تقاصيل خطبتي الحرمين الشريفين


05/09/2009

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لجينيات - مكة المكرمة / المدينة المنورة 14 رمضان 1430هـ الموافق 4 سبتمبر 2009م واس

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم // للقصة في حياة الناس أثر بالغ ولهم فيها ولع لصيق بقلوبهم وعواطفهم تتمثل أمامهم كصورة محسوسة تورث الرسوخ في النفس وتكون بذلك ابلغ من الأسلوب الخطابي والسرد الكلامي فالقصة لاتورث الكلل ولا الملل وفي الوقت نفسه تجمع بين الخبر والتعليم في آن واحد ولقد صار للقصة في عصرنا الحاضر أدب وفن ولغة خاصة بها غير أن الوحي الإلهي قد تفرد بالقصص الحق ومامن قصة في القرآن الكريم الا وهي دالة على الخلق النبيل أو أصل شرعي أو لهما معا وربما كانت لأبطال خلق دنيء أو أصل فاسد ونهج مقبوح وقد يكون شهر رمضان أكبر مناسبة يعايش الناس من خلالها أجواء القصص القرآني على تنوعه الجاذب ولو طوفنا بالبابنا وأسماعنا في عجالة مقتضبة على قصة من هذا القصص القراني المبهر ونظرنا بعين البصيرة إلى أول قصة صارت على هذه البسيطة لوجدنا انه حينما أُنزل الأبوان آدم وحواء من الجنة بدأت معركة المراغمة مع الشيطان ورزق الأبوان قابيل وهابيل ولنا مع قصة ابني ادم وقفات يسيرات أولى هذه الوقفات أن قتل النفس المعصومة كان محرما منذ زمن ادم عليه السلام ويدل لذلك قوله تعالى حكاية عن الأخ المقتول // إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين// وقول النبي صلى الله عليه وسلم // مامن نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن ادم كفل منها لأنه أول من سن القتل // الوقفة الثانية أن الله جل وعلا جعل الوعيد الشديد لمن قتل نفسا معصومة بغير حق فقال سبحانه // ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما //.

وأضاف فضيلته يقول // ولا أدل على فضاعة هذا الجرم من كون الله قرنه بالاشراك به في آية واحدة فقال سبحانه // قل تعالوا أتلو ماحرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون // وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم // لزوال الدنيا اهون على الله من قتل رجل مسلم // وقال صلوات الله وسلامه عليه // ابغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه // والوقفة الثالثة أن الشارع الحكيم إذا نهى عن شيء فإنه ينهى عن كل وسيلة تؤدي إليه لئلا يقع أحد فيما حذر منه وحينما حرم الله القتل فانه حرم كل وسيلة توصل إليه ،والوقفة الرابعة أن في قصة ابني آدم بيانا بأنه لايمكن لأي امرئ أن يسوغ لنفسه قتل معصوم بمجرد تأويل أو حيله.

وأوضح فضيلة وإمام المسجد الحرام أن المتأمل في واقع المسلمين اليوم ليرى ما يشوبه من فكر منحرف جعل من القتل والاغتيالات منهجا له بل جعله سيفا مصلتا على قومه وبني ملته بل سيرى كيف أسرف هذا الفكر في التخبط مبتدئا باستهداف من لم يكن مسلما من المشركين والكتابيين وان كانوا معاهدين حتى انتهى بهم المطاف إلى استهداف أهل الإسلام وأبناء الملة بل استهداف بعض رموز الأمن الذين أوكل إليهم ولي الأمر حفظه والسهر على استتبابه في ربوع البلاد ليتحقق امني وأمنك وامن والديك وليأمن أخي وأخوك وولدي وولدك ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول عن مثل هؤلاء // يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان // .
وأشار فضيلته في الوقفة الخامسة إلى أن ماوقع فيه أصحاب الفكر الضال المنحرف من اغتيالات غادرة ليعد من أعظم المنكرات .

وقال فضيلته في الوقفة الأخيرة كيف يبيح المرء لنفسه أن يقتل نفسه وأي شريعة اخذ منها هذا المبدأ والله جل وعلا يقول // ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما // إنه لا أحد من البشر غير على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته الكرام ثم السلف الصالح والخلف الكريم فمن منهم قتل نفسه أو حض عليه او أفتى به قال النبي صلى الله عليه وسلم // من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسا سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا //.

وبين الشيخ الشريم أن هذا الشهر المبارك لهو أعظم فرصة ليتوب عاصي ويؤب قاتل ويهتدي ضال وقال // ألا فاعلم أيها الباحث عن التوبة أن ثمة بشرى بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم كل تائب بقوله // ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر الله له ثم تلا // والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله //

وحذر فضيلته كل من تورط في هذه الأفكار الغالية المتنطعة أن يتقي الله وليجعل من هذا الشهر المبارك منطلقا للتصحيح والأوبة إلى الجادة والسمع والطاعة واتباع سبيل الأئمة وأهل العلم واستغلال الأبواب المشرعة من قبل ولاة الأمر لمن تاب ورجع إلى الصواب و البدار في اللحاق بركب الموعودين بالعفو والصفح في الدنيا والآخرة كما وعد الرحمن أولئك بقوله // إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم //.

وفي المدينة المنورة ألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم خطبة الجمعة اليوم بين فيها فضيلته أن الله شرع لعباده المسلمين أنواعاً من الطاعات والقربات وجعل في دهره أزماناً فضل بعضها على بعض لتتنوع اللذات في جنات النعيم ، فلكل عمل من الأعمال المحبوبة له والمسخوطة لذة وألم.

وقال فضيلته // ولهذا تنوعت لذات أهل الجنة من الطيبات والآم أهل النار من العقوبات ، ففي الجنة باب لمن حافظ على الصلاة وباب لأهل الصدقات وباب للصائمين يُسمى الريان ولكل باب لأهله من الجزاء ما ليس لغيرهم ، قال ابن القيم رحمه الله [ من تنوعت أعماله المرضية المحبوبة له في هذه الدار تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في تلك الدار وتكثر له بحسب كثرة أعماله هنا وكان مزيده بتنوعها والابتهاج بها والامتداد هناك على حسب مزيده من الأعمال وتنوعه منها في هذه الدار] // .

وأضاف فضيلته يقول // / إن الله سبحانه أمتن على عباده بشهر كريم تضاعف فيه الأعمال وتُكفر فيه الخطايا والأوزار ، قال عليه الصلاة والسلام ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مفكرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ) ، وهو شفيع لأصحابه ، قال أهل العلم [ ما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم ] // .

ومضى فضيلته يقول // إن في تلاوة القرآن أجر عظيم كل حرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها والعبد يرتقي في الآخرة إلى آخر آية كان يُرتلها ، وفي القبر ويوم الحشر يشفع القرآن لصاحبه عند الله وهو نور وهدى وشفاء ، قال عثمان رضي الله عنه [ لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم ] . وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل وهي من صفات أهل الجنة ، قال عز وجل { إن المتقين في جنات وعيون، آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون } . وصلاة الليل من أسباب دخول الجنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس أفشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) // .

ومضى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي يقول // إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطر - أي تتشقق – قدماه من القيام وكان الصحابة رضي الله عنهم يقومون معه ويحيون زمناً من الليل بالصلاة ، قال جل شأنه { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك } ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة // .

وأضاف يقول // إن المرء في ظل صدقته يوم القيامة موعود بالمغفرة والغنى إن هو تصدق ، قال جل شأنه { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } . والمنفق المؤمن آمن في الدنيا والآخرة ، قال جل وعلا { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . والمتصدق تتيسر له أعماله ، قال عز وجل { فأما من أعطى وأتقى ، وصدق الحسنى ، فسنيسره لليسرى } . وكان عليه الصلاة والسلام أعظم الناس صدقة ولا يستكثر شيئاً أعطاه ولا يرد سائلاً وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه وكان سروره بما يُعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه // .

وزاد فضيلته يقول إن الزكاة من أركان هذا الدين لا يقوم إسلام المرء إلا بها تُطهر المال وتنميه وتزكيه فطب بها نفساً وأبذل بها كفاً وواسي بها محروماً وأخلص بها قلباً وأحذر التسويف في إخراجها والسلامة من الوقوع في الزلل والعصيان والبعد عن الملهيات والمحرمات زكاة للقلوب. والمرأة مأمورة بما يؤمر به الرجال من التلاوة والتعبد وقيام الليل وصلاتها في دارها خير لها من صلاتها في المسجد ، قال عليه الصلاة والسلام ( وبيوتهن خير لهن ) .