الله المستعان
وشكر لك على الموضوع الجميل ولك تحياتي
فتاة تموت في البالتوك
لا أدري والله من أين أبدأ . أو كيف أبدأ . فقد دارت بي الأرض وحم جسدي ، وزادت علي العلة واستحكم المرض ، وغشيني من الهم والغم ما غشيني ، بعد أن سمعت خبراً لو نزل وقعه على جبل لتضعضع ولو مزج في مستعذب الأنهار لأحالها كدراً . ولو سمع به أحد أسلافنا من الرعيل الأول لقضى مابقي من عمره ساجداً ، يحذر ذلك المصير المشؤوم ويرجو ربه العافية وحسن الخاتمة .
في الساعة الثالثة وفي الثلث الأخير من الليل ، بمدينة ".." لفتاة في العشرين من عمرها تدعى ( س.ح) واقعةٌ تلين الصم الصلاب .. وذلك أن تلك الفتاة قد أخذت أهبتها ، وازينت ، وقامت تتهادى وتخطر أمام شاشة الحاسب الخاصة بها ، وتعرض ما دق وجل من تفاصيل جسمها مقابل مبلغ زهيد من المال على حثالة من الذئاب البشرية وسقطة الخلق ، والتي لا تعرف معرفاً ولا تنكر منكرا ً ، وتعيش على هامش الوجود ، في أحد مواخير البالتوك العفنة .
وفجأة عابرة ، وغفلة مباغتة ، وأمام مرأى الجميع ، وتحت بصرهم ، سقطت تلك الفتاة ممدة على الأرض ، ووقعت الواقعة ، وابتدأت قصة النهاية !
لقد جاءه ملك الموت الذي وكل بها وهي تستعرض بمفاتنها ، وتُبدي عورتها ، وقد سكرت بخمر الشيطان ، ولم تستيقظ إلا وهي في عسكر الموتى .
إنها الآن ميتة بلا حول ولا قوة . لقد ماتت وكفى !!
أصبحت جثة هامدة ، سكن منها كل شيء إلا الروح ، فقد علت وعرجت إلى الله تعالى ، ولا ندري ماذا كان جزاؤها هناك . إنها لحظة الوداع المرعبة .
لم تلق نظرات الوداع على أبيها وأمها ، طمعا ً في دعوة منهم نظير برها بهم ، ولم تلق نظرة الوداع على ورقة من المصحف الشريف ، ولم تكن لحظة وداعها تذكر ذكرا أو دعوةً أو خيرا ً ، بل ليتها كانت لحظة من لحظات الدنيا العابرة ، تموت كما يموت عامة الخلق وأكثر البشر.
ليتها ماتت دهسا ً أو غرقا ً أو حرقا ً أو في هدم . ليتها كانت كذلك ، إذاً لهان الأمر وسهل الخطب .
ولكنها كانت ميتة في لحظة إثمٍ ومعصية ، وليتها كانت معصية مقصورة عليها وقد أرخت على نفسها ستر البيت ، وأسدلت حجاب الخلوة . وانكفأت على ذاتها ، وإنما كانت على الملأ تغوي وتطرب ، وقد سكرت الأنفس برؤية محاسنها ، و أذيعت خفيات الشهوة وأوقد لهيبها ثم ماذا يا حسرة !
ماتت .. نعم ، ماتت لقد ولدت وربي وعاشت لتموت .
سقطت وهي عارية ، وبعد لحظات يسيرة صارت جيفة قذررة يساكنها من المخلوقات شيء ، والعظام في يد ملائكة غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . لقد ماتت !!
في غفلة خاطفة صارت من بنات الآخرة ، وارتحلت مقبلة إلى ربها ، تحمل معها آخر لحظات النشوة ، تلك التي أصبحت ألما ً وأسفا ً وحسرة ، في وقت لا ينفع فيه الندم .
لقد جاءتها سكرة الموت بالحق ، وفاضت الروح إلى بارئها ، وبدأت رحلة المعاناة والمشقة ، بعد سنوات العبث والمجون والضياع ... مضى وقت اللعب والأنس ، وجاء وقت الجد والعناء والتعب ... تأتي هذه الفتاة لتأخذ نصيبها من السكرات والغمرات ، وهي في حالة من العري والفحش ، يستحي الإنسان حكاية واقعها فضلا ً عن ملابسة تفاصيلها .
قال الله تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن مآ أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين }
اللهم ارحم في الدنيا غربتنا ، وآنس في القبر وحشتنا , وارحم يوم القيامة بين يديك موقفنا ، اللهم أنت ولينا في الدنيا والآخرة ، توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه
أختاهـ أم عبدالوهاب .. بارك الله فيك ورفع قدرك في عليين ولا حرمك الاجر
ام عبدالوهاب
بارك الله فيك على الطرح وجزاك الله خيرا
ودمت في خير
.الحمدلله .. الحمد لك يارب على النعم التي لا تحصى ولا تعد.
لا حول ولا قوة الا بالله
الله يعطيكـ العافيه يا اخي الغالي سليمان الجذلي على هذا التوقيع
وجعله الله في موازين حسناتك
في غفلة خاطفة صارت من بنات الآخرة ، وارتحلت مقبلة إلى ربها ، تحمل معها آخر لحظات النشوة ، تلك التي أصبحت ألما ً وأسفا ً وحسرة ، في وقت لا ينفع فيه الندم
لاحول ولاقوه إ لابالله،،،،،
أم عبد الوهاب بارك الله فيك
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات