القسم الخامس ــ تواضعه و خلقه وحياءه صلى الله عليه و سلم ــ باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه و سلم
" حدثنا أحمد بن منبع و سعيد بن عبد الرحمن المخزومي و غير واحد قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " .
" حدثنا علي بن حجر أنبأنا سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى النبي فقالت له : إن لي إليك حاجة فقال : اجلسي في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك " .
" حدثنا علي بن حجر أنبأنا علي بن مهران عن مسلم الأعور عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعود المرضى و يشهد الجنائز و يركب الحمار و يجيب دعوة العبد و كان يوم بني قريظة يركب على حمار مخطوم بحبل من ليف و عليه أكاف من ليف " .
" حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة فيجيب و لقد كان له درع عند يهودي فما وجد ما يفكها حتى مات " .
" حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن الربيع بن صبيع عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : حج رسول الله صلى الله عليه و سلم على رحل رث و علبة قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال : اللهم اجعله حجاً لا رياء فيه و لا سمعة " .
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنبأنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و كانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك .
حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا جميع بن عمر بن عبد الله الرحمن العجلي أنبأنا رجل من بني تميم و لد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي قال : سألت خالي هند أبي هالة و كان وصافاً عن حلية رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أشتهي أن يوصف لي منها شيئاً فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر . فذكر الحديث بطوله .
قال الحسن فكتمها الحسين زماناً ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه و وجدته قد سأل أباه عن مدخله و مخرجه و شكله فلم يدع منه شيئاً .
قال الحسين فسألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : كان إذا أوى منزله جزأ دخوله ثلاث أجزاء : جزأ لله و جزأ لأهله و جزأ لنفسه ثم جزأه بينه وبين الناس فيرد بالخاصة على العامة و لا يدخر عنهم شيئاً و كان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه و قسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة و منهم ذو الحاجتين و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم و يشغلهم فيما يصلحهم و الأمة من مسألتهم عنه و إخبارهم بالذي ينبغي لهم و يقول لهم و يقول : ليبلغ الشاهد منكم الغائب و أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك و لايقبل من أحد غيره يدخلون رواداً و لا يفترقون إلا عن ذواق و يخرجون ذواق و يخرجون أدلة يعني على الخير . قال : فسألته عن مخرجه كيف كان يضع فيه ؟ قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه و يؤلفهم و لا ينفرهم و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره و خلقه و يتفقد أصحابه و يسأل الناس عما في الناس و يحسن الحسن و يقويه و يقبح القبيح و يوهبه معتدل الأمر غير مختلف لا بغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنه عتاد لا يقصر عن الحق و لا يجاوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة و مؤازرة قال : فسألته عن مجلسة فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقوم و لا يجلس إلا على ذكر و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه من جالسه أو فاوضه في حاجة صابرة حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس بسطه و خلقه فصار لهم أباً و صاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس و حياء و أما نة و صبر لا ترفع فيه الأصوات و لا تؤبن فيه الحرم و لا تنفى فلتاته متعادكين بك كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين يوقررون فيه الكبير و يرحمون فيه الصغير و يؤثرون ذا االحاجة و يحفظون الغريب .
" حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا بشر بن الفضل حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو أهدي إلى كراع لقبلت و لو دعيت عليه لأجبت " .
" حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال جاءني رسول الله صلى الله عليه و سلم براكب بغل و لا بررذون " .
" حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبو نعيم أنبأنا يحيى بن أبي الهيثم العطار قال : سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام قال : سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوسف و أقعدني في حجره و مسح على رأسي " .
" حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا الربيع و هو ابن صبيح حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حج علىرحل رث و قطيفة كنا نرى ثمنها أربعة دراهم فلما استوت به راحلته قال : لبيك بحجة لا سمعة فيها و لا رياء " .
" حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ثابت البناني و عاصم الأحول عن أنس بن مالك أن رجلاً خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرب منه ثريداً عليه دباء قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأخذ الدباء و كان يحب الدباء فقال ثابت : فسمعت أنساً يقول : فما صنع لي طعام أقدر أن يضع فيه دباء إلا صنع " .
" حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة قالت : قيل لعائشة : ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيته ؟ قالت : كان بشر " .
المفضلات