عسكريون ألمان ..اقتحام الغزاة لبغداد مستحيل .

أكد خبراء عسكريون ألمان بارزون استحالة تمكن القوات الأمريكية والبريطانية من دخول العاصمة العراقية بغداد والسيطرة عليها طالما استمر التلاحم الحالي بين القيادة العراقية وشعبها، وتوقعوا أن تُمنى القوات الغازية بهزيمة ماحقة إذا ما حاولت اقتحام المدينة.

جاء ذلك خلال حلقة بحثية نظمتها وحدة الدراسات والتحليلات العسكرية بجامعة هامبورج الألمانية، وشارك فيها عدد من الخبراء العسكريين الألمان البارزين لتقييم مسار الحرب الجارية في العراق، ونشرت ما جاء بها صحيفة "تاج شبييجيل" الألمانية الجمعة 28-3-2003.

وأشار الخبراء العسكريون خلال الندوة البحثية التي اختتمت الخميس 27-3-2003 إلى أن تاريخ الحروب العالمية لم يسجل حالة واحدة نجحت فيها قوات غازية في اقتحام مدينة مأهولة بالسكان مثل بغداد والسيطرة عليها.

وأجمع الخبراء على وجود وسيلتين لا ثالث لهما أمام القوات الغازية للسيطرة على بغداد والبصرة، وهما: إبادة المدينتين تماما، أو تجويع من فيهما حتى الاستسلام.

وتوقع رائد المحللين العسكريين الألمان "مانفريد ميسر شميديت" أن تخسر القوات الأمريكية والبريطانية الحرب طالما ظل نظام الرئيس العراقي صدام حسين ممسكا بمقاليد الحكم في العراق ومستمرا في المقاومة.

واعتبر أن سيطرة القوات الغازية على مدينة يسكنها ملايين البشر مثل العاصمة العراقية مستحيلة إلا إذا فكروا في تسويتها بالأرض وجعل عاليها سافلها.

وشدد شميديت على أن تدمير بغداد سيؤدي إلى إعاقة سير الدبابات والمدرعات في شوارعها والاعتماد فقط على الالتحام المباشر والقتال من بيت إلى بيت وهو ما يعني تكبد الأمريكيين والبريطانيين خسائر لا يمكن تصورها، وقال: "ربما يتمكنون في أحسن التوقعات تفاؤلا من احتلال بعض أطرافها".

وأعطى شميديت مثالاً بفشل الجيش الألماني في السيطرة على مدينة "لينين جراد" الروسية بعد حصار دام 90 يوما خلال الحرب العالمية الثانية، وأدى اقتحامه لها إلى تحطيمها بالكامل ووقوع خسائر بشرية فادحة بين الروس والألمان نتيجة لقتال ضار في شوارع المدينة.

وشبه شميديت الوضع الحالي للقوات الغازية في العراق بوضع القوات الألمانية التي شقت طريقها إلى روسيا -رغم قوتها الضارية وقتها- مسكونة بمخاوف عميقة من فشل إستراتيجية الحصار والتجويع للمدن الروسية الكبيرة مثل لينين جراد وستالين جراد في تحقيق أهدافها.


من جهته أكد د. "جيرد كرومايش" رئيس وحدة الدراسات العسكرية بجامعة "دوسلدورف" الألمانية أن امتلاك القوات الغازية لمعدات عسكرية ذات مستوى تكنولوجي مرتفع وسيطرتهم على المجال الجوي العراقي لن يفيدهم بشيء في قتال الشوارع داخل بغداد.

وأضاف كرومايش: "لقد بنى الأمريكيون والبريطانيون خططهم على حسابات خاطئة، ولم يتوقعوا تأييد العراقيين للرئيس صدام حسين بهذا الشكل الكبير الملحوظ حاليا".

وتوقع كرومايش أن يزداد التلاحم بين القيادة العراقية وشعبها كلما ازدادت الهجمات الأمريكية البريطانية ضراوة.

وأيد د. "بيرنهارد كروينر" أستاذ الدراسات العسكرية بجامعة بوتسدام ما ذهب إليه زميلاه، معتبرا أن وجود قدر مناسب من المقاومة داخل المدن العراقية الكبيرة سيحول دون بسط القوات الغازية سيطرتها عليها.

وتعد وحدة الدراسات والتحليلات العسكرية التابعة لكلية العلوم السياسية بجامعة هامبورج، المركزَ الدولي الأبرز في تحليل ودراسة الحروب الدولية والنزاعات الإقليمية في جميع القارات منذ الحرب العالمية الثانية.