قول( لا)
جميل أن يكون الإنسان خدوماً، يساعد أصدقاءه وأقاربه ولا يبخل عليهم بشيء في متناول يده، ولكن مع مرور الوقت ربما ينتابه الملل من لعب هذا الدور أو الاستمرار في هذا القالب الذي وضع نفسه فيه، خاصة عندما يكتشف أن الأمر تحول إلى نوع ما يشبه الاستغلال، وأن الجميع ينتظرون منه العطاء ولا أحد يفكر في أن يقدم له شيئاً، وقتها قد يشعر بالغضب وربما تنتابه الرغبة في أن يصرخ بعالي صوته قائلاً: " أنا لست كذالك" إذا كنت تعانين من هذه الحالة، وحاولت أكثر من مرة أن تعترضي على الأشياء والمواقف التي لا ترضيك لكن خوفك من فقدان حب وتقدير المحيطين بك يهز ثقتك بنفسك، وتعقد لسانك، فتبقى الكلكمات حبيسة بداخلك، اقرأي السطور التالية لتتعرفي كيفية قول "لا" من دون أن تفقدي مكانتك لدى من تحبينهم .
العبي بلطف، تحدثي مع الآخرين بأدب، قولي دوماً "نعم".. الغالبية من النساء تحاصرهن هذه التعليمات منذ نعومة أظفارهن، فتكبر معهن ويفقن على أنفسهن وهن بالغات ليكتشفن أن الجميع حولهن يستغل لطفهن وطيبتهن، بداية من الزوج ومروراً بالأصدقاء وصولاً إلى الأبناء، فالجميع اعتادوا أن يسمعوا منهن كلمة واحدة فقط هي "حاضر" أو"نعم"، وكأن كلمة "لا" ليس لها أي وجود في حياتهن.
ويعتقد الاختصاصيون النفسيون أن مبالغة المرأة في إظهار اللطف والود للآخرين تعيق طموحها، حيث كشف بحث أجرته جامعة تيلبورج الأمريكية أن المبالغة في إظهار السماحة والطيبة في مجال العمل لها تأثير سلبي على مكانة المرأة العاملة. وأشار د. جون جيليسين الذي قاد البحث، إلى أن الأمر يتوقف على طبيعة العمل الذي تضطلع به المرأة. فمثلاً المرأة التي تتبوأ منصباً قيادياً لايفيدها على الإطلاق أن تكون لبقة ولطيفة طوال الوقت، حيث سيفسر ذلك على أنه ضعف شخصية، ويعطي ضعاف النفوس الفرصة لمحاربتها والنيل منها، وربما تجد نفسها في النهاية أنها خارج اللعبة.
وخلص البحث إلى أن السبيل الوحيد لتغييرالمرأة من هذا القالب هو التمردعلى الواقع ورفض الأوضاع التي لا تناسبها والخدمات التي تقدمها على حساب نفسها واحتياجاتها، عليها فقط أن تقول "لا" ولكن بشكل بطيف لا يسيء إلى أنوثتها.
"لا" لزوجك
العلاقة الزوجية تقوم على الأخذ والعطاء، لذا لا يجوز أن تضم طرفاً يعطي طوال الوقت، وطرفاً آخر يأخذ فقط. ولكن ما يحدث هو أن العديد من النساء تربين على ضرورة إطاعة الأزواج بشكل مطلق لينلن رضاهم وحبهم، لذا يؤيدن أوامرهم طوال الوقت، ولا يرفضن لهم طلباً. وإذا كان هذا النموذج يعجب الرجل في العقود السالفة، فإنه لا يعجب الرجل المعاصر، فالأخير يريد زوجة لها شخصيتها ولها آراؤها ومواقفها الخاصة ولا تعجبه المرأة المستكينة التي تقول "نعم" طوال الوقت. (ارجو ان تكملو حتى اخر جمله)
فعلى سبيل المثال عندما يقترح الزوج على زوجته أن يذهبا للتخييم في عطلة نهاية الأسبوع في أحد الأماكن السياحية، وكانت هي تكره النوم على الأرض وتخاف النوم في العراء، فعليها أن تعترض، والعتراض هنا لا يعني الشجار، وإنما أن تقول له بلطف أنها لا ترتاح للتخييم في العراء، ففي النهاية الغرض من الخروج هو الاستمتاع بالعطلة معاً، ولن يكون الزوج راضياً أو سعيداً عندما تخرج معه زوجته مرغمة لأنها لن تتجاوب معه وستفسد عليه يومه. وهذا مايقوله اختصاصي العلاقات الزوجية "بيتر سكيلانبوم"، مؤلف الكتاب "كيف تقولين لا لمن تحبينهم". حيث يوضح بأنه من الخطأ أن تتعامل الزوجة مع زوجها على أساس أنه الرجل الذي لا يقهر أو الوحش الكاسر، وأن عليها أن تقول له "لا" عندما تشعر بالحاجة إلى ذلك، المهم أن تقولها بطريقة دبلوماسية ولطيفة.
كما يؤكد "سكيلانبوم" على حق الزوجة في الاعتراض على سلوك زوجها المشين تجاهها، فلا تقبل منه الإهانة أو تسمح له بالتقليل من شأنها، وعليها أن تقول له "لا" لتوقفه عند حده ويدرك أنها تحافظ على كرامتها وتفرض عليه احترامها، منبهاً بأن قبولها بهذا الوضع سيجعله يتمادى بشكل أكبر، ويختتم سكيلانبوم كلامه بالقول: "عندما تذعن الزوجة لقهر زوجها، يشعر بأنها تستقق المزيد لأنها قبلت بذلك منذ البداية".
"لا" للأصدقاء
لنفترض أنك تعملين محاسبة وقررت ترك وظيفتك والعمل بشكل حر، وأن إحدى صديقاتك عرضت عليك أن تنظمي لها حسابات شركتها مقابل مبلغ زهيد للغاية، على اعتبار أنك لا تعملين وشيء قليل أأفضل من لا شيء، فماذا ستفعلين؟.
في مثل هذا الموقف أو أي موقف مشابه عليك أن تكوني صادقة، فلا تترددي في رفض عرضها، ولا ترهقي نفسك إكراماً لها، أوضحي لها بكل لطف أنك للتو بدأت عملك الحر ولا تريدين البدء بعمل سيستغرق منك وقتاً كبيراً من دون أن يحقق عائداً معقولاً، ولإظهار حسن النية اقترحي عليها أسماء أشخاص آخرين تثقين بهم يمكنهم أن قبلوا عرضها، وهكذا يتدرك من تلقاء نفسها أن عرضها لم يكن مقبولاً، وتحسباً لأن تعيد عليك العرض نفسه مرة أخرى، استعدي لإقتراح حلٍّ وسط يرضيك ويرضيها.
تقول المستشارة النفسية ليزتاكر إن رفض طلبات الأصدقاء أمر صعب وشاق ولكن بعض النساء يمكنهن أن يكن قاسيات عندما يتعلق الأمر بعملهن ومصالحهن الخاصة، ومثل هؤلاء ينبغي التعامل معهن بالمثل. وفي الموقف السابق تقترح ألا تترك الصديقة صديقتها تشعر بأنها ترفض العمل معها وإنما فقط ترفض العرض.
"لا" لزملاء العمل
إذا كنت من النوع المتسامح والمتعاون مع زملائه في العمل فالمؤكد أنك ستجدين من بينهم من استغلال طيبتك، كأن تطلب منك أحداهن أن تداري على غيابها، أو تعتاد آخرى أن تنجزي لها عملها نيابه عنها بحجة أنك أكثر خبرة منها.
إنه وضع مرهق بالفعل، وترك الباب مشروعاً على هذا النحو ربما يؤثر على وضعك الوظيفي، لذا أنت بحاجة إلى وقفة حاسمة توقفين فيها كل شخص عند حده وتعيدين الأمور إلى نصابها.
ويمكن أن يتم ذلك بطريقة دبلوماسية، كأن توضحي لزميلتك الأولا أنه لا ينبغي أن تخاطر بوظيفتها وأنت لا تستطيعين أن تداري عليها طوال الوقت، أما الزميله الثانيه ففي المرة المقبلة عندما تطلب منك أن تساعديها في عملها، اطلبي منه أن تجلس إلى جوارك لتتعلم منك، وإذا عادت لتكرر طلبها مرة ثانية، فقولي لها بكل صراحة أنه لا وقت لديك، ومن دون أن تشعري بالذنب لأنه بات ان تعرف ما ذا عليها أن تفعل..
"لا" لأبنائك
حتى الأبناء ينبغي على الأم أن تضع حدوداً بينها ويبينهم، لأنهم إذا اعتادوا عليها سيطمعون في المزيد وربما تجد نفسها عاجزة عن كبح جماحهم. ولكن المشكلة أن الغالبية من الأمهات، وبشكل خاص العاملات منهن، يراودهن الشعور بالذنب دوماً لأنهن يغبن عن المنزل فترات طويلة، وبالتالي يحاولن تعويض هذا الغياب بتلبية جميع رغبات أبنائه، فتكون النيجة أنهن يفقدن زمام السيطرة داخل المنزل وتضيع هيبتهن.
ويؤكد الخبراء بأن الأبناء يفهمون حقيقة هذا الوضع بشكل جيد ويستغونه أسوأ استغلال، فهذا يطلب ثياباً جديدة طوال الوقت، وهذه تريد أن تزور صديقاتها وتخرج معهن كل يوم، والصغير يريد لعبة جديدة مقابل نجاحه في كل امتحان، لذا من الضروري أن تقول لهم أمهم كلمة "لا" من حين إلى آخر.
5 خطوات للمساعدة
حتى لا تتحولي إلى دمية في أيدي الآخرين، يجب أن تتعلمي كيف تصرحين بحقيقة مشاعر، وأ، تتمسكي بحققك في ممارسة حياتك ودورك بالشكل الذي يناسبك، وتذكري أنه لا يوجد إنسان كامل بنسبة 100%، ولا أحد لديه القدرة على أن يبقى معطاءً ولطيفاً طوال الوقت، فنحن في النهاية بشر نتأثر بما حولنا، ومن حقنا أن نغضب وأن نثور عندما لا يعجبنا شيء، كما أنه من حقنا أن نختار قراراتنا وعلى الآخرين أن يحترموا اختياراتنا.
هنا نقدم لك 5 خطوات تساعدك على قول "لا" بمنتهى الذوق والكياسة:
عندما يطلب منك أحدهم شيئاً يفوق طاقتك، بدل من أن تقولي له "لا" بشكل صريح، قولي له: "امنحني فرصة للتفكير وسأرد عليك لا حقاً". إذا وجدت أنه من الصعب أن تقولي لأحدهم "لا" في وجهه، استخدمي رسائل الجوال وأرسلي له رسالة توضحين فيها وجهة نظرك. عندما تجدين نفسك غير قادرة على مساعدة زميلتك في العمل، قولي لها: "كنت أحب مساعدتك إلا أن الوقت لا يسعفني". عندما تدعوك رفيقتك إلى حفل ولا ترغبين في الذهاب، فلا ترفضي دعوتها بشكل مباشر، قولي لها سأراجع زوجي لأتأكد أنه ليس مرتبطاً، وفي اليوم التالي اتصلي بها واعتذري منها . لا تستخدمي كلمة "لا" بشكل متعسف مع زوجك وأبنائك، وحاولي دائماً أن تكوني منطقية وليني لهم الأسباب التي تدفعك للرفض، فمثلاً عندما يصر ابنك على تناول الوجبات السريعة فقط، أوضحي له الأسباب التي تدعوك إلى الاعتراض، فهو في النهاية مجرد طفل صغير لا يدرك أضرار هذا النوع من الطعام. اليوم لم اكتب موظوع لانشغالي لكن انا دائما انتقي لكم من مكتبتي مااقرئه واجد هناك فائده به فخذو مايعجبكم واطرحو الباقيتصبحون على خير
المفضلات