بسم الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة مضاوي كان الله في عونك وكما تفضلت فإن مشكلتك ليست فريدة من نوعها
وقد اسهم الإخوة والأخوات في إبداء آرائهم حول هذه القضية وقد أحسن جلهم في طرح الرأي
ويقينا أنك تتلمسين الاستنارة برأي تركنين إليه
وليس طرحك لهذه المشكلة وعرضها هنا من قبيل الغيبة كما فهم البعض هداهم الله
إذ لا غيبة لمجهول هذا أمر لكون اسم زوجك أو عائلته لم يصرح به
وأنت أيضا لست معروفة كأسم علم يدل على التخصيص الذي يعرف منه هويتك
وهذا ما أظن أنك كنت حرصة عليه من خلال طرحك البعيد عن المسميات
وقد جرت عادة النساء على عرض مشاكلهن على العلماء وطلبة العلم وأهل التخصص
وكانوا يشيرون عليهن بالرأي ولا يعتبرون عرض الشكوى من قبيل الغيبة
بل هو أخذ بحديث إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له.
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس حينما جاء يخطبها معاوية و أبوجهم وأسامة بن زيد
أما معاوية فرجل ترب لا مال له
وأما أبوجهم فرجل ضراب للنساء
ثم أشار عليها بأن تتزوج أسامة
فعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنها روت
أن هندا بنت عتبة قالت يارسول الله إن أبـا سفيان رجـل شحيـح
وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم
فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف "
ولكي لا يقع البعض في مسألة الوعظ غير المبرر أو النزوح لموضوع آخر
فإنني أرى أننا جميعا بأمس الحاجة لفهم تنزيل التشخيص السليم
على المسمى الصحيح لأي قضية تعرض لنا وبالتالي نستطيع
التفريق بين مقصود أي شخص يعرض مشكلة ما طلبا النصح والمشورة
وبين شخص آخر يريد أن يشهر أو يغتاب
ويجب علينا كذلك أن نفرق بين وضعين مختلفين
الوضع الأول كوننا في خانة الإستشارة
فيجب أن نؤدي الرأي بمنتهى الصدق والوضوح
والوضع الآخر أن يعلم من يستشار أنه ليس بمثابة القاضي أو الحاكم
الذي لا بد أن يسمع من جميع الأطراف وأن يساوي بينهم في المجلس
وفي اللحظ واللفظ هذا أمر ليس هنا مكانه
وإنما هذا متعين في حق من يريد أن يحكم
أما المستشار فإنه بمثابة الوكيل في الخصومة يعمل لأجل صالح موكله
فمشكلة الأخت مضاوي مشكلة أسرية وصلت للقضاء كما ذكرت لذا فإن هذا
يقتضي أن تتابعها لدى الحاكم الشرعي وقد صدرت قبل أيام توجيهات عليا
بتخصيص قضاة لنظر قضايا الأحوال الشخصية (الأسرية)
وأفضل طريقة أن تتقدم بمذكرة تفصيلية تشرح فيها القضية وتقدم أدلة تعضد مطالبها وأرى من خلال عرضها لهذه المشكلة
أن زوجها يريد أن يلحق الضرر بها
والشريعة جاءت بقاعدة واضحة (لا ضرر ولا ضرار)
وحرمان الأم من أطفالها أشد أنواع الضرر المنهي عنه
فمن حق الأخت مضاوي أن تتقدم لرئيس المحكمة التي فيها القضية وتطلب ضم أولادها الصغار إليها حتى تنتهي القضية شرعا
وليس من حق القاضي منعها من أولادها لحديث أنت أحق بولدك
وبإمكان الأخت مضاوي أن تتصل بجمعية حقوق الإنسان
وتستنير برأيهم وتشرح ظرفها ومشكلتها
وإذا واجهتها أي صعوبات من ناحية الأشياء التحريرية
وصيغة المذكرة أو إعداد معروض أو مخاطبة جهة معينة
فإنني من خلال إدارة المنتدى على أتم استعداد لعمل هذه الصيغ وكتابتها
وآمل أن يتم ذلك عن طريق التنسيق مع اللجنة النسائية بإدارة المنتدى
سائلا الله أن يفرج هم الأخت مضاوي وأن يرد عليها أولادها ويلم شملها بهم قريبا.
المفضلات