روى لـ «عكاظ» أبرز المواقف الحزينة بعد قتله زميله العصيمي .. البقمي قبيل إطلاق سراحه:
العمرة بداية حياتي الجديدة .. وسأكرسها لإصلاح ذات البين

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ماجد النفيعي (الطائف)









يستعد السجين عبدالله بن فارس البقمي للخروج من داخل سجن محافظة الطائف، بعد أن جرى عتق رقبته من حد السيف قبل أشهر وتسليم مبلغ الدية البالغ 32 مليون ريال والإيفاء بالشروط كافة لذوي القتيل مطلق العصيمي.
وعقد البقمي (43 عاما) العزم فور خروجه من محبسه خلال الأيام القليلة المقبلة على أن يكون عضواً في لجنة إصلاح ذات البين والمساهمة في إنهاء الخلافات بين الناس وتقريب وجهات النظر بينهم.
وأوضح لـ «عكاظ» من داخل سجن الطائف والفرحة تغمره أن الإجراءات لا تزال جارية في المحكمة حتى الآن، مشيرا إلى انه سيطلق سراحه في الأسبوع الحالي أو الأسبوع المقبل، داعيا الله أن يجزي ذوي القتيل خير الجزاء، مؤكدا أنه يرفع يديه للخالق سبحانه بالدعاء للقتيل رفيق دربه مطلق العصيمي في كل وقت، وأنه يخرج الصدقة عنه.
وأفاد أنه لا يمكن وصف مشاعره سوى أنه سيدخل الحياة من جديد، مبينا أن أول نشاط سيعمله بعد إطلاق سراحه التوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، ومن ثم زيارة لوالد الدكتور العقيد محمد شباب البقمي، والذي يعاني من مرض شفاه الله، وزيارة الأقارب، والذهاب إلى الرياض لأهله، مضيفاً بأنه سيقوم مستقبلاً بقضاء جل وقته مع أسرته (ثلاثة أبناء وثلاث بنات) لتعويضهم ما فات خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أنه قضى في السجن حتى الآن أربعة أعوام وشهر، كانت له 3 فرحات، الأولى عند التنازل والثانية عند اكتمال مبلغ الدية والثالثة عند التصديق شرعاً باستلام المبلغ، في حين لا تزال ترسخ في ذاكرته المواقف المحزنة عندما كان في السجن ولم يستطع إخفائها، بدايتها أثناء لقاء والدته به في أول زيارة له والتي انخرطت في بكاء شديد لم تستطع الوقوف أثنائها، ما جعل الحزن يلازمه أكثر وأكثر مع هول المصيبة التي وقع فيها والذي يعتبرها ذنب عظيم، إضافة إلى البعد عن أبنائه وعائلته خصوصاً أصغر أبنائه الذي التحق بالتعليم في الصفوف الأولية ولم يكن حاضراً معه ومعيناً له، كما كان الأمر قد تطور إلى تأجيل عدة زواجات لأخوته وأقاربه، حتى أتى الفرج من الله بعد ملازمته للاستغفار وقيام الليل وهي من حققت له النجاة وسخرت له العباد على حد قوله.
وأفاد أن من أبرز المواقف التي أثرت فيه كانت عند حضور القبائل إلى مجلس منزل والد القتيل لطلب العفو، وقيام شخص لا أحد يعرفه كان يحمل بين يديه سجادة وافترشها على الأرض بجوار المركبات ولم يدخل المجلس، وظل يصلي ويدعو ويترقب العفو حتى تم التنازل وانصرف من الموقع (وفقا لعدد من أقاربه)، لافتا إلى أنه يتمنى أن يعرف ذلك الشخص لقربه من الله فرب دعوة تصل إلى الخالق ووافقت ساعة استجابة.
وألمح البقمي إلى أنه يعتزم مواصلة دراسته، بعد أن سجل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لإكمال دراسته في إحدى تخصصاتها، مقدما شكره لكل من اسهم في عتق رقبته، وإلى صحيفة «عكاظ» التي تفاعلت وتميزت في تغطيتها الإعلامية وسعيها لخدمة الوطن والمواطن بطرحها المتزن.