ضع إعلانك هنا



صفحة 5 من 24 الأولىالأولى ... 3456715 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 30 من 142

الموضوع: دعوة لنتذاكر

  1. #25
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    باب الأذكار بعد الصلاة

    أجمع العلماء على استحباب الذكر بعد الصلاة ، و جاءت فيه أحاديث كثيرة صحيحة في أنواع منه متعددة فنذكر أطرافاً من أهمها :

    في كتاب الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الدعاء أسمع ؟ قال : جوف الليل الآخر ، و دبر الصلوات المكتوبات قال الترمذي : حديث حسن .

    في صحيحي البخاري و مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت أعرف انقضاء صلاة سول الله صلى الله عليه و سلم بالتكبير و في رواية مسلم : كنا .
    و في رواية في صحيحيها عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته .
    و روينا في صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً ، و قال : اللهم أنت السلام و منك السلام ، و تباركت يا ذا الجلال و الإكرام .
    قيل للأوزاعي و هو أحد رواة هذا الحديث : كيف الاستغفار ؟ قال : تقول : أستغفر الله ، أستغفر الله .

    في صحيحي البخاري و مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا فرغ من الصلاة و سلم قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، و لا معطي لما منعت ، و لا ينفع ذا الجد منك الجد .

    في صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله و لا نعبد إلا إياه ، له النعمة و له الفضل ، و له الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون .
    قال ابن الزبير : و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يهلل بهن دبر كل صلاة .

    في صحيحي البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا و النعيم المقيم ، يصلون كما نصلي ، و يصومون كما نصوم ، و لهم فضل من أموال يحجون بها و يعتمرون و يجاهدون و يتصدقون ، فقال : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم و تسبقون به من بعدكم ، و لا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تسبحون و تحمدون و تكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين . قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة لما سئل عن كيفية ذكره ؟ قال : يقول : سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث و ثلاثون .
    و الدثور جمع دثر بفتح الدال و إسكان الثاء المثلثة : و هو المال الكثير .

    في صحيح مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاثاً و ثلاثين تسبيحة ، و ثلاثاً و ثلاثين تحميدة ، و أربعاً و ثلاثين تكبيرة .

    في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً و ثلاثين ، و حمد الله ثلاثاً و ثلاثين ، و كبر الله ثلاثاً و ثلاثين ، و قال تمام المئة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، و هو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر .

    في صحيح البخاري في أوائل كتاب الجهاد ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء الكلمات : اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، و أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، و أعوذ بك من فتنة الدنيا ، و أعوذ بك من عذاب القبر .

    في سنن أبي داود و الترمذي و النسائي ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ، و من يعمل بهما قليل : يسبح الله تعالى في دبر كل صلاة عشراً و يحمد عشراً و يكبر عشراً ، فذلك خمسون و مئة باللسان ، و ألف و خمس مئة في الميزان . و يكبر أربعاً و ثلاثين إذا أخذ مضجعه و يحمد ثلاثاً و ثلاثين ، و يسبح ثلاثاً و ثلاثين ، فذلك مئة باللسان ، و ألف بالميزان ، قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يعقدها بيده ، قالوا : يا رسول الله ، كيف هما يسير ، و من يعمل بهما قليل ؟ قال : يأتي أحدكم ـ يعني الشيطان ـ في منامه فينومه قبل أن يقوله ، و يأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها إسناد صحيح ، إلا أن فيه عطاء بن السائب ، و فيه اختلاف بسبب اختلاطه . و قد أشار أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا .

    في سنن أبي داود و الترمذي و النسائي و غيرهم ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة .
    و في رواية أبي داود : بالمعوذات .
    فينبغي أن يقرأ قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس .

    بإسناد صحيح في سنن أبي داود و النسائي عن معاذ رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيده و قال : يا معاذ ، و الله إني لأحبك ثم قال : أوصيك يا معاذ ، لا تدعن في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك .

    في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم و الحزن .

    عن أبي أمامة رضي الله عنه : ما دنوت من رسول الله صلى الله عليه و سلم في دبر كل صلاة مكتوبة و لا تطوع إلا سمعته يقول : اللهم اغفر لي ذنوبي ، و خطاياي كلها ، اللهم أنعشني و أجبرني و اهديني لصالح الأعمال و الأخلاق ، إنه لا يهدي لصالحها و لا يصرف سيئها إلا أنت .

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا فرغ من صلاته ، لا أدري قبل أن يسلم أو بعد أن يسلم يقول : سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، و سلام على المرسلين ، و الحمد لله رب العالمين .

    عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا انصرف من الصلاة : اللهم اجعل خير عمري آخره ، و خير عملي خواتمه ، و اجعل خير أيامي يوم ألقاك .

    عن أبي بكر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في دبر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من الكفر و الفقر و عذاب القبر .

    بإسناد ضعيف عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله تعالى و الثناء عليه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم يدعو بما شاء ، و الله أعلم .

  2. #26
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    دعاء الإستخارة

    في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فاليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني استخرتك بعلمك ، و استقدرك بقدرتك ، و أسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر و لا أقدر ، و تعلم و لا أعلم ، و أنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري و أجله ، فاقدره لي و يسره لي ، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري و آجله ، فاصرفه عني و اصرفني عنه و اقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ، قال : و يسمي حاجته .
    قال العلماء : تستحب الاستخارة بالصلاة و الدعاء المذكور ، و تكون الصلاة ركعتين من النافلة ، و الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب ، و بتحية المسجد و غيرها من النوافل .

    و يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة : قل يا أيها الكافرون ، و في الثانية : قل هو الله أحد ، و لو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء .
    و يستحب افتتاح الدعاء المذكور و ختمه بالحمد لله و الصلاة و التسليم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم إن الاستخارة مستحبة في جميع الأمور كما صرح به هذا الحديث الصحيح ، و إذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره ، و الله أعلم .

    في كتاب الترمذي بإسناد ضعيف ضعفه الترمذي و غيره ، عن أبي بكر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد الأمر قال : اللهم خر لي و اختر لي .

    في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أنس ، إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبع مرات ، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك ، فإن الخير فيه إسناد غريب ، فيه من لا أعرفهم ، و الله أعلم .

  3. #27
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    الاستخارة و الاستشارة

    اعلم أنه يستحب لمن خطر بباله السفر أن يشاور فيه من يعلم من حاله النصيحة و الشفقة و الخبرة و يثق بدينه و معرفته ، قال الله تعالى : و شاورهم في الأمر . و دلائله كثيرة .
    و إذا شاور و ظهر أنه مصلحة استخار الله سبحانه و تعالى في ذلك ، فصلى ركعتين من غير الفريضة و دعا بدعاء الاستخارة الذي قدمناه في بابه . و دليل الإستخارة الحديث المتقدم عن صحيح البخاري ، و قد قدمناه هناك آداب هذا الدعاء و صفة هذه الصلاة ، و الله أعلم .

    في الإستخارة

    قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ـ وتسميه باسمه ـ خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، وعاجله وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، وعاجله وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به . خرجه البخاري بنحوه
    وذكر عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك ، فإن الخير فيه وما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وتثبت في أمره .فقد قال الله تعالى : وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله آل عمران : 159 قال قتادة : ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلاهدوا لأرشد أمرهم .


    الإستخارة من حسن المشاورة

    إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها ، فليس لك إلا الدعاء و اللجأ إلى الله بعد أن تقدم التوبة من الذنوب .
    فإن الزلل يوجب العقوبة فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب .
    فإذا تبت و دعوت و لم تر للإجابة أثراً فتفقد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحت فصححها ثم أدع و لا تمل من الدعاء .
    فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، و ربما لم تكن المصلحة في الإجابة فأنت تثاب و تجاب إلى منافعك . و من منافعك ألا تعطى ما طلبت بل تعوض غيره .
    فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه و لا ترى إجابة ؟ فقل : أنا أتعبد بالدعاء ، و أنا موقن أن الجواب حاصل .
    فقل : أنا أتعبد بالدعاء ، و أنا موقن أن الجواب حاصل .
    غير أن ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب ، و لو لم يحصل حصل التعبد و الذل .
    فإياك أن تسأل شيئاً إلا و تقرنه بسؤال الخير .
    فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سبباً للهلاك .
    و إذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا لجليسك ليبين لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك و ترى أن ما و قع لك لا يصلح فكيف لا تسأل الخير ربك و هو أعلم بالمصالح ؟ و الإستخارة من حسن المشاورة .


    صلاة الاستخارة

    عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري، وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، قال ويسمي حاجته . رواه الجماعة إلا مسلماً .
    الحديث مع كونه في صحيح البخاري ومع تصحيح الترمذي وأبي حاتم له قد ضعفه أحمد بن حنبل وقال إن حديث عبد الرحمن بن أبي الموالي يعني الذي أخرجه هؤلاء الجماعة من طريقه منكر في الاستخارة وقال ابن عدي في الكامل في ترجمة عبد الرحمن المذكور أنه أنكر عليه حديث الاستخارة قال وقد رواه غير واحد من الصحابة اه. وقد وثق عبد الرحمن بن أبي الموالي جمهور أهل العلم كما قال العراقي وقال أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم لا بأس به.

  4. #28
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    حكم صلاة الاستخارة

    عن ابن مسعود عند الطبراني قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستخارة قال إذا أراد أحدكم أمراً فليقل فذكر نحو حديث الباب وفي إسناده صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة التيمي وهو متروك كما ذكر في التقريب، وعن أبي أيوب عند الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه. وفيه ثم قل اللهم إنك تقدر ولا أقدر وذكر الحديث. وعن أبي بكر الصديق عند الترمذي في الدعوات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمراً قال اللهم خر لي واختر لي وفي إسناده. ضعف. وعن أبي سعيد عند أبي يعلى الموصلي بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أحدكم أمراً فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك الحديث وزاد في آخره لا حول ولا قوة إلا بالله . قال العراقي وإسناده جيد. وعن سعد بن أبي وقاص عند أحمد وأبي يعلى والبزار في مسانيدهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم استخارته الله عز وجل . قال البزار لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن سعد ولا رواه عنه إلا ابنه محمد قال العراقي قد رواه البزار أيضاً من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه نحوه وكلاهما لا يصح إسناده وأصل الحديث عند الترمذي في الرضا والسخط. وعن ابن عباس وابن عمر عند الطبراني في الكبير قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن اللهم إني أستخيرك الحديث إلى قوله علام الغيوب ، وفي إسناده عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة وهو متهم بالكذب. وعن ابن عمر حديث آخر عند الطبراني في الأوسط بنحو حديثه الأول.
    (قوله في الأمور كلها ) دليل على العموم وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله .
    (قوله كما يعلمنا السورة من القرآن ) فيه دليل على الاهتمام بأمر الاستخارة وأنه متأكد مرغب فيه. قال العراقي ولم أجد من قال بوجوب الاستخارة مستدلاً بتشبيه ذلك بتعليم السورة من القرآن كما استدل بعضهم على وجوب التشهد في الصلاة بقول ابن مسعود كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فإن قال قائل إنما دل على وجوب التشهد الأمر في قوله فليقل التحيات لله الحديث (قلنا) وهذا أيضاً فيه الأمر بقوله فليركع ركعتين ثم ليقل. فإن قال الأمر في هذا تعلق بالشرط وهو قوله إذا هم أحدكم بالأمر. قلنا إنما يؤمر به عند إرادة ذلك لا مطلقاً كما قال في التشهد إذا صلى أحدكم فليقل التحيات. قال ومما يدل على عدم وجوب الاستخارة الأحاديث الصحيحة الدالة على انحصار فرض الصلاة في الخمس من قوله هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع وغير ذلك اه. وفيه ما قدمنا لك في باب تحية المسجد.
    (قوله فليركع ركعتين ) فيه أن السنة في الاستخارة كونها ركعتين فلا تجزئ الركعة الواحدة وهل يجزئ في ذلك أن يصلي أربعاً أو أكثر بتسليمة يحتمل أن يقال يجزئ ذلك لقوله في حديث أبي أيوب ثم صل ما كتب الله لك فهو دال على أنها لا تضر الزيادة على الركعتين ومفهوم العدد في قوله فليركع ركعتين ليس بحجة على قول الجمهور.
    (قوله من غير الفريضة ) فيه أنه لا يحصل التسنن بوقوع الدعاء بعد صلاة الفريضة والسنن الراتبة وتحية المسجد وغير ذلك من النوافل. وقال النووي في الأذكار إنه يحصل التسنن بذلك وتعقب بأنه صلى إنما أمره بذلك بعد حصول الهم لاأمر فإذا صلى راتبة أو فريضة ثم هم بأمر بعد صلاة أو في أثناء الصلاة لم يحصل بذلك الإتيان بالصلاة المسنونة عند الاستخارة. قال العراقي إن كان همه بالأمر قبل الشروع في الراتبة ونحوها ثم صلى من غير نية الاستخارة وبدا له بعد الصلاة الاتيان بدعاء الاستخارة فالظاهر حصول ذلك.
    (قوله ثم ليقل ) فيه أنه لا يضر تأخر دعاء الاستخارة عن الصلاة ما لم يطل الفصل وإنه لا يضر الفصل بكلام آخر يسير خصوصاً إن كان من آداب الدعاء لأنه أتى بثم المقتضية للتراخي.
    (قوله أستخيرك) أي أطلب منك الخير أو الخيرة. قال صاحب المحكم استخار الله طلب منه الخير. وقال صاحب النهاية خار الله لك أي أعطاء الله ما هو خير لك قال والخيرة بسكون الياء الاسم منه قال قاما بالفتح فهي الاسم من قوله اختاره الله.
    (قوله بعلمك ) الباء للتعليل أي بأنك أعلم وكذا قوله بقدرتك.
    (قوله ومعاشي ) المعاش والعيشة واحد يستعملان مصدراً واسماً قال صاحب المحكم العيش الحياة قال والمعيش والمعاش والمعيشة ما يؤنس به اه.
    (قوله أو قال عاجل أمري ) هو شك من الراوي.
    (قوله فاصرفه عني واصرفني عنه ) هو طلب الأكمل من وجوه انصراف ما ليس فيه خيرة عنه ولم يكتف بسؤال صرف أحد الأمرين لأنه قد يصرف الله المستخبر عن ذلك الأمر بأن يقطع طلبه له ذلك الأمر الذي ليس فيه خيرة بطلبه، فربما أدركه وقد يصرف الله عن المستخير ذلك الأمر ولا يصرف قلب العبد عنه بل يبقى متشوقاً إلى حصوله، فلا يطلب له خاطراً إلا بحصوله فلا يطمئن خاطره فإذا صرف كل منهما عن الآخر كان ذلك أكمل ولذلك قال واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به لأنه إذا قدر له الخير ولم يرض به كان منكد العيش آثماً بعدم رضاه بما قدره الله له مع كونه خيراً له.
    (قوله ويسمي حاجته ) أي أثناء الدعاء عند ذكرها بالكناية عنها في قوله إن كان هذا الأمر.
    (الحديث) يدل على مشروعية صلاة الاستخارة والدعاء عقبيها ولا أعلم في ذلك خلافاً وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء قال العراقي الظاهر الاستحباب وقد ورد في حديث تكرار الاستخارة سبعاً رواه ابن السني من حديث أنس مرفوعاً بلفظ إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه . قال النووي في الأذكار إسناده غريب فيه من لا أعرفهم. قال العراقي كلهم معروفون ولكن بعضهم معروف بالضعف الشديد وهو إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك وقد ذكره في الضعفاء العقيلي وابن حبان وابن عدي والأزدي . قال العقيلي يحدث عن الثقات بالبواطل وكذا قال ابن عدي . وقال ابن حبان شيخ كان يدور بالشام يحدث عن الثقات بالموضوعات لا يجوز ذكره إلا على سبيل القدح فيه، وقد رواه الحسن بن سعيد الموصلي فقال حدثنا إبراهيم بن حبان بن النجار حدثنا أبي عن أبيه النجار عن أنس فكأنه دلسه وسماه النجار لكونه من بني النجار. قال العراقي فالحديث على هذا ساقط لا حجة فيه. نعم قد يستدل للتكرار بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثاً الحديث الصحيح وهذا وإن كان المراد به تكرار الدعاء في الوقت الواحد فالدعاء الذي تسن الصلاة له تكرر الصلاة له كالاستسقاء. قال النووي ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً وإلا فلا يكون مستخير الله بل يكون مستخيراً لهواه وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.

  5. #29
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    الدعاء عند الإستخارة

    حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة في الأمور كلها ، كالسورة في القرآن إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ، من غير الفريضة ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضني به ويسمى حاجته .

    قوله : ( باب الدعاء عند الإستخارة ) هي استفعال من الخير أو من الخيرة بكسر أوله وفتح ثانيه بوزن العنية ، اسم من قولك خار الله له ، واستخار الله طلب منه الخيرة ، وخار الله له أعطاه ما هو خير له ، والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .

    قوله : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال بفتح الميم وتخفيف الواو جمع مولى ، واسمه زيد ، ويقال زيد جد عبد الرحمن وأبوه لا يعرف اسمه ، وعبد الرحمن من ثقات المدنيين ، وكان ينسب إلى ولاء آل علي بن أبي طالب ، وخرج مع محمد بن عبدالله بن الحسن في زمن المنصور ، فلما قتل محمد حبس عبدالرحمن المذكور بعد أن ضرب . وقد وثقه ابن المعين و أبو داود و الترمذي و النسائي وغيرهم ، وذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء ، وأسند أحمد بن حنبل أنه قال : كان محبوسا في المطبق حين هزم هؤلاء يعني بني حسن ، قال : وروى عن محمد بن المنكدر حديث الإستخارة وليس أحد يرويه غيره ، وهو منكر ، وأهل المدينة إذا كان حديث غلطا يقولون : ابن المنكدر عن جابر ، كما أن أهل البصرة

    يقولون : ثابت عن أنس يحملون عليهما ، وقد استشكل شيخنا في شرح الترمذي هذا الكلام وقال : ما عرفت المراد به ، فإن ابن المنكدر وثابتا ثقتان متفق عليهما . قلت : يظهر لي أن مرادهم التهكم والنكتة في اختصاص الترجمة للشهرة والكثرة . ثم ساق ابن عدي لعبد الرحمن أحاديث وقال : هو مستقيم الحديث والذي أنكر عليه حديث الاستخارة ، وقد رواه غير واحد من الصحابة كما رواه ابن أبي الموال . قلت : يريد أن للحديث شواهد ، وهو كما قال مع مشاححة في إطلاقه .

    قال الترمذي بعد أن أخرجه : حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي الموال ، وهو مدني ثقة روى عنه غير واحد ، وفي الباب عن ابن مسعود و أبي أيوب . قلت : وجاء أيضا عن أبي سعيد و أبي هريرة و ابن عباس و ابن عمر ، فحديث ابن مسعود أخرجه الطبراني وصححه الحاكم ، وحديث أبي أيوب أخرجه الطبراني وصححه ابن حبان و الحاكم ، وحديث أبي سعيد و أبي هريرة أخرجهما ابن حبان في صحيحه ، وحديث ابن عمر و ابن عباس حديث واحد أخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن أبي عيلة عن عطاء عنهما ، وليس في شيء منها ذكر الصلاة سوى حديث جابر ، إلا أن لفظ أبي أيوب أكتم الخطبة وتوضأ فأحسن الوضوء ثم صل ما كتب الله لك الحديث ، فالتقييد بركعتين خاص بحديث جابر ،وجاء ذكر الاستخارة في حديث سعد رفعه من سعادة ابن آدم استخارته الله أخرجه أحمد وسنده حسن ، وأصله عند الترمذي لكن بذكر الرضا والسخط لا بلفظ الاستخارة ، ومن حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لي واختر لي وأخرجه الترمذي وسنده ضعيف ، وفي حديث أنس رفعه ما خاب من استخار والحديث أخرجه الطبراني في الصغير بسند واه جدا .

    قوله : عن محمد بن المنكدر عن جابر وقع في التوحيد من طريق معن بن عيسى عن عبد الرحمن سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبدالله بن الحسهن - أي ابن الحسن بن علي بن أبي طالب - يقول أخبرني جابر السلمي وهو بفتح السين المهملة واللام نسبة إلى بني سلمة بكسر اللام بطن من الأنصار ، وعند الإسماعيلي من طريق بشر بن عمير حدثني عبد الرحمن سمعت ابن المنكدر حدثني جابر .

    قوله : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في رواية معن يعلم أصحابه وكذا في طريق بشر بن عمير .

    قوله : في الأمور كلها قال ابن أبي جمرة : هو عام أريد به الخصوص ، فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما ، فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت : وتدخل الاستخارة فيما عدا ذلك في الواجب والمستحب المخير ، وفيما كان زمنه موسعا ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير ، فرقب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .

    قوله : كالسورة من القرآن في رواية قتيبة عن عبد الرحمن الماضية في صلاة الليل كما يعلمنا السورة من القرآن قبل وجه التشبيه عموم الحاجة في الأمور كلها إلى الاستخارة كعموم الحاجة إلى القراءة في الصلاة ويحتمل أن يكون المراد ما وقع في حديث ابن مسعود في التشهد علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه أخرجه المصنف في الاستئذان ، وفي رواية الأسود بن يزيد عن ابن مسعود أخذت التشهد من في رسول الله كلمة كلمة أخرجها الطحاوي ، وفي حديث سلمان نحوه وقال حرفا حرفا أخرجه الطبراني . وقال ابن أبي جمرة : التشبيه في تحفظ حروفه وترتب كلماته ومنع الزيادة والنقص منه و الدرس له والمحافظة عليه ، ويحتمل أن يكون من جهة الاهتمام به والتحقيق لبركته والاحترام له ، ويحتمل أن يكون من جهة كون كل منهما علم بالوحي . قال الطيبي : فيه إشارة إلى الاعتناء التام البالغ بهذا الدعاء وهذه الصلاة لجعلهما تلوين للفريضة والقرآن .

    قوله : إذا هم فيه حذف تقديره يعلمنا قائلا إذا هم ، وقد ثبت ذلك في رواية قتيبة يقول إذا هم وزاد في رواية أبي داود عن قتيبة لنا قال ابن أبي جمرة ترتيب الوارد على القلب على مراتب الهمة ثم اللمة ثم الخطرة ثم النية ثم الإرادة ثم العزيمة ، فالثلاثة الأولى لا يؤاخذ بها بخلاف الثلاثة الأخرى ، فقوله إذا هم يشير إلى أول ما يرد على القلب يستخير فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير ، بخلاف ما إذا تمكن الأمر عنده وقويت فيه عزيمته وإرادته فإنه يصير إليه له ميل وحب فيخشى أن يخفى عنه وجه الأرشدية لغلبة ميله إليه . قلا : ويحتمل أن يكون المراد بالهم العزيمة لأن الخاطر لا يثبت فلا يستمر إلا على ما يقصد التصميم على فعله وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به فتضيع عليه أوقاته . ووقع في حديث ابن مسعود إذا أراد أحدكم أمرا فليقل .

    قوله : فليركع ركعتين يقيد مطلق حديث أبي أيوب حيث قال صل ما كتب الله لك ويمكن الجمع بأن المراد أنه لا يقتصر على ركعة واحدة للتنصيص على الركعتين ويكون ذكرهما على سبيل التنبيه بالأدنى على الأعلى ، فلو صلى أكثر من ركعتين أجزأ ، والظاهر أنه يشترط إذا أراد أن يسلم من كل ركعتين ليحصل مسمى ركعتين ، ولا يجزيء لو صل أربعا مثلا بتسليمة ، وكلام النووي يشعر بالإجزاء .

    قوله : من غير الفريضة فيه اجتراز عن صلاة الصبح مثلا، ويحتمل أن يريد بالفريضة عينها وما يتعلق بها ، فيحترز عن الراتبة كركعتي الفجر مثلا . وقال النووي في الأذكار : لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة سواء اقتصر على ركعتين أو أكثر أجزأ . كذا أطلق وفيه نظر ، ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ ، بخلاف ما إذا لم ينو ، ويفارق صلاة تحية المسجد لأن المراد بها شغل القعة بالدعاء والمراد بصلاة الاستخارة أن يقع الدعاء عقبها أو فيها ، ويبعد الاجزاء لمن عرض له الطلب بعد فراغ الصلاة لأن ظاهر الخبر أن تقع الصلاة والدعاء بعد وجود إرادة الأمر . وأفاد النووي أنه يقرأ في الركعتين الكافرون و الإخلاص ، قال : شيخنا في شرح الترمذي : لم أقف على دليل ذلك ، ولعله ألحقها بركعتي الفجر و الركعتين بعد المغرب ،

    قال : ولهما مناسبة بالحال لما فيهما من الإخلاص والتوحيد والمستخير محتاج لذلك . قال شيخنا : ومن المناسب أن يقرأ فيهما مثل قوله وربك يخلق ما يشاء ويختار وقوله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة قلت : والأكمل أن يقرأ في كل منهما السورة والآية الأوليين في الأولى والأخريين في الثانية ، ويؤخذ من

    قوله من غير الفريضة أ، الأمر بصلاة ركعتي الاستخارة ليس على الوجوب قال شيخنا في شرح الترمذي : ولم أر من قال بوجوب الاستخارة لورود الأمر بها ولتشبهها بتعليم السورة من القرآن كما استدل بمثل ذلك في وجوب التشهد في الصلاة لورود الأمر به في قوله فليقل ولتشبيهه بتعليم السورة من القرآن ، فإن قيل الأمر تعلق بالشرط وهو قوله إذا هم أحدكم بالأمر قلنا : وكذلك في التشهد إنما يؤمر به من صلى ، ويمكن الفرق وإن اشتركا فيما ذكر أن التشهد جزء من الصلاة فيؤخذ الوجوب من قوله صلوا كما رأيتموني أصلي ودل على عدم وجوب الاستخارة ما دل على عدم وجوب صلاة زائدة على الخمس في حديث هل علي غيرها ؟ قال : لا ، إلا أن تطوع انتهى ، وهذا وإن صلح للاستدلال به على عدم وجوب ركعتي الاستخارة لكن لا يمنع من الاستدلال به على وجوب دعاء الاستخارة ، فكأنهم فهموا أن الأمر فيه للإشارة فعدلوا به عن سنن الوجوب ، ولما كان مشتملا على ذكر الله والتفويض إليه كان مندوبا والله أعلم . ثم نقول : هو ظاهر في تأخير الدعاء عن الصلاة ، فلو دعا به في أثناء الصلاة احتمل الإجزاء ، ويحتمل الترتيب على تقديم الشروع في الصلاة قبل الدعاء ، فإن موطن الدعاء في الصلاة السجود أو التشهد ، وقال ابن أبي جمرة : الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا الآخرة فيحتاج إلى قرع باب الملك ، ولا شيء لذلك أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .

    قوله : اللهم إني أستخيرك بعلمك الباء للتعليل أي لأنك أعلمن ، وكذا هي في قوله بقدرتك ويحتمل أن تكون للاستعانة كقوله بسم الله مجريها ويحتمل أن تكون للاستعطاف كقوله قال رب بما أنعمت علي الآية . وقوله وأستقدرك أي أطلب منك أن تجعل لي على ذلك قدرة ، ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدره لي ، والمراد بالتقدير التيسير .
    قوله : واسألك من فضلك إشارة إلى أن عطاء الرب فضل منه ، وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

    قوله : فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده وليس للعبد من ذلك إلا ما قدر الله له ، وكأنه قال : أنت يا رب تقدر قبل أن تخلق في القدرة وعندما تخلقها في وبعدما تخلقها .

    قوله : اللهم إن كنت تعلم إن هذا الأمر في رواية معن وغيره فإن كنت تعلم هذا الأمر زاد أبو داود في رواية عبد الرحمن بن مقاتل عن عبد الرحمن بن أبي الموال الذي يريد وزاد في رواية معن ثم يسميه بعينه وقد ذكر ذلك في آخر الحديث في الباب ، وظاهر سياقه أن ينطق به ، ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء ، وعلى الأول تكون التسمية بعد الدعاء ، وعلى الثاني تكون الجملة حالية والتقدير فليدع مسميا حاجته . وقوله إن كنت استشكل القرماني الإتيان بصيغة الشك هنا ولا يجوز الشك في كون الله عالما ، وأجاب بأن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر لا في أصل العلم .

    قوله : ومعاشي زاد أبو داود ومعادي وهو يؤيد أن المراد بالمعاش الحياة ، ويحتمل أن يرييد بالمعاش ما يعاش فيه ولذلك وقع في حديث ابن مسعود في بعض طرقه عند الطبراني في الأوسط في ديني ودنياي وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني في دنياي وآخرتي زاد ابن حبان في روايته وديني وفي حديث أبي سعيد في ديني ومعيشتي .

    قوله : وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله هو شك من الراوي ولم تختلف الطرق في ذلك ، واقتصر في حديث أبي سعيد على عاقبة أمري وكذا في حديث ابن مسعود ، وهو يؤيد أحد الاحتمالين في أن العاجل والآجل مذكوران بدل الألفاظ الثلاثة أو بدل الأخيرين فقط ، وعلى هذا فقول الكرماني : لا يكون الداعي جازما بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إن دعا ثلاث مرات يقول مرة في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، ومرة في عاجل أمري وآجله ، ومرة في ديني وعاجل أمري وآجله . وقلت : ولم يقع ذلك أي شك في حديث أبي أيوب ولا أبي هريرة أصلا .

    قوله : فاقدره لي قال ابو الحسن القابسي : أهل بلدنا يكسرون الدال ، وأهل الشرق يضمونها . وقال الكرماني : معنى

    قوله اجعله مقدورا لي أو قدره ، وقيل معناه يسره لي . زاد معن ويسره لي وبارك لي فيه .

    قوله : فأصرفه عني واصرفني عنه أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ، وفيه دليل لأهل السنة أن الشر من تقدير الله على العبد لو كان يقدر على اختراعه لقدر على صرفه ولم يحتج إلى طلب صرفه عنه .

    قوله : واقدر لي الخير حيث كان في حديث ابن سعيد بعد قوله واقدر لي الخير أينما كان لا حول ولا قوة إلا بالله ) .

    قوله : ثم رضني بالتشديد ، وفي رواية قتيبة ثم رضني به أي اجعلني به راضيا ، وفي بعض طرق حديث ابن مسعود عند الطبراني في الأوسط ورضني بقضائك وفي حديث أبي أيوب ورضني بقدرك والسر فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء . وفي الحديث شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وتعليمهم جميع ما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، ووقع في بعض طرقه عند الطبراني في حديث ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء إذا أراد أن يصنع أمرا . وفيه أن العبد لا يكون قادرا إلا مع الفعل لا قبله ، والله هو خالق العلم بالشيء للعبد وهمه به واقتداره عليه ، فإنه يجب على العبد رد الأمور كلها إلى الله والتبري من الحول و القوة إليه ، وأن يسأل ربه في أموره كلها ، واستدل به على أن الأمر بالشيء ليس نهيا عن ضده لأنه لو كان كذلك لاكتفى بقوله إن كنت تعلم أنه خير لي عن قوله وأنت كنت تعلم أنه شر لي إلخ لأنه إذا لم يكن خيرا فهو شر ، وفيه نظر لاحتمال وجود الواسطة . واختلف فيماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة ، فقال ابن عبد السلام : يفعل ما اتفق ، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره ، ثم يعزم ، وأول الحديث إذا أراد أحدكم أمرا فليقل وقال النووي في الأذكار : يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح به صدره . ويستدل له بحديث أنس عند ابن السني إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبعا ثم انظر إلى الذي يسبق في قلبك فإن الخير فيه وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد ، لكن سنده واه جدا ، والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما له فيه هوى قوي قبل الاستخارة ، وإلى ذلك الإشارة بقوله في آخر حديث أبي سعيد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    سعد بن أبي وقاص هذا خالي لكونه من بني زهر ة و هم أقارب أمه امنة ، وليس سعد أخا لآمنة لا من النسب ولا من الرضاعة . ثم قال و إذا تقرر هذا فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه ، إلا على أم سليم فقيل له فقال : أرحمها قتل أخوها معي ، يعني حرام بن ملحان ، و كان قد قتل يوم بئر معونة . قلت : و قد تقدمت قصته في الجهاد في باب فضل من جهز غازيا و أوضحت هناك وجه الجمع بين ما أفهمه هذا الحصر و بين ما دل عليه حديث الباب في أم حرام بما حاصله أنهما أختان كانتا في دار واحدة كل واحدة منهما في بيت من تلك الدار ، و حرام بن ملحان أخوهما معا فالعلة مشتركة فيهما . و إن ثبت قصة أم عبد الله بنت ملحان التي أشرت إليها قريبا فالقول فيها كالقول في أم حرام ، و قد انضاف إلى العلة المذكورة كون أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم و قد جرت العادة بمخالطة المخدوم و خادمه و أهل خادمه و رفع الحشمة التي تقع بين الأجانب عنهم ، ثم قال الدمياطي : على أنه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بأم حرام ، و لعل ذلك كان مع ولد أو خادم أو زوج أو تابع . قلت : و هو احتمال قوي ، لكنه لا يدفع الإشكال من أصله لبقاء الملامسة في تفلية الرأس ،و كذا النوم في الحجر و أحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ولا يردها كونها الملامسة في تفلية الرأس ،و كذا النوم في الحجر و أحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل ، لأن الدليل على ذلك واضح و الله أعلم .

  6. #30
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    23 - 3 - 2004
    المشاركات
    490
    معدل تقييم المستوى
    738

    افتراضي

    أذكار الصباح و عند المساء

    قال الله سبحانه و تعالى : و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و قال تعالى : و سبح بحمد ربك بالعشي و الإبكار و قال تعالى : و اذكر ربك في نفسك تضرعاً و خيفة و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال قال أهل اللغة : الأصال جمع أصيل : و هو ما بين العصر و المغرب .
    و قال تعالى : و لا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه . قال أهل اللغة : العشي : ما بين زوال الشمس و غروبها .
    و قال تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو و الآصال * رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله . و قال تعالى : إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق

    في صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : سيد الإستغفار : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني و أنا عبدك ، و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، و أبوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، إذا قال ذلك حين يمسي فمات دخل الجنة ، أو كان من أهل الجنة ، و إذا قال حين يصبح فمات من يومه . . . . مثله ، معنى أبوء : أقرأ و أعترف .

    في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قال حين يصبح و حين يمسي : سبحان الله و بحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه . و في رواية أبي داود : سبحان الله العظيم و بحمده .

    في سنن أبي داود و الترمذي و النسائي و غيرها بالأسانيد الصحيحة ، عن عبد الله بن خبيب ـ بضم الخاء المعجمة ـ رضي الله عنه قال : خرجنا في ليلة مطر و مظلمة شديدة ، اطلبي النبي صلى الله عليه و سلم ليصلي لنا فأدركنا فقال : قل ، فلم أقل شيئاً ، ثم قال : قل ، فلم أقل شيئاً ، ثم قال : قل فقلت : يا رسول الله ، ما أقول ؟ قال : قل هو الله أحد و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

    في سنن أبي داود و الترمذي و ابن ماجة و غيرها بأسانيد الصحيحة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم ، أنه كان يقول إذا أصبح : اللهم بك أصبحنا ، و بك أمسينا ، و بك نحبا ، و بك نموت و إليك النشور . و إذا أمسى قال : اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا ، و بك نحيا و بك نموت و إليك النشور قال الترمذي : حديث حسن .

    في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا في سفر و أسحر يقول : سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا و أفضل علينا ، عائذاً بالله من النار .
    قال القاضي عياض و صاحب المطالع و غيرهما : سمع الله بفتح الميم المشددة ، و معناه : بلغ سامع قولي هذا لغيره ، تنبيهاً على الذكر في السحر و الدعاء في ذلك الوقت ، و ضبطه الخطابي و غيره سمع بكسر الميم المخففة ، قال الإمام أبو سليمان الخطابي سمع سامع معناه : شهد شاهد . و حقيقة : ليسمع السامع و ليشهد الشاهد حمدنا لله تعالى على نعمته و حسن بلائه .

    في صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أمسى قال : أمسينا و أمسى الملك لله ، و الحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له . قال الراوي : أراه قال فيهن : له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، رب أسألك خير ما في هذه الليلة و خير ما بعدها ، و أعوذ بك من شرها في هذه الليلة و شرما بعدها ، رب أعوذ بك من الكسل و الهرم و سوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار و عذاب في القبر ، و إذا أصبح قال ذلك : أصبحنا و أصبح الملك لله .

    في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ؟ قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ذكره مسلم متصلاً بحديث لخولة بنت حكيم رضي الله عنها هكذا .
    و رويناه في كتابي ابن السني و قال فيه : أعوذ بكلمات الله التامات من شرما خلق ثلاثاً لم يضره شيء .

    بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود و الترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت و إذا أمسيت ، فقال : اللهم فاطر السموات و الأرض ، عالم الغيب و الشهادة ، رب كل شيء و مليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي و شر الشيطان و شركه ، و قال : قلها إذا أصبحت و إذا أمسيت و إذا أخذت مضجعك قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
    و روينا نحوه في سنن أبي داود من رواية أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله ! علمنا كلمة نقولها إذا أصبحنا و إذا أمسينا و إذا اضطجعنا ، فذكروه ، و زاد فيه بعد قوله : و شركه ، و أن نقترف سوءاً على أنفسنا أو نجزه إلى مسلم .
    قوله صلى الله عليه و سلم : و شركه روي على وجهين : أظهرهما و أشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك : أي ما يدعو إليه و يوسوس به من الإشراك بالله تعالى .
    و الثاني شركه بفتح الشين و الراء أي حبائله و مصايده ، و أحدها شركه بفتح الشين و الراء و آخره هاء .

    في سنن أبي داود و الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من عبد يقول في صباح كل يوم و مساء كل ليلة ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ، ثلاث مرات لم يضره شيء قال الترمذي : في حديث حسن صحيح ، هذا لفظ الترمذي .
    و في رواية أبي داود : لم تصبه فجأة بلاء .

    في كتاب الترمذي عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قال حين يمسي : رضيت بالله رباً و بالإسلام ديناً ، و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً كان حقاً على الله تعالى أن يرضيه . في إسناده سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال بالباء ، الكوفي مولى حذيفة بن اليمان ، و هو ضعيف باتفاق الحفاظ ، و قد قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، فلعله صح عنده من طريق آخر .
    و قد رواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين و قال : حديث صحيح الإسناد .
    و وقع في رواية أبي داود و غيره : و بمحمد رسولاً و في رواية الترمذي : نبياً فيستحب أن يجمع الإنسان بينهما فيقول : نبياً و رسولاً و لو اقتصر على أحدهما كان عاملاً بالحديث .

    في سنن أبي داود بإسناد جيد لم يضعفه ، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اللهم إني أصبحت أشهدك و أشهد حملة عرشك و ملائكتك و جمع خلفك أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، و أن محمداً عبدك و رسولك ، أعتق الله ربعه من النار ، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ، و من قالها ثلاثاً أعتق الله تعالى ثلاثة أرباعه من النار ، فإن قالها أربعاً أعتقه الله تعالى من النار .

    في سنن أبي داود بإسناد جيد لم يضعفه ، عن عبد الله بن غنام بالغين المعجمة و النون مشددة البياضي الصحابي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك ، لك الحمد و لك الشكر ، فقد أدى شكر يومه ، و من قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته

    بالأسانيد الصحيحة في سنن أبي داود و النسائي و ابن ماجة ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي و حين يصبح : اللهم إني أسألك العافية في الدنيا و الآخرة ، اللهم إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و أهلي و مالي ، اللهم استر عوراتي و أمن رعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي ، و أعوذ بعضمتك أن أغتال من تحتي .
    قال وكيع : يعني الخسف . قال الحاكم أبو عبد الله : هذا حديث صحيح .

    في سنن أبي داود و النسائي و غيرهما بالإسناد صحيح ، و عن علي رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أنه يقول عند مضجعه : اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم و بكلماتك التامة من شر ما أنت أخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المغرم و المأثم ، اللهم لا يهزم جندك و لا يخلف وعدك ، و لا ينفع ذا الجد منك الجد ، سبحانك و بحمدك .

    في سنن أبي داود و ابن ماجة بأسانيد جيدة ، عن أبي عياش ـ بالشين المعجمة ـ رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قال إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، و هو على كل شيء ، قدير ، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل صلى الله عليه و سلم ، و كتب له عشر حسنات و حط عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر درجات ، و كان في حرز من الشيطان حتى يمسي ، و إن
    أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح .

    في سنن أبي داود بإسناد لم يضعفه ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا و أصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه و نصره و ثوره و بركته و هداه ، و أعوذ بك من شر ما فيه و شر ما بعده ، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك .

    في سنن أبي داود عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لأبيه : يا آبت إني أسمعك تدعو كل غداة : اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، اللهم إني أعوذ بك من الكفر و الفقر ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثاً ، ثلاثاً حين تمسي ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو بهن ، فإنا احب أن أستن بسنته .

    في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من قال حين يصبح : فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون * و له الحمد في السموات و الأرض و عشياً و حين تظهرون * يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون ، فقد أدرك ما فاته في يومه ذلك ، و من قالهن حين يمسي فقد أدرك ما فاته في ليلته لم يضعفه أبو داود و قد ضعفه البخاري في تاريخه الكبير و في كتابه كتاب الضعفاء .

    في سنن أبي داود عن بعض بنات النبي صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهن ، أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلمها فيقول : قولي حين تصبحن : سبحان الله و بحمده ، و لا قوة إلا بالله ، و ما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، و أن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي ، و من قالهن حين يمسي حفظ حتى يصبح .

    في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له : أمامة فقال له : يا أبا أمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال هموم لزمتني و ديون ، يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا قتلته أذهب الله همك و قضى عنك دينك ؟ قلت : بلى ، يا رسول الله ! قال : قل إذا أصبحت و إذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن ، و أعوذ بك من العجز و الكسل ، و أعوذ بك من الجبن و البخل و أعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال .
    قال : فعلت ذلك ، فأذهب الله تعالى همي و غمي و قضى عني ديني .

    قال الله تعالى و روينا في كتاب ابن السني بإسناد صحيح ، عن عبد الله بن أبزى رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام و كلمة الإخلاص ، و دين نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، و على ملة أبينا إبراهيم صلى الله عليه و سلم حنيفاً مسلماً و ما أنا من المشركين .
    قلت كذا وقع في كتابه : و دين نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و هو غير ممتنع ، و لعله صلى الله عليه و سلم قال ذلك جهراً ليسمعه غيره فيتعلمه ، و الله أعلم .

    في كتاب ابن السني ، عن عبد الله بن أبي أو في رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصبح قال : أصبحنا الملك لله عز وجل ، و الحمد لله ، و الكبرياء و العظمة لله ، و الخلق و الأمر و الليل و النهار و ما سكن فيهما الله تعالى ، اللهم اجعل أول النهار صلاحاً ، و أوسطه نجاحاً و أخره فلاحاً ، يا أرحم الراحمين .
    و روينا في كتابي الترمذي و ابن السني بإسناد فيه ضعيف ، عن معقل بن يسار رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، و قرأ ثلاث آيات من سورة الحشر ، و كل الله تعالى به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي ، و إن مات ذلك اليوم مات شهيدًا ، و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة .

    في كتاب ابن السني عن محمد إبراهيم ، عن أبيه رضي الله عنه قال : وجهنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية ، فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا و أصبحنا : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً فقرآنا فغنمنا و سلمنا .

    عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدعو بهذه الدعوة إذا أصبح و إذا أمسى : اللهم إني أسالك من فجأة الخير ، و أعوذ بك من فجأة الشر .

    عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله عنها : ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟ تقولين إذا أصبحت و إذا أمسيت : يا حي يا قيوم ، بك أستغيث فأصلح لي شأني كله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .

    بإسناد ضعيف ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تصيبه الآفات ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : قل إذا أصبحت بسم الله على نفسي و أهلي و مالي ، ، فإنه لا يذهب لك شيء ، فقالهن الرجل فذهب عنه الآفات .

    في سنن أبن ماجة و كتاب ابن السني عن أم سلمة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أصبح قال : اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، و رزقاً طيباً ، و عملاً متقبلاً .

    في كتاب ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قال إذا أصبح اللهم إني أصبحت منك في نعمة و عافية و ستر ، فأتم نعمتك علي و عافيتك و سترك في الدنيا و الآخرة ، ثلاث مرات إذا أصبح و إذا أمسى ، كان حقاً على الله تعالى أن يتم نعمته عليه .

    في كتابي الترمذي و ابن السني عن الزبير بن العوام رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي : سبحان الملك القدوس .
    و في رواية ابن السني : إلا صرخ صارخ : أيها الخلائق سبحوا الملك القدوس .

    في كتاب ابن السني عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قال إذا أصبح و إذا أمسى : ربي الله توكلت على الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، و هو رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، ما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، و أن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، ثم مات ، دخل الجنة .

    في كتاب ابن السني عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أيعجز أحدكم أن يكون له كأبي ضمضم ؟ قالوا : و من أبو ضمضم ، يا رسول الله ؟ قال : كان إذا أصبح قال : اللهم إني قد وهبت نفسي و عرضي لك ، فلا يشتم من شتمه ، و لا يظلم من ظلمه ، و لا يضرب من ضربه .

    عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من قال في كل يوم حين يصبح و حين يمسي : حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، و سبع مرات ، كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا و الآخرة .

    في كتابي الترمذي و ابن السني بإسناد ضعيف ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قرأ حم المؤمن ، إلى : إليه المصير ، و آية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ، و من قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح .
    فهذه جملة من الأحاديث التي قصدنا ذكرها ، و فيها كفاية لمن وفقه الله تعالى ، نسأل الله العظيم التوفيق للعمل بها و سائر وجوه الخير .

    في كتاب ابن السني عن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال : يا أبا الدرداء ! قد احترق بيتك ، فقال : ما احترق ، لم يكن الله عز وجل ليفعل ذلك ، لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، و من قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء قدير ، و أن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .
    و رواه من طريق آخر ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ، و لم يقل عن أبي الدرداء ، و فيه : أنه تكرر مجيء الرجل إليه يقول : أدرك دارك ، فقد احترقت . و هو يقول : ما احترقت ، لأني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من قال حين يصبح هذه الكلمات ـ و ذكر هذه الكلمات ـ لم يصبه في نفسه و لا أهله و لا ماله شيء يكرهه ، و قد قلتها اليوم ، ثم قال : انهضوا بنا ، فقام و قاموا معه ، فانتهوا إلى داره و قد احترق ما حولها و لم يصبها شيء . و الله اعلم .

صفحة 5 من 24 الأولىالأولى ... 3456715 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا