فتاة مصرية تلتقي والدها الجزائري بعد 12 عامًا من الفراق..؟؟

السلام عليكم
على مدار 12 عامًا من الفراق وانقطاع الأخبار، لم تكن الفتاة "هجيرة" تعلم شيئًا عن حال والدها الجزائري الذي انفصل عن والدتها المصرية؛ أحي يرزق أم لا، لكن تعطشها إلى حنان الأبوة دفعها إلى البحث عن والدها حتى عثرت عليه حيًّا.

وتروي هجيرة التي انتقلت مع والدتها بعد الطلاق إلى مصر، في لقاء مع mbc.net، كيف نجحت في الوصول إلى والدها بالجزائر؛ بالقول: "كان هناك صوت يناديني من داخلي أن ابحثي عنه. لم أقتنع بفكرة موته التي علمتها من والدتي.. لقد عشت على هذا الأمل طوال هذه الفترة، حتى قفزت إلى ذهني مطلع العام الحالي فكرة نشر إعلان في صحيفة "الشروق" الجزائرية عن قصتي. وبمجرد نشره فوجئت باتصال إخوتي وأعمامي من الجزائر الذين أكدوا لي أن أبي على قيد الحياة".

وتتابع: "منذ أن عرفت أن والدي على قيد الحياة، صرت أعد الثواني والساعات حتى ألقاه بالجزائر؛ لأنها أرض والدي. صحيح أني ولدت بليبيا وتربيت في مصر ونشأت فيها، لكني كنت أشعر كأن شيئًا يعوزني. وبعد قرابة أربعة أشهر حصلت على جواز سفر".

وردًّا على سؤال حول كيفية استقبال عائلة والدها في مدينة قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة)؛ تقول: "الكل يريد أن يتحدث معي. والجيران هنا يسألون عني ويرغبون في التقرب مني، وكأنهم يريدون أن يتأكد لهم طريقة تعامل المصريين معهم، وإن كانت لديهم فعلاً خفة دم، ولا أزال إلى الآن أتلقى اتصالات كثيرة يسأل أصحابها عني وعن قصتي".

كما لم تخف هجيرة أنها قبل مجيئها إلى الجزائر بحثًا عن أبيها، كانت خائفة من ردة فعل الجزائريين، لا سيما بعدما سمعت أشياء غير طيبة عن الشعب الجزائري، لكنها فوجئت بأن الوضع في الجزائر يشبه نظيره في مصر إلى حد كبير.

وعما إذا كانت ستبقى في الجزائر، تقول: "أريد أن أبقى قليلاً في الجزائر ثم أعود إلى مصر؛ لأنني مخطوبة منذ سنتين لابن خالي، ولا أريد أن أظلم شخصًا آخر معي، كما أنني لا أستطيع أن أتخلى عن مصر؛ فهي بلدي حيث تربيت".

بلد واحد:
وردًّا على سؤال حول كيفية معايشتها أجواء الأزمة الكروية بين مصر والجزائر؛ قالت: "كنت غاضبة جدًّا حينها، وتمنيت لو لم تكن هناك لا فتنة ولا عداوة؛ لأن الجزائر ومصر بالنسبة إلي بلد واحد. وأنا اليوم أقولها للعالم: إنهما بلد واحد".

وتستطرد: "هذه الأجواء المشحونة لم تفقدني أمل زيارة بلد والدي يومًا، رغم أنني أصارحكم بأنني خفت قليلاً من المصريين؛ لأنهم كانوا يعتبرونني جزائرية في مصر، فتسلل اليأس في فترةٍ إلى نفسي، وتوقعت بأنه إذا حصل الأسوأ فسترحلني الحكومة المصرية، لكنني مع ذلك لم أتوقف عن الحلم بالسفر إلى الجزائر ورؤية والدي".

وعن الثورة المصرية، قالت هجيرة إنها شعرت في البداية بالخوف على مستقبل مصر، ومن أن تعم الفوضى؛ ما جعلها تتعاطف مع الرئيس حسني، لكنها عندما أعادت التفكير تيقنت أنه ظلم شعبه الذي كان بعضه لا يجد حتى ما يأكله..
ولكم تحيات
ماجد البلوي