من يوميات الراعي وأغنامة..؟؟

عاد الراعي الى مكانه . ولعن الشيطان ثم توضىء . وأقام الصلاة .
فذهب الى حضيرة الاغنام . ونسي ماحدث من هجوم الذئب عليها . ليلة البارحة .
فوجد أحد الاغنام الحديثة الولادة مختفية فعرف ان الذئب سرقها . حمد الله واخرج خرافه وتوجه الى المرعى .
كان الراعي . شايب وأولادة يعيشون في المدينة..
ولا يعيش معه سوى زوجته العجوز. وكانت بينهم خلافات ادّت الى ذهاب الزوجه الى ذويها . وصادف هذا
أول يوم من رمضان .
جمع الرجل قطيعهُ وذهب الى المرعى . يسير وأغنامه تسير من أمامه . وفكره سارح بما حدث في ليلة البارحة وحرمانه من
وجبة السحور والتعب الثقيل على جسده . يكاد يشعر بقواه تخار حتى ظن انه سوف يغشى عليه من فرط الاعياء .
كذلك يفكر بزوجته فهل يعيدها . أو يتجاهلها ولأنه لازال يشعر بحرقة الالم . من مشادتها معه بالمشكلة .

كان امام الرجل طريقين يؤدّن بهِ الى المرعى . أحد الطرق مختصر لكن يمر على اراضي جيرانه ومن الطبيعي . عندما تسير
الخراف . فلابد وأن تأكل . من كل مايصادفها في الطريق .
والطريق الآخر بعيد ولايمر على مشارف أية أرض من الجيران لهُ .
والرجل . عادة مايأخذ الطريق المختصر . ؟

وصل الرجل بسلامه ونشر خرافه . وأتخذ مكان يسيطر بهِ على النظر الى كل أغنامه . ولكن السهر والعطش والجوع انهكه .
فسرعان ماجلس ومدّد جسده على الارض . فما

طال به الوقت الاّ لحظات فغطَّ بنوم عميق .
نام ولايعرف كم أستغرق من الوقت في نومه . حتى جفل من نومه مرعباً . كان يصارع حلم غريب .
شاهدَ في منامه كأنهُ . نائم والناس ترمي عليه من العشب الاخضر حتى ثقل عليهِ ومنع دخول الهواء عن متنفسيه .
فنهض وهو يتصبب من العرق . ومرعوب من مما شاهد .
لعن الشيطان أستغفر ربهِ . ومسح العرق من وجهه . ثم جلس متكئاً على مرتفع من الارض ونظر الى أغنامهُ . فوجدها بخير
ولاضرر يتبعها .

نظر الرجل الى الافق البعيد المعاكس لأتجاه القرية فرأى شخص قادم من المدينه وكان متوجه عليه .
تقرب الرجل القادم حتى ميزه من مسافه . وعرفه انهُ الشيخ علي . فوصل الشيخ وسلم على الراعي وكذلك حياه بأحسن منها .
كان الشيخ علي .مفارق القرية لمدة ثلاثة أيام . فلقد حصلت مشكلة لاحد أقاربه بالمدينة والمنتسب الى قريتهم بالاصل . فأستدعوه
لينظر بحلها ولو بالتراضي .
والواجب على الراعي يساله ماذا حدث هناك بالمدينه وماهي المشكلة وماذا فعلتم وماهو الحل . أسئلة مثل التي تقال بين الناس..
واجب وجودها بينهم . ولابد ان يعرفوا كل شيء حتى أذا شعروا بالمساعدة فلا يتاخروا ولأنهم يلمّوا بالقضية من كل جوانبها .
فاجابه الشيخ .عن كل القصة.:

وقال الشيخ:
لاشيء محدد يذكر سوى ان صاحبنا الذي يسكن المدينه لا نعرف مالذي أصابه ومدّت يده الى الحرام .
جفل الراعي وسأله بشهقة وتعجب .؟ وكيف ذلك ؟
فقال الشيخ .
ان صاحبنا له ثلاث اولاد . أحدهم يسير في الطريق واصابهُ حجر قادم من مكان مجهول فادماه وأفقده وعيه . والثاني سقط من
سطح البيت وتكسرت نصف اضلعه ولا زال بالمستشفى . والثالث وهو الكبير . بدأ يتمرد على أبيه .
فقال الراعي للشيخ .
وماعلاقة هذة الاحداث بالحرام الذي تقول عنهُ.
أجابهُ . الشيخ :
كان صاحبنا مؤمن ومتدين وكما تعرفه ولكن هجرته من القرية الى المدينة غيّرت في حاله . من حيث طبيعة العمل الذي يرتزق منهُ
فلقد كان عمله حر ومعروف عندنا في القرية.

مابين الارض وحيواناته الداجنة .
وفي المدينه . أصبح عمله كأجير عند رجل آخر من الميسورين الحال.
فصادف عمل صاحبنا بمكان لتصنيع الالبان ومشتقاته . وكان صاحب المحل يؤمنه . ولكن صاحبنا . تجاوز المعقول . فصار
كل ماينتهي عمله ويذهب لبيته يأخذ معهُ . شيئاً من منتجات العمل بدون علم من صاحب المحل .
وهناك يوزعهُ على عياله .
ولأن الرجل مؤمن بالله واليوم الآخر . فيمهلهُ الله . ويوجعه بحلاله في الدنيا حتى لايقتص منهُ بالآخرة .
ولذلك توالت عليه الاحداث المؤلمه . ولكن صاحبنا عندما عرف السبب لعن الشيطان وقرر أن لايعيدها وجعل الله عليه شاهد
ولا يقرب الحرام بعد .
فكما ترى الان جئت من عنده وأسأل الله التوفيق للجميع .
تنحنح الشيخ بعد ما أكمل قصته وطلب الاذن من الراعي وسحب نفسه الى طريقة يريد الوصول الى بيته .
ودّعهُ الراعي . وظل باهتاً لسماع هذا الخبر وهذة الاحداث الفائضة عن أكل الحرام وعواقبه .؟
وعاد بفكره الى ليلة البارحة . ثم فكر في نفسه . لعل الديك كان يصيح منبهآ لي عن الذئب في هجومة وانا في مغبةً من أمري .
ففكر ملياً . وقرر ان يعود بزوجته الى بيته . ولكن هذا السبب لا
يقنع الراعي . حيث قال اعتقد كنت انا صاحب الحق قي ذاك
الموقف . وكذلك لم تكن بالجريمة الكبرى .
بين ماكان يفكر . ويبحث عن هذا الانذار المفاجيء الذي أصابه ليلة البارحة . لعدم نومه بالشكل الصحيح وفقدانه احد خرافه..
وهو في هذة الدوامة من التفكير .
فنام من دون أن يشعر . وعاد عليه نفس الحلم الخانق . يرى نفسه كأنه في حفره وأهالي القرية يرموا العشب عليه .
فيقفز من نومه مرعوب مخنوق ممتليء بالعرق من كل جوانبه .؟
تعجب لتكرار الحلم . وفكر فيهِ كثيرا حتى توصل الى حل . يفيه بالقناعة من عمله الباطل .
فعرف أنه يمر بخرافه على أراضي جيرانة من دون ترخيص . وعند المرور فكانت الاغنام تأكل بالطريق من مزارعهم.
وهذا حرام وغير مقبول.
والناس لكبر سنه يتجاهلوه على مضض.
فأستغفر ربه . وقرر ان يسلك الطريق البعيد حتى لا
يعتدي على املاك غيره وأن يرجع زوجتة لكي تحلب أغنامة وينسى الخلافات ويعيشون في سعادة ونبات حتى يخلفون صبيان وبنات..
تحيات
ماجد البلوي