الـعـسـاف
إن العساف لا يقتصر على مرحلة امتطاء المهر فقط بل يجب أن تبدأ في المراحل العمرية الأولى للفلو .
فبعد الولادة يعود الفلو على المسك والمسح علية وملاطفته ، ثم نقوم بعدها عند تقبل ماسبق ذكره بمسك المواقع الحسّاسة لدية مثل الأذن والجحفلة والصفاق ، ورفع الأرجل ، وتأخذ هذه الوقت إلى أن يعتاد عليها .
ثم نقوم بالمرحلة التي تليها وهي تقبّل أصوات الأجهزة مثل مكينة الحلاقة وصوت الماء وتقبله له . ثم توضع علية الرّشمة يربط بها حبل بطول رقبته فقط ، ويعوّد على أن يمسك به ، ثم يشدّ به للقيادة وذالك بأن يدفع من الخلف وآخر يسحب الحبل من الأمام حتى يعتاد على ذالك دون خوف منة ولا مقاومة ، ويعود على الصلب بأن يدخل الحبل في المصلب دون ربط ويمسك المدرّب بطرف الحبل الآخر ليكن هناك مرونة في الحبل من قبل المدرّب عند الحاجة ويقف عنده لفترة وجيزة ليطمئن للصلب ، ويعوّد على الصعود إلى العربة وهو مايزال خفيفا ليسهل دفعة عند الرفض، وكل ما ذكر سابقا يجب أن يتم في مرحلة عمر ( الست شهور ) الأولى وقبل الفطام .
وعند عزل الفلو بعد فطامه ، يفضّل أن يقاد في محيط الإسطبل ويقرّب إلى الأجسام التي تخيفه ليعتاد عليها وذالك يكون على فترات . وبعد عمر ( السنتين ونصف ) يقاد المهر خارج الإسطبل ليعتاد على المنطقة المحيطة به ويتعّود على الأجسام الغريبة والمخيفة له ، لمدة ( شهر ) ، ثم يعوّد على طريقة وضع اليدين على ظهره والضغط عليه مع القفزات المتتالية بجانبه حيث يصطدم صدر المدرب بجنب المهر ، حتى يتقبلها دون خوف ولو أخذ ذالك الوقت ، وهذه تتطلب شخصين واحد يمسك بالمهر وآخر يقوم بالحركات ، إلى أن يستقر ببطنه منحنيا على ظهر المهر دون ارباكه ، فينزل منه بسلاسة ويصعد مرة أخرى ويقاد قليلا على هذا الوضع ، ثم يعدّل وضعه بالركوب بسلاسة .
ثم نقرّب له السرّج ليشمه أولا ويلمس جسده ليتقبله ومن ثم إلى ظهره تدريجيّا ببطء حتى يتقبّل ذالك ومن ثم يربط قليلا دون شدّ ويقاد بحذر وهدوء حتى يتقبله ، ثم يشدّ زيادة ويقاد أيضا ، بعدها يوضع اللجام تدريجيا ليعتاد علية ويقاد بالرّشمة والحبل دون اللجام بل يوضع الصراع مشدودا قليلا إلى الخلف ليتعلّق بمؤخرة السرج ، وبعدها يدرّب على المحاور مسروجا وملجّما لتنتظم خطوته في الخبب أولا ثم في الترحيل مع الاطمئنان من السرّج واللجام أثناء العدو ، ويتزامن مع تمرين المحاور بأن يقاد بسرجه ولجامه ممسوكا بالصراع دون حبل ورشمه ويكون وضع المدرّب ليس أمامه بل بجانبه محاذيا لكتفه ويديه ممسكة بالصرع مشدودة للخلف في الوضع الطبيعي وهو مركوبا ويكون آخر بالخلف ليسوق المهر عند الطلب ، ويمرر عن طريق المرتفعات والمنخفضات والمدرب يتحكم باللجام من شدّ وإرخاء وإعطاء الأوامر بالسير والتوقف ، حتى يتقبّل ويطمئن للشكيمة دون فزع أو خوف منها وخاصة أثناء الخوف من الأشياء المفاجئة والمخيفة له ويمتثل وقتها لأوامر الفارس باطمئنان .
ثم بعد ذالك وبعد إنهاء التدريب يمسك المهر من قبل المدّرب ويركب آخر يكون خفيفا هادئا وذالك بهدوء وسلاسة ويمسك بلجامه والمدّرب يكون ممسكا بحبل الرشمه يسيّر بخطوات قليلة وقصيرة حتى يطمئن لذالك ، ثم يبدأ الراكب بإعطاء الأوامر من توقف وسير وانعطاف يمين ويسار وينفذها المدرب عن المهر وهو يقوده كمساعدة على فهمها وتكون هذه الأوامر حركية صوتية ليربط بينها المهر لتسهّل علية تلقى وتنفيذ الأوامر .
وبعدها يكرر الركوب والنزول ليطمئن المهر لذالك ، ثم يركب المدرب دون أن يمسك بالمهر أحد ويكمل تعليمة ويحرص أن يكون التدريب في الأماكن الآمنة والواسعة المفتوحة لايوجد بها حركة من بشر وسيّارات وخيل أخرى تجري ، وأيضا الحذر من الاقتراب من الأجسام التي تخيفه حتى يطمئن للمراحل الأولى من الركوب ، وبعدها يقرّب للأشياء المخيفة له تدريجيا ، ولايخرج المهر العسيف للتدريب أكثر من ( 2 ) كم ، وذالك لمدة ( شهر ) ويكون سيرا ( مسار ) فقط لاعدوا ، ثم يبدأ الشهر الثاني بأن تدبل له المسافة لتكون ( 4 ) كم ويدخل علية الخبب قليلا مع المسار حيث لا تتجاوز الـ ( 15 ) مترا تقريبا وتزود مسافة الخبب تدريجيا حسب تقبّله للخطوة بثبات ، وذالك يكون الى نهاية
( الشهر الثاني ) ، وعند دخول الشهر الثالث يدخل الترحيل الخفيف متدرجا مثل السابق في الخبب وذالك إلى ( نصف الشهر الثالث ) ، ومع النصف الأخير يبدأ في توسيع الخطوة لزيادة السرعة تدريجيا يوم بعد يوم ، وهذه الزيادات في السرعة لا تتجاوز مسافتها الـ ( 200 ) مترا فقط ، ولا يعدّى المرحلة التي تليها إلا وقد أتقن التي هو فيها وذالك بثبات الخطوة وثقة المهر بنفسه وبفارسه ، ولا تتجاوز آخر هذه السرعات ما قبل السرعة القصوى ( الفتح ) ، وقبل الثلاث الأيام الأخيرة يقاد المهر قليلا في اليوم الأول منها ويرتاح اليوم الثاني ويفتح له مسافة لاتتجاوز الـ ( 400 )
مترا ، ثم بعدها يريّح المهر مدة ( الشهرين ) ، ليكون بعدها جاهزا للإعداد لتدريبات المنافسات .
المفضلات