لديك رساله خاصه جديده
فيكفي أنَّه سليم الأعضاء، مكتمل النمو،
خال من الأمراض، فتبارك الله أحسن
الخالقين الذي وهب وأعطى بمنه
وفضله: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن
يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿49﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا
وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا﴾ [الشورى:
50-49] وقد وُلد للنبي -صلى الله عليه
وسلم- أربع من البنات -رضي الله
عنهن- ولمَّا ولد لإمام أهل السنة أحمد
بن حنبل -رحمه الله- بنت قال: «الأنبياء
آباء البنات، وقد جاء في البنات ما
علمت» أي: من فضل تربيتهن والقيام
عليهن. وكُره البنات من عادات
الجاهلية؛ أمَّا في الإسلام فإنهن من
الأبواب الموصلة إلى الجنة قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ عَالَ
جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا
وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ) [مسلم].
والأبناء في ميزان حسناتك إن أحسنت
في تربيتهم وتوجيههم قال -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ
عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ) وذكر منها: (أَوْ
وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) وقال -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ
الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَا
رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ
لَكَ) [رواه أحمد]. وفي كثرة نسل أمة
محمد -صلى الله عليه وسلم- ما لا يخفى
من إخراج من يوحدون الله -عز وجل-
ويقومون بحفظ هذا الدين ونشره قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ إِنِّي مُكَاثِرٌ
الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [رواه أحمد]
ساعة الاحتضار
![]()
تذكر -أخي الكريم- عسر هذه اللحظات،
وتذكر ما يحصل فيها من ابتلاءات،
فوالله إنَّها لأحرى بالتذكر والتأمل،
والاستعداد والتشمير عن ساعد الجد
بالانتهاء عما حرّم الله، وفعل ما افترضه
وأوجبه، والإكثار من الخيرات وما ينفع
في الدار الآخرة. فإن ذلك من أعظم ما
يسهل على المرء سكرة الموت، ويجعله
ثابتاً موقناً في دينه ساعة الاحتضار.
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
تعالى يحتضر ويقرأ: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿54﴾ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ
مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ [القمر:55،54].
وهذا عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-،
عند موته يقول: أجلسوني، فأجلسوه،
فقال: «أنا الذي أمرتني فقصّرت،
ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله، ثم
رفع رأسه فأحدَّ النظر. فقالوا له: إنك
لتنظر نظرًا شديدًا يا أمير المؤمنين. قال:
إني أرى حضرة ما هم بإنس ولا جن»
ثم قبض -رحمه الله- وسمعوا تاليًا يتلو:
﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا
يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا
وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص:83]
لديك رساله خاصه جديده
عَنْ جَابِرِ -رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِالسُّوقِ
دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ -
عن جانبيه- فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ -صغير
الأذن- مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ:
(أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟) فَقَالُوا: مَا
نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ:
(أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ) قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ
حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ
مَيِّتٌ فَقَالَ: (فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ
مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ) [رواه مسلم]
فها هي الدنيا في كامل زينتها، وأبهى
حلتها، وأجمل بهجتها تعرض نفسها
لخاطبيها ومشتريها، وحق لها ذلك:
لكثرة الغافلين واللاهين والعابثين،
وإقبال الخاطبين والمشترين، فكم نشاهد
اليوم من تهافت كثير من الناس على
هذه الدنيا الفانية، وزهدهم في الآخرة
الباقية، وما ذاك إلا لبعدهم عن معرفة
الحقيقة، والبعد عن منهج الله تعالى
والخوف منه سبحانه.
تهافتوا وتنافسوا وتصارعوا من أجل
الدنيا وبهرجتها، واشرأبت نفوسهم حب
الدنيا والركون إليها، فتاقت لها قلوبهم،
وهويت إليها أفئدتهم، فأصبحت محط
أنظارهم على اختلاف أجناسهم
وطباعهم، رضوا بالحياة الدنيا من
الآخرة، فكانت الويلات والنقمات هنا
وهناك. أصبح الكثير من الناس لا يحب
ولا يكره إلا من أجل الدنيا، أما الله
الواحد القهار فلا يوالون ولا يعادون فيه
أبداً، وهذا هو الجهل العظيم والخطب
الجسيم، نسوا الله فنسيهم وأنساهم
أنفسهم، تركوا الآخرة والعمل لها،
وركنوا إلى الدنيا وعمارتها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الصلاة بعد
الفريضة صلاة الليل ".
رواه مسلم.
هيا يا أخي ! أغلق باب الراحة، وافتح باب الجد،
أغلق باب النوم، وافتح باب السهر، هيا إلى
صحبة الساهرين مع القرآن والذكرِ، الآنفين من
الرقود، هيا إلى الآخرة، وليكن نشيدك : " صبراً
على لأوائها، والموعد الله".
اللأواء: المشقة والشدة.
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك!!
لديك رساله جديده
قال تعالى : ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ
أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ،
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) إن قضاء حاجات
عباد الله - مما يقدر عليه المسلم - أحب إلى الله
من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع
ما في الاعتكاف من إحياء الليل وقراءة القرآن
والبعد عن الفتن ، ولكن مع ذلك فقضاء حاجات
ذوي الحاجات أحب إلى الله من ذلك . ولذا لما
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟
وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله
أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور
تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو
تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا ، ولئن
أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن
أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد
المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ،
ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ
الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه
في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول
الأقدام . رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في
صحيح الجامع . والمتأمل في هذا الحديث العظيم
يرى أن هذه الأعمال مما يتعدى نفعها إلى
الآخرين . فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأما أحب الأعمال إلى الله فـ : سرور تدخله على
قلب مسلم . أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه
دَيناً أو تطرد عنه جوعا وقيامك مع أخيك في
حاجته أفضل من الاعتكاف في مسجده عليه
الصلاة والسلام شهراً .
وهذا إذا قمت معه ووقفت إلى جانبه سواء
قُضيت أو لم تُقض أما إذا قُضيت فـ : من مشى
مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه
يوم تزول الأقدام والسعي على المحاويج من
الضعفاء والمساكين كالمجاهد في سبيل الله . قال
عليه الصلاة والسلام : الساعي على الأرملة
والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم
الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم . "
ومعنى الساعي الذي يذهب ويجيء في تحصيل
ما ينفع الأرملة والمسكين " قاله ابن حجر . وما
ذلك إلا لتعدي نفعه إلى غيره ، خاصة من
أصحاب الحاجات من الأرامل والمساكين . هل
رأيتم أفضل من هذا ؟ وإنما بلغت هذه الأعمال
هذه الرتبة لتعدي نفعها . وهكذا يحرص الإسلام
على روح التآخي والتكاتف ، وعلى نبذ الأنانية
وحب الذات .
فالموفّق من وُفِّق للمبادرة لمثل هذه الأعمال
لديك رساله جديده
قال صلى الله عليه وسلم
(ان الله لاينظر الى اجسامكم ،ولا الى صوركم،ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم)
رواه مسلم .
أعجبني فنقلته أسأل الله أن ينفعني وإياكم به.
المفضلات