بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست بكاتبه متميزة ولست بقاصة ماهرة ولكن رداً لجميل منتداي الغالي لوسام الكاتبة المميزة ,,ها أنا أضع بين يديكم قصة من قصصي التي جعلتها لكم أنتم فقط – هي قصة من واقع الحياة كتبتها قبل فترة ولكن أحببت أن تشاركوني قرأتها و تزدان بآرآؤكم إخوتي .. إليكم القصة
( 1)
( عجبت من قصص أمي الغالية .. دائماً تروي لنا من قصص " الأولين " كما تقول
من قصصها ذكرت لي قصة إحدى رفيقاتها وحياتها المليئة بققص حلوةو أخرى ممزوجة بعلقم الحياة
قصة فتاة من قبيلتنا " صحيح إني لم أراها إلا مرة أو مرتين " كنت أقول لوالدتي ماشاء تبارك الله ما أجمل هذه المرأة ,, أمي كيف كان شكلها بشبابها ؟ تقول أمي لو تعلمين إنها لم يبقى أحد قديماً لم يخطبها فلان وفلان وابن عمها فلان .. آه غريبة لماذا لم تتزوج من ابن عمها الذي سعى للزواج منها ؟ بدأت تروي لي حبيبة قلبي قصة المرأة صاحبة القصة .. تقول هذا الفتاة نشأت في البادية في ديار بلي .. أبوها رجل معروف بالكرم والشجاعة وحبه للدين وأصحابه . تذكر لي بأن البدو كانو يتنقلون من أرض لأرض بحثاً عن الربيع لأغنامهم - انتقلوا من ارضهم في الوقت الذي لم يستطيع أبيها الرحيل معهم - انهدم البئر على رجله وانكسرت رجله واصبح لا يستطيع الحركه انتقلوا قومه على إن يبقى معه أخيه ولكن اخيه غادر المكان تاركاً أخيه وأطفاله الصغار خلفه ,, تقول ترك الرجل بداره لوحده مع أطفاله وإمرأته الضعيفه ..وكان الفقر آن ذاك يغزو البادية من يستطيع إن يلقى قوت يومه من صيد هذا مبسوط الحال آن ذاك ,, تقول كانت أمها تذهب بأغنامها من الصباح الباكر ثم تعود قُبيل المغرب لتبدأ بطهو الطعام وكان عبارة عن الأرز الأبيض وقليل من السمن واللبن , بينما يكون زوجها عند صغارها لا قوة له على الحركه ,, ذات ليلة وهم نيام استيقظوا على صوت أنين هذا الرجل وكان يتألم من شدة الألم من أثر الجروح التي ألمت به , كانت أمها تأتي بالعرن وتسحقه وتطبخه وتغسل به جرحه الذي أصبح مرتعاً للدود من اثر الجرح الغائر وتبدأ بذر العرن المسحوق على الجرح بقى به هذا الجرح وكأنه يذكره بذكرى رحيل أخيه عنه , تقول بعد إن كبرنا أتى عمي هذا لخطبتي من ابي لإبنه و رفض أبي بشده , ذكره بموقفه وإنه لن يزوجه بأي من بناته ,, وقتها عرفت سبب رفض أبيها لإبن عمها ,, مرت بنا أيام جوع لا يعلمهاإلا الله كانت إمها من شدة الجوع تربط بطنها حتى لا تشعر بالجوع ,,أم جاعت لإشباع صغارها لله درها من أم رحوم .
تقول كبرت وكانت لي صديقة ورفيقة دربي ابنه خالتي " عائشه " كانت فتاة ذات جمال ها أنا اتذكر سهرنا بالليل واتذكر رعينا بأغنامنا أتذكر ضحكاتنا وسباقنا بين جبال ديارنا ووديانها .. ما أجملها من أيام لا اريد تذكرها لأني سأنبش جراحاً باتت بقلبي تؤلمني .. كان لها أخ يدعى "محمد " شاب " متدين بار بوالديه يخدمهم بما يجود به كان يعشق القنص لحد الجنون ,, تقول أحببته حب عذري كما كان يبادلني نفس الشعور كنا نجلس سوياً من صغرنا نلهو ونلعب وبما إنه ابن خالتي كنت أحلم باليوم الذي يجمعني به كان يبوح لأخته بحبه لي .. تقول كنت أقف عند خيمتنا اترقبه وقت عودته من المقناص ابتسم له وأنا أعرف إنه لا يراني ولكن وفاء لحبنا,, كنا فتايات العشيرة يأتون الرجال ويطلبون منا تسريح شعورهم وكنت ارفض إلا هو كان يأتي إلي وكنت أقوم بتسريح شعره والله هو الوحيد الذي سرحت شعره ,, أصبح علينا صبح جديد وأتت لي أمي تحمل الخبر المر ,, خطبتي لأبنة خالتي الأخر أخو حبيبها وحلمها ,, (خطبي ابن خالتي الآخر كان يعمل بالقطاع العسكري ويعيش بالمدينه ما إن علمت بالخبر بكيت وبكيت كيف لي أن اعيش مع إنسان لا تربطني به أي عاطفة ,, آتى أبي لأخذ رأيي كنت اخجل من أبي وكنت أحدث نفسي إن لم تتكلمي وترفضي فسوف تتزوجين وتبعدين عن من أختاره قلبك .. تقول قلت لأبي أنا أرفضه وبكيت لا اعلم وقتها هل هو بكاء خجل ام بكاء خوف من فراق قلبي عن نبضاته ؟ّ! اقترب مني عضيدي وسندي قائلاً : والله لن تتزوجي من لا ترغبينه وأنا حي – قمت وقبلّت رأسه رحمه الله فقد قال كلمة ولم يخذلني بها كما لم يخذلني من قبل .. فرحت فرحاً شديداً لن تكون فرحة أكثر منها إلا بزواجي من أبن خالتي الذي طالما تمنيته وتمناني .. مرت أيام وشهور وكانت الفرحة قادمه بقدوك محمد تقدم محمد لخطبتي ورحّب به والدي
تزوجنا – كانت أيام لا تنسى ولن أنساها ماحييت " كان نعم الزوج الصالح الرحيم وقتها كان عمري السادسة عشرة – عشت أيام من أجمل واروع الأيام بالرغم من ضيق العيش لا ينغصها علي سوى خالتي – سامحها الله – كانت امرأة قوية الشخصية وكنت أجهل كثير من الأمور لصغر سني كانت تتذمر بصوت عالي وترفع صوتها بالشتم والتجريح –كنت انزوي بركن من بيت الشعر الذي نسكنه وابكي –ولم كان يخفف عني سوى حبيب قلبي .. يهمس بإذني كفكفي دموعك لأجلي والله سأعوضك_ أمي امرأة كبيرة ولخاطري فقط اصبري عليها – تقول كانت دفء كلماته تخجل دموعي وتستوقفها – آآآآآآآآه إلهذا الحد للحب مفعوله السحري ؟!!
كانت فرحته لا توصف عندما أخبرته بحملي – لحظة لا أستطيع نسيانها أبداً . توالت الأيام بين فرحتي بمروور أشهر الحمل وبين مرارة كلام خالتي وتعديها علي كنت أشكي الحال لأمي فتقول – خالتك قلبها طيب ولكن لسانها .. هداها الله وهي أختي الكبرى ولا استطيع أن أزعل منها .. تقول مرت تسعة أشهر بالرغم من الإرهاق من الأعمال الشاقة في أيامنا من رعي الأغنام ومخض اللبن وعمل الزبد والسمن والتنظيف والطبخ إلا إنه حينما ما التقي بضئ عيني تهون الدنيا بصعابها جميعاً .
وضعت ولداً وكان كفلقة القمر . كانت العائلة فرحة به وخاصة عمي والد زوجي كان رجلاً كبيراً بالسن وكان عطوفاً رحيماً بي وكنت احبه واحترمه ,, طلبت منه أن يسمي مولودي - اسماه " فرج " فاستبشرت به خيراً ,
مرت أشهر وكنا نسمع بمرض أصاب أبناء الديار التي حولنا كنا متخوفين منه وهو مرض الجدري – حمانا الله وإياكم منه – تقول كنا نسمع بإنتشاره إنتشار النار بالهشيم – اصاب المرض الكثير من أبناء قبيلتنا ومن القبائل الأخر توفي من توفي وشفي من شفي برحمة من الله , ولكن الطامة الكبرى إن حبيب قلبي أصابة المرض هو وأخته وخالتي – كنت بين مصدق ومكذب – يا آلهي – أيعقل أن أفقد زوجي وحلمي وصديقتي وخالتي _ آآآآآآه ,, إلهي ألطف بنا ,,,أشار عليّ عمي أن ألحق ببيت اهلي وأن ابتعد عنهم خوفاً عليّ وعلى أبني حتى لا نصاب بالمرض لأنه مرض معدي _ ماذا بك عمي ّ؟ ماهذا الطلب الغريب ؟!! أتريدني أن اتخلى عن محمد وخالتي وابنة خالتي ؟؟ لا وألف لا .. نهرني عمي وبشدة أتعرفين ماذا يعني بقاؤك بيننا أنت وأبنك ؟؟ معناه الموت لا محاله ..بكيت وبكيت قلت لعمي . ابقى معهم واعيش معهم وأموت معهم ولن أرحل مهما كلفني الأمر ,, لن أتخلى عنكم وأنتم بحاجتي ,, .. مرض خطير وزمن عصيب .. أجتمع الأعداء مع بعض فقرومرض وجوع وألم وقلة حيلة – الحمد لله على كل حال – تقول اشتد المرض على زوجي واخته الحمى لا تفارقهم والناس كلاً بهمه – كنت اجلس بجانب زوجي اخذ قطع الأقمشة ابللها واضع قطعة على رأس زوجي و قطعة على رأس رفيقة دربي , والله لو بللتها بدموعي لبتلت – مرت أيام عصيبة بكل ماتعنيه هذه الكلمة - توفيت ابنة خالتي _ وهي بريعان شبابها وكان يوجد من ينتظر موافقتها لإتمام زواجها – فقدت رفيقتي وصديقتي ومخبأ اسراري – عم الحزن ارجاء بيتنا _ كنت امكث بالقرب من زوجي لأخفف عنه ثم أذهب واجلس عند عمي وخالتي أواسيهم بفقيدتهم – منظر لا .. أنساه وعمي ينظر لمكان مرقدها وتنهار قواه ويسقط بفراشها يبكي وتحاول الأم المكلومه مواساته فتنهار بجانبه ,, فقد خارت جميع قواه – ليس من السهل فقدان الإبن فقدان فلذة الكبد –لا حول ولاقوة إلا بالله – كنت اعود لزوجي لأطمئن عليه أردد _ة يارب ارحمنا وألطف بنا – ثم احمل ابني الذي قد نسيته من ما أنا به ومما حولي من هم لا يعلم به إلا الله سبحانه – تقول بدأت الحمى تخف عن زوجي بعض الشئ ثم ما إن تبدأ بالإنخفاض تبدأ بالإرتفاع مرة أخرى فيفقد الوعي ويبدأ بالهذيان – ثم يقوم من فراشه ويتناول سلاحه ويبدأ بالجري وأقوم باللحاق به وأرده إلى مرقده – كان عمي يقول لي إنه من كثرة تعلق زوجي يالصيد فهو يأخذ سلاحه ويسير بلا وعي – كنت ادعو الله بأن يمن عليه بالشفاء وأن يبقيه لنا ولولده فرج فمن لنا بعده ؟! تقول حانت لحظة الوداع والله لا أنساااااها ماحييت – بعد ما أخذت منه الحمى ما أخذت واشتدت عليه وكنت بجانبه اجعل عليه قطع الأقمشه المبلله لعل أن تمتص بعض حرارته – بعد ساعات بدأت الحرارة تتلاشى وكلي استبشاراً وأملا بشفاءه _ تلاشت عنه الحمى تماماً _ وبدأ بالجلوس كنت اجلس بجانبه وبالمقابل خالتي تقول نظر لي نظرة طويييييله ومن ثم أدار نظره لأمه تقول كنت ارقبه بصمت ,, ذرفت عينه بدموع والله إني احسست مدى حرارتها ثم قام مسرعاً ورفع رواق البيت وخرج من تحته, قمت بسرعة خلفه فوجدته مستقبلاً القبلة وساجداً وقد فارق الحياة – تقول جعلت ابكي بصوت عالي ترجع لي الأوديه والجبال صدااااه كأنها تواسيني – ابكي بكاء الوداع – ابكي بكاء الفراق – ابكي بكاء الألم والمرض – ابكي بكاء المكلوم – قلبته بين يدي لعل به أمل أن يعود ..

إلى أن نلتقي ببقية أجزاءها ,, أنتظر أرآؤكم النيرة

أختكم / خيالة بلي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي