نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قال العلامــــــــــــــــة السعدي – رحمه الله تعالى – عند تفسير قولــــــــــــــــــــــــــــــه تعالى :

{وَعَنَتِ الْوُجُــــــــــــوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّــــــــــــومِ وَقَدْ خَـــــــــــــــابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًــــــــــــــــــــا}...
والأملُ بالربِّ الكريمِ، الرحمنِ الرحيمِ، أنْ يَرى الخلائقُ منه، منَ الفضلِ والإحسانِ،والعفوِ والصفحِ والغفرانِ، ما لا تُعبِّرُ عنهُ الألسنـــــــــــةُ، ولا تـتصورُهُ الأفكارُ،ويتطلعُ لرحمتِهِ إذْ ذاكَ جميعُ الخلقِ لما يشاهدونَهُ ، فيختصُّ المؤمنون بهِ ورسلُهُ بــــــــــــــــــــــــــالرحمةِ.



فإن قيل: من أين لكـــــــــــــم هذا الأمل؟
وإن شئت قلت: من أين لكم هذا العلم بما ذُكر؟


قلنــــــــــا: لمِاَ نعْلَمُهُ منْ غلبـــــــــــةِ رحمتِهِ لغضبِهِ، ومن سَعَةِ جودِهِ، الذي عَــــــــــــمَّ جميعَ البرايا، ومما نشاهده في أنفسنا وفي غيرنــــــــــــــــا، من النِّعَم المتواترة في هذه الدار، وخصوصا في فَصْلِ القيامــــــــــــــة،
فإن قوله: {وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ }
{ إِلا مَنْ أَذِنَ لَــــــــــــهُ الرَّحْمَنُ }

مع قوله:{ الْمُلْكُ يَوْمَئِــــــــــــــــذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ }
مع قوله _صلى الله عليه وسلم_: (( إن لله مائةَ رحمةٍ أنزل لعباده رحمة، بها يتراحمون ويتعاطفون، حتى إن البهيمـــــــــة ترفع حافرها عن ولدها خشيــــــــــــة أن تطأه -أي:- من الرحمة المودعة في قلبها، فإذا كان يوم القيامة، ضم هذه الرحمة إلى تسع وتسعين رحمــــــــــة، فرحم بها العباد))

مع قوله صلى الله عليه وسلم: " لَلّهُ أرحــــــــــــم بعباده من الوالدة بولدهـــــــــــــــــا " فقل ما شئت عن رحمتــــــــــــــه،فإنها فوق ما تقول، وتصور ما شئت، فإنها فوق ذلك، فسبحان من رحم في عدله وعقوبته،كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته، وتعالى من وسعت رحمته كل شيء، وعـــــــــــــم كرمه كل حي، وجل مِنْ غَنِيٍّ عن عبــــــــــــاده، رحيم بهم، وهم مفتقرون إليه على الدوام، في جميع أحوالهــــــــــــم، فلا غنى لهم عنه طرفــــــــــــــــــتة عين ].
انتهى كلامه - رحمه الله تعالى - .



اللهم ارحمنا فإنك بنا راحــــــــــــــم ،
ولا تعذبنا فــــــــــــإنك علينا قــــــــــــــــــــادر.






وللفـائــــــــــــــــــــدة يقول العلامــــة بن عثيمين في قوله:


عْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"



أي: انـتقامُه وأخذُه- شديدٌ عظيــــــــــــم؛ ولكنه لمن يستحق ذلك، أما من لا يستحق ذلك فإن رحمــــــــــة الله تعالى أوسع، ما أكثر مـــــــا يعفوالله من الذنوب!
مـــــــــا أكثر مــــــــــــــا يستر الله من العيوب!
مـــــــــــا أكثر ما يدفع الله من النقم!
ومــــــــــــا أكثر ما يجري من النعم!

لكن إذا أخذ الظالم لم يُفْلِتــــــــه؛ كما قال النبي عليه الصلاة والســــــــــــلام: (إن الله ليُمْلِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه) وتلاقوله تعـــــــــــــــالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]. وعلى هذا فنقول: (( بَطْشَ رَبِّكَ )) [البروج:12]
أي: فيمن يستحق البطش، أما من لا يستحقـــــــــــــه؛ فإن الله تعالى يعامله بـــــــــــــالرحمة، وبالكرم، وبالجود، ورحمة الله تعالى سبقت غضبــــــــــــــــــــــه.. العثيمين .