مع فنجال قهوه
صدرت روايات سعوديه كثيره هذه السنه ومنها ترمي بشرر لمؤلفها عبده خال أللذي حصد عليها جائزة البوكر وقال عنها الكثير إن الغرب يعطي هذه الجائزة للعرب لسببين وهما: آما انه سب الدين أو تجاوز المعايير الاخلاقيه
ولأمانه إنا لم أقراء الرواية لسببين لأنها ممنوعة بالمكتبات إلى ألان ولان الكونكت لدي لايحتمل تحميل رواية بهذا الحجم ولكن قرأت معظم ماكتب النقاد عنها الرواية تأتي ب416 صفحة وسعرها إن وجدتها 45 ريال لكن ألان لها رابط تحميل ولكن أخشى انه ممنوع هنا أنزال روابط
الرواية تتكلم عن الاختلال في المجتمع وتسلط القوى عليه وضعف الطرف الأخر تجاهه وانسياقهم له بدافع الحاجة إلى المادة والرواية مليئة بتجاوزات الاخلاقيه والسخيفة كما قال من قرأها
لكن رأيي والذي استغربه من رجل مثل عبده خال أن هذه الرواية كان فيها اختلاف كبير عن رواياته الأخرى حتى إن بعضهم لمح أنه لم يكتبها وكتبت له لكن ربما عبده اندفع كما اندفع الآخرون إلى ألكتابه عن كل ماهو ممنوع لحصد الشهرة وهذا ماتوجه له معظم الكتاب السعوديين حتى أن ماكتب وطبع للكتاب السعودي خارج السعودية وفي ببيروت خاصة في السنوات الأخيرة ممنوع من دخول مكتباتنا والجزء الأكبر من يريد القراءة لهم أما إن يشد الرحال لاقتنائها للبحرين أو لدول العربية المجاورة أو إن يحملها عن طريق النت
وانا قرأت جزء بسيط منها من خلال ألنت وبحق وجدتها ممتعه وجميله ولا اعرف لمَ يتم مهاجمتها لكن لأني لم اقرأها كلها لااستطيع الحكم عامه إليكم مقطع منها:
حل الصيف، ومعه الرطوبة الدبقة، وتقافز أهل الحي لأسطح المنازل لإصلاح (أرايل) التلفاز، لاستقبال البث المصري، وتفنن البعض بتعليق الصحون، والقدور الكبيرة، وربطها بأسلاك (الانتيا) لاستقبال صورة أكثر وضوحاً للبرامج المصرية، كانت أخبار رقصات شيريهان تملأ مسامع النسوة، فتسابقن لنقل كل ما يبثه التلفاز المصري من ترفيه في مجالسهن كافتخار لوصول البث المصري لتلفزيوناتهن، ولم تشأ عمتي أن تكون بعيدة عما تسمعه (وكذلك أمي) فاقترعتا أيهما يصعد لإصلاح (الانتينا) بعد امتناعي عن تأدية هذا الدور بحجة الانشغال بالاغتسال، والتهيؤ لحضور حفلة طرب (شكشكة) وأبديت عدم استعدادي في تضييع الوقت من أجل هذا الأمر، حضرت اقتراعهما فيما كنت متجرداً، وسالكاً طريقي للدخول إلى الحمام، وكان على عمتي أن تصعد للسطح من خلال سلم عال ارتكز على جدارنا الداخلي، لكنها تمنعت بحجة أن الاقتراع ثلاثاً، وفي الثالثة جاء الدور على أمي، وكان الشرط بينهما أن تصعد من تأتي عليها القرعة، وتمسك الأخرى بالسلم.
كنت أسمع صوتيهما المتعاليين، وأنا أغتسل:
ـ هل ظهرت الصورة؟
ـ (لا حركي يساراً، لا لا انتظري، حركي يميناً)
ـ هه
ـ (ايوه .. أيوه ثبتي الإريل... خلاص)
خرجت من الحمام، وأمي تحاول الإمساك بالطرف الأعلى من السلم، وتتهيأ للنزول من على السطح، وعندما ثبتت يديها بطرفي السلم، رأيت عمتي تجذبها جذباً لتتعلق في الهواء، وترتطم على الأرض، وقطعة من لسانها تبتعد عن فمها ليلحق بها دم شاخب.
احتفظت أمي بالقطعة المبتورة من لسانها في الفريزر على أمل استعادتها.
كنت أشاهدها (وفي غفلة منها)، وهي تقرب المرآة من فمها، وتخرج لسانها المبتور تضعه بين سبابتها وإبهامها، وتحاول إيصاله بلسانها، تركبه تركيباً، وأول ما تتخلى سبابتها، وإبهامها عنه يسقط داخل فمها، أو على الأرض، تحمله كطفل رضيع، وتسرع بغسله بالماء، وهي تجهش بالبكاء، مرات عديدة قفزت للثلاجة، وعادت بالقطعة المبتورة تتأملها، وتحاول وصلها بلسانها، وفي كل مرة تسقط القطعة المبتورة في فمها، أو على الأرض، حركة معادة لم تمل من القيام بها، وفي إحدى المرات لم تجد لسانها المبتور الذي تحتفظ به في مكانه، فأخذت تبكي بحرقة، وهي تقلب محتويات (الفريزر) بحثاً عنه، احتاجت أن تفرغ (الفريزر) من كل محتوياته علها تجد قطعتها المبتورة أسفل ما تخزنه هناك.
حاولت عبثاً أن ألحق بالقط الذي التهم تلك القطعة المبتورة، ادعت عمتي أنها تنظف الثلاجة، وامتدت يدها لترمي بلسان أمي المبتور لقمة سائغة لقط جائع دخل بيتنا في مراهنة على أكل ما يجده حتى ولو كان طوباً.
الركن الهادئ
كل الذين يكتمون عواطفهم باتقان، ينهمرون كالسيل إذا باحوا.
غادة السمان
صورة وتعليق
كل مجموعه منا لديها نفس الصنف : (ربي يشفيهم)
noona>>
المفضلات