{ أحلامُــنا لا تشيب }.. أجل هي كذلك

تمر بنا السنوات ننطلق.. أو قد تتعرقل خُطانا.. يُحاربنا الفشل
لا نيأس لأن الأمل بعد الله شمعة تُنير عتمة الدروب ..
و لكل شيء نهاية ..!


أقول في أحلامنا بالذات ( ما أكثر التفاصيل التي لا نحتاج إليها **
الأحلام لم يغزو الشيب أرضها بعد ..
لكن التعب وهنٌ و موت يزرع التجاعيد على صفحاتها ..

إخوتي ::

بهذا الخصوص قرأت مقالة في إحدى كتب الأستاذ / هزاع بن نقاء
فأحسست كم هي قريبة مني و لوما قرأت اسم كاتبها
لـ قُلت بأن ذاتي هي التي كتبتها ..

أحيانًا أجدني أقول / تبًا للأحلام .. و أريد التوبة منها
لكن بريقها يُغالبني مرات أخرى ..

الأحلام برؤيتي هي ـــ أرجوحة الحياة .. مرة تتدنى بنا
و مرة تعلو بنا و مرة تتوسط .. فنظل كالمُعلقين في تلابيبها ..!!

لن أطيل عليكم .. أعود إلى ذلك الكاتب و ماذا يقول/

كـ بداية ..الأحلام ألوان الحياة
و زُخرفها ...

ثم يُكمل ( قد تجد رسمًا جميلاً و لكن ألوانه غير متناسقة أو حتى باهتة
و قد تجد آخر أقل جمالاً و لكن صاحبه أبدع في اختيار ألوانه ..
و المتفائلون في الحياة هم من الذين يستطيعون تلوين أحلامهم و تحويلها
إلى لوحات فنية و كلما اكتملت لوحة وضعها في برواز للذكرى و علقها
على أحد جدران ممرات الحياة أما التي لا تكتمل أو لا تتحقق لسببٍ ما
فلا بد أن تُدفن في مقبرة الأعماق محاولاً نسيانها..
فتبقى ذكرى أما أنها تمر مرور الكرام أو تترك فراغ مؤلم في حياتك )

** يقول الكاتب ( أجمل الأحلام تلك التي لم تتحقق إلا بعد جهد متواصل
و زمن طويل و إمكانيات قوية .. و تضحيات غالية .. يأتي بعدها تحقيقه
ثمرة ناضجة تنسينا تعب الركض المستمر و العمل الدؤوب ..

أما إذا تحقق بعد وقت قصير و جهد فقير فإنه سرعان مايتحول إلى شيءٍ
رخيص تافه .... كأنّه أقل من مستوى التطلعات فنتركه و نواصل الرحلة

قد يستنزف الحلم طاقتنا حد استنفاذ الصبر .. ثم يخرُّ مهزومًا
و يستسلم لقبضة الواقع و هنا تكمن سر روعة الأحلام
و طعم الانتصار عليها .


** و هنا يصف الكاتب لحظة مع نفسه فيقول /
( كنت في لحظةٍ ما غارق في الذاتية أتفحص وجهي في المرآة
كأنني أتفقده فلاحت لي عن كثب بياض شيبةٍ تقتحم سواد لحيتي
فقمت بحركة لا إرادية .. بمحاولة إخفائِها و دسِها في السواد المحيط
بها ثم رجعت أبحث عنها حتى انتشلتها مرة أخرى و كأنها غريقة بين
الأمواج ثم أعود فأغرقها و انتشلها ..

و هكذا دواليك حتى أخذت أضحك على نفسي من ارتباكاتها الأولى من المشيب
و أحاول أُعزِّيها بالقول ما يضرني شيبة واحدة و لكن بعد فترة أصبحت
أقول و مايضرني شيبتان ثم أزيد و مايضرني ثلاث ..
فأربع .. و أخذ العدد يتزايد كل يوم.!!


** أعود لأيامي ما قدمت لي و ماقدمت لها .. كم وأدتْ من حلم
و كم ربّت .. ألتفت إلى الوراء فأشاهد أحلام الطفولة البريئة
و أحلام المراهقة المُتمردة .. و أحلام بداية الشباب الجريئة
و أحلام الرجولة الواقعية .. فلكل مرحلة عُمرية أحلامها .


** قد نخسر حلمًا في مرحلة معينة .. و قد يُهددنا الإحباط ..
جرّاء خسارته لكن مع مرور الأيام نكتشف قيمته الحقيقية
العادية أو عدم جدواه في إضافة لون جميل لحياتنا
و لو قدِّر لأحدهم أن يتنازل عن بعض أحلامه التي حققها
لـِ تنازل عنها .. لأن وعيه تجاوزها أو ربما زمنه قلل من
أهميتها للمستقبل ..

** و أكثر مايُعيق الأحلام إضاعة الفرصة تِلو الأخرى
و ما أكثر ما تضيع منا ..
الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة و قد لا تتكرر إن لم تقتنصها
حين حضورها سترحل عنك غير آسِفة عليك ..

أن الفرصة في الأحلام أنثى تنتقم ممن تُلقي بها الأقدار في يديه
فلا يحتويها هكذا رؤيتي لها ** وقفة


** الزمن و معه المكان
ثنائي أرضية الحلم .. و مناخه الزمني .

حيث أن للأحلام أمكنة .. و أزمنة .. إذا تجاوزها الحلم قد يفقد
بريقه و فرحة تحقيقه ..

** و قد روي عن إحدى الشخصيات التاريخية أنه أقيم له إحتفال مهيب
لتحقيقه إنجاز كبير لمجتمعه و حينما ذهب إلى مكان الإحتفال لاحظ
أن الفتيات يطلّلن عليه من نوافذ الأبنية التي يمر من خلالها و يسترقن
النظر منها و بينما هو غارق في غمرة أفراحه
ألتفت إلى أحد المقربين إليه و قال /
و الله وددت لو أن عجائز ( و ذكر اسم مسقط رأسه ) مكان
هؤلاء الصبايا ..
تأملوا معي فبرغم من كل ذلك لم تكتمل لوحة الحلم في مخيلته ..
لأنه أرادها في مكان معين نشأ و ترعرع به .


لم ينتهي الحديث بعد ..!
فلا زال له مُتعة و جمال آخر ..

لا تذهبوا بعيدًا.