

    وهذا أمر واضح، لا أظنه يحتاج إلى استدلال، بعد هذه الرحلة الطويلة التي قضيناها في متاهات المدرسة العقلية الحديثة وسراديبها ؛ لأننا رأينا كيف تجرأت على الله، وعلى رسله، وعلى القرآن، وعلى السنة، وعلى سلف الأمة الصالحين، وعلى الإسلام، وكيف ظاهرت الغرب وخضعت له، وأنها شككت وارتابت في كثير من أصول العقيدة، وأحكام الإسلام، كل ذلك لا يحدث إلا من قلة الدين ورقة الإيمان، وضعف التقوى، وقلة الثقة بالله، وعدم اكتراث بلقاء الله واليوم الآخر .
    نجد ذلك في عموم أحكامها، لا في خصوص أفرادها، والأفراد لا نملك أن نطلق على كل واحد منهم حكماً، بصلاح أو فساد ؛ لأن أمر ذلك والحكم فيه إنما هو لله وحده، فهو وحده الذي يطلع على القلوب والنيات والخواتيم، إنما نحن مكلفون أن نحكم بالظاهر، وأن ننزل الناس منازلهم في الحياة الدنيا على ضوء ما قالوا وأنتجوا وخلفوا من أفكار وأقوال وأشياء .
    أما عن قلة الدين وضعف الالتزام بأحكام الإسلام الظاهرة، في العبادات والواجبات التي فرضها الإسلام، فإن ذلك واضح في سلوك كثير من العقلانيين على العموم ولا نملك الآن وسيلة لاستقصاء واستقراء سلوك كل فرد منهم، إنما البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فمن الغالب أن من يتساهل في عقيدته يتساهل في سلوكه الإسلامي، والعكس كذلك، ومراقبة سلوك كثير من العقلانيين أعطت هذه النتيجة، لكني لا أرى التسمية والتشخيص في هذه المسألة .
    بل إن الإفساد الأخلاقي، يبدأ بالدعوة إلى التبرج والاختلاط، وينتهي بتحطيم كيان الأسرة المسلمة، ثم الأمة الإسلامية كلها، إن ذلك من الأهداف الأساسية للمدرسة العقلية الحديثة كما رأينا في فصل : أهداف المدرسة العقلية الحديثة .
    وللدلالة على ذلك نسوق عبارة مصطفى كمال أ تاتورك، الذي يعتبر أول رائد سياسي من رواد المدرسة العقلية الحديثة، والذي تربى على أفكار جمعية الاتحاد والترقي، وهي من أكبر دور الحضانة العقلية الحديثة، فيقول :
    " وكل أمة تهمل الرقص أو تكرهه محكوم عليها بالخراب والاندثار، إن الشعوب الأنكلوسكسونية قد سادت العالم بسبب ولعها بالرقص " .
    وما الحرص على فصل الدين عن الحياة، وحصره في ضمير الفرد، إلا برهان على فقدان صفة التسليم والالتزام لأحكام الله – تعالى- وأوامره .
    ومن أوضح الدلائل على قلة الدين وضعف الإيمان ذلك الشقاء النفسي الذي يعانيه كثير من العقلانيين، حتى كثر بينهم الانتحار ؛ لأن الانتحار وتبريره دليل عدم الثقة بالله - تعالى -، ودليل ضعف الإيمان في الغالب .
    فانتحار المسلم محرم بالإجماع ؛ لأنه قتل نفس، والله - تعالى - يقول في وصف المؤمنين : ( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ) (الفرقان : 68)، وقال : ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) (الأنعام : 151 ).
    فالله حرم قتل النفس، وقال - صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم : " من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " .
    ثم ينبري أحد رواد العقلية الحديثة، ليقول بأن الانتحار صواب لا يعاب صاحبه ؛ فالضوائق الاقتصادية، والفشل في الحياة، والرسوب في الامتحان، والتعذيب والمرض والحب، والشقاء في الزواج، كل هذه الأمور يشرع فيها الانتحار، ولا يلام المنتحر لهذه الأسباب ونحوها " كذا يزعم الدكتور أحمد زكي . ( مختصر في مجلة العربي في مقالة عن الانتحار لأحمد زكي رئيس التحرير آنذاك، العدد الثامن يوليو عام 1959 من ص 59 – إلى ص 94) .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مجموعة دعاة على ابواب الجنة انتظروها قريباً ان شاء الله

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا