ناجون من الكارثة : انفجارات خزانات الوقود هي السبب *مبارك يطالب بالتحقيق في الحادث * الاستغاثة الأخيرة : أنقذوا أرواحنا * كانت تحمل 22 سيارة و16 شاحنة و5 عربات بضائع
طائرات هيلوكبتر ترصد جثثا تطفو على سطح الماء ومقتل أكثر من ألف شخص في كارثة العبارة السلام 98
رجال أمن مصريون أمام محطة انتظار الركاب بميناء سفاجا أمس
القاهرة: أشرف الفقي
قال ناجون من كارثة عبارة السلام 98 ان انفجارات في خزانات الوقود هي السبب في غرقها وكان المصريون قد استيقظو أمس على كارثة جديدة غطت على حلمهم بالفوز بكأس الأمم الإفريقية المقامة على أرضهم حاليا، بعد تأكيد السلطات غرق العبارة المصرية ''السلام 98'' والتي تقل نحو 1318 من الركاب بخلاف طاقمها المكون من 96 بحاراً وضابط الجوازات المسؤول عن إنهاء جوازات سفر ركاب العبارة التي بدأت رحلتها من ميناء ''ضباء'' السعودي في طريقها إلى ميناء ''سفاجا'' المصري. ورصدت طائرات هليكوبتر مصرية جثثا تطفو على سطح مياه البحر الأحمر. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن بكر الرشيدي محافظ البحر الأحمر قوله إن العبارة التي بنيت عام 1970 كانت تحمل على متنها أيضا 22 سيارة و16 شاحنة وخمس عربات بضائع. واعترفت سلطات النقل المصري بغرق العبارة ظهر أمس بعد ساعات على غرقها الفعلي، وكانت آخر إشارة استغاثة أطلقتها العبارة المنكوبة في نحو الساعة الثانية والنصف من صباح أمس، حيث انقطعت بعدها الاتصالات تماما مع طاقمها علما بأن الإشارة الأخيرة تلقتها العبارة ''سانت كاترين'' التي سمعت بشكل واضح رسالة '' sos - أنقذوا أرواحنا - والتي تعد أعلى إشارات الاستغاثة، ومعناها ''أن العبارة تغرق''. ورجح أحد خبراء النقل البحري في تصريح لـ''الوطن'' أن يكون سبب انقطاع الاتصال تعطل مولدات الكهرباء بعد أن طالتها المياه، وتعطل الأجهزة الملاحية للسفينة المنكوبة. وقالت مصادر في وزارة النقل المصرية إن تأخر إعلان غرق العبارة ''السلام'' كان بسبب انتظار تقارير فرق الإنقاذ التي بدأت عملها فعليا بعد شروق شمس أمس وانتظار تعليمات وزير النقل وفحص ملف العبارة المنكوبة التي تملكها شركة السلام مالكة العبارة السلام 95 وهي العبارة التي غرقت قبالة السواحل المصرية في أكتوبر الماضي. وكشفت المصادر أنه تم إبلاغ الرئيس المصري حسني مبارك بالحادثة في نحو الساعة السابعة من صباح أمس وأن الرئيس المصري طلب تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب غرق العبارة، وإبلاغه أولاً بأول بنتائج التحقيق الذي ستجريه تلك اللجنة، وكلف وزير النقل بالتوجه فورا إلى موقع الحادثة للإشراف بنفسه على عمل تلك اللجنة التي ضمت في عضويتها عدداً من خبراء النقل البحري والمتخصصين في محال تحليل الحوادث. واستبعدت المصادر إمكانية تحديد سبب غرق العبارة بشكل سريع بسبب غرقها بالكامل في الماء، في منطقة شديدة العمق على بعد 90 كلم من ميناء سفاجا المصري، وهو الأمر الذي يصعب من مهمة انتشالها، ولفتت المصادر إلى أن السلطات المصرية امتنعت عن انتشال العبارة ''سالم اكسبريس'' التي غرقت عام 1991 و''السلام 95'' التي تعرضت لكارثة مماثلة في أكتوبر 2005 بسبب ارتفاع تكاليف تلك العملية، فضلا عن عدم وجود المعدات اللازمة لتنفيذ ذلك. ودخلت فرق الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة المصرية في ماراثون مع الزمن لإنقاذ ركاب العبارة ممن نزلوا في قوارب إلى مياه البحر الأحمر، أو قفزوا إلى المياه بعد أن تيقنوا أن العبارة تغرق، وشاركت في عمليات الإنقاذ أكثر من 15 مروحية وفرقاطة و4 سفن صغيرة توجهت إلى موقع الحادثة الذي تم تحديده من خلال المسح الجوي الذي قامت به الطائرات، وهي منطقة يصل نصف قطرها إلى نصف كيلومتر، حيث تم رصد قاربين للنجاة محطمين والعشرات من الجثث طافية على سطح الماء ترتدي سترات النجاة، وتركزت عمليات الإنقاذ في الساعات الأولى على إنقاذ الأحياء وانتشال الجثث، وتم نقل الأحياء والجثث إلى مستشفى سفاجا الذي تم تزويده بشكل عاجل بعشرات من الطواقم الطبية من المدن القريبة والعشرات من سيارات الإسعاف لتكون جاهزة لنقل الناجين والمصابين والجثث إلى المستشفى إضافة إلى طائرة طبية مجهزة لنقل الحالات الصعبة إلى مستشفيات العاصمة. واستبعد الخبير البحري المصري القبطان سليم العدوي مسؤولية الظروف الجوية عن غرق العبارة المصرية مرجحاً حدوث خطأ بشري أو عطب في الأجهزة الملاحية الخاصة بالسفينة. ويعتبر أكثر من ألف شخص في عداد القتلى والمفقودين بعد غرق العبارة المصرية السلام-98 ليل الخميس الجمعة في البحر الأحمر فيما تم إنقاذ ما يقرب من 300 شخص، وفق الأرقام التي أعلنها المسؤولون المصريون أمس الجمعة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مساء أمس عن وزير النقل المصري محمد منصور أنه تم إنقاذ 293 شخصا من بين ركاب العبارة المنكوبة التي كانت تقل أكثر من 1400 شخص فيما صرح محافظ البحر الأحمر بكر الرشيدي بأن عدد الناجين الذين تم إنقاذهم بلغ الآن 300 شخص. وقال مسؤول في شرطة سفاجا إنه تم انتشال 185 جثة حتى الآن. وتتواصل أعمال الإنقاذ قبالة سفاجا حيث كان يفترض أن تصل العبارة قادمة من مرفأ ضبا السعودي المواجه لها على البحر. ومن جهتها تحدثت شركة السلام للنقل البحري المالكة للعبارة عن إنقاذ 265 شخصا حتى الساعة 21.30 بالتوقيت المحلي (19.30 ت غ). وما زالت عمليات البحث والإنقاذ مستمرة قبالة ميناء سفاجا. وذكرت سلطات محلية مصرية أن الرياح العاتية والأمواج التي بلغ طولها ليلة أمس عشرة أمتار كانت هي السبب وراء الحادث ولكن تقريراً مصرياً أفاد بعد ذلك بأن العبارة أصيبت بعطل فني. وتوقعت محطات فضائية أن العبارة انقلبت لأنها كانت تقل عددا أكبر من الأشخاص لكن محمود الحربي مدير ميناء ضبا قال لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن العبارة لم تكن تقل أكثر من حمولتها.
التكمله هنا ::
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006...rst_page01.htm
المفضلات