يقول الله تعالى في سورة يوسف:
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {صواع الملك} قال : شيء يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {صواع الملك} قال : الصواع الكأس الذي يشرب فيه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول : له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال : هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {صواع الملك}قال : كان من فضة.
والمكوك وحدة كيل عراقيّة على الراجح وقد ورد هذا المكيال في حديث صحيح رواه مسلم :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ.
- وفي رواية :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.
أخرجه أحمد 3/112 ورواه "مسلم" في صحيحه
والمكوك بفتح الميم وتشديد الكاف الأولى مضمومة ، مكيال لأهل العراق يسع صاعأَ ونصف صاع بالمدنى ، ويجمَع بمكاكيك ومكاكى ، وهو بمعنى قوله فى الحديث نفسه من الرواية الاخرى : (يتوضأ بالمد ، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد وقيل أنه يسع المد المعروف عند أهل فارس والعراق .قال ابن الأثير: المكوك المد وقيل الصاع وقال أيضا المكوك اسم للمكيال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد ويجمع على مكاكي بإبدال الياء بالكاف الاخيرة .