قصة تراثية « الحطّاب وكنز بوابة بغداد »..؟؟

السلام عليكم
وملخص القصة حول حياة حطّاب فقير يعيش في بلدة «أشيقر» بالقرب من مدينة الرياض، كان يحتطب في الصيف على حماره ويجلب الحطب الى السوق ليبيعه، وفي فصل الشتاء يجمع الحشائش ويبيعها أيضاً، وهكذا حياته نكد وهم مستمر، وفي إحدى الليالي وهو نائم، شعر أن هناك شخصاً أيقظه من النوم وقال له:

«أي معيشة معيشتك هذه، إذا سمعت نصيحتي سوف تصبح أغنى شخص في هذا العالم، إذهب إلى بغداد واحفر تحت بوابتها الشرقية، وحدد له المكان، وقال: احفر حفرة مقدارها ذراعين وسوف تجد كنزاً من الذهب الخالص»، قام الحطّاب من النوم وما زال أصداء الكلام يرن في أذنه، لكنه قال أين أنا من بغداد..؟

لكن المنام والشخص الذي أيقظه عاد إليه ثلاث ليال متتالية، مما جعله أي الحطّاب يفكر جدياً في الأمر، وليس له هنا شيء يخسره فباع حماره، وسافر إلى بغداد مع أحد القوافل التي تذهب إليها باستمرار.

وعندما وصل الحطّاب إلى بغداد أتخذ له حفشاً بجانب البوابة، وجعل له سقفا وأحاطه بالأخشاب، وصار يعمل في النهار ومن ثم يعود ليلاً ومعه عدة الحفر بعد أن ينقطع مرور الناس وينامون، لكنه أُصيب بخيبة أمل، فرغم أنه وسع دائرة الحفر أكثر مما وصف له في منامه إلاّ أنه لم يجد شيئاً، فدفن الحفرة وخرج إلى السوق مهموماً يفكر في مغامرته الفاشلة فأشترى عنقوداً من العنب، لكنه لم يجد مكاناً مناسباً يأكله،

فرأى أن يذهب الى المسجد فيأكله ويصلي لعل همومه تنجلي، ورأى شيخاً كبيراً مضطجعاً في أحد جنبات المسجد فقال في نفسه العنقود كبير لمَ لا أذهب وأشارك هذا الشيخ فيه وأقص عليه قصتي ورؤياي الفاشلة، لعلي أجد عنده ما يسلي، قال له الشيخ: «أرى أنك غريب فمن أي البلاد أنت؟»، فقال: «إنني من نجد، وقد جئت إلى هنا بسبب رؤيا فاشلة ثم قصها عليه»..

فقال له الشيخ:
«أنت رجل خيالي وتعيش مع الأوهام، فقد حدث لي مثل منامك ذات يوم وقد جاءني شخص في المنام وقال لي إذهب الى بلدة أشيقر، وابحث عن بيت فلان فان تحت مربط حماره كنز عظيم من الذهب»،

وكانت البلدة هي نفسها بلد الحطّاب والبيت بيته كما وصفها والاسم هو نفسه، وأردف الشيخ كلامه: «أنه أهمل هذه الرؤيا، وقد تكررت ثلاثة أيام، فأين أنا من نجد ومن بيت ذلك الحطّاب، وكيف أذهب واحفر في بيت شخص يسكنه؟»
زوايا فناء المنزل والبئر أكثر الأماكن حفظاً للمال..

انفرجت أسارير الحطاب واضمر في نفسه العودة والحفر، وحين عاد إلى بيته تخاصم مع زوجته كي تذهب إلى أهلها، وهكذا حصل له ذلك، فنظف مربط الحمار، وحفر في نفس المكان الذي وصف له الشيخ في بغداد، وأخيراً ظهر الكنز، ففكر أين يخفيه عن جيرانه وزوجته؟،

فأخذ من الكنز قدر حاجته ثم حفر أخرى تحت درج البيت ودفن الكنز ثم دفن مكان الكنز واشترى حماراً ربطه في نفس المكان، وأعاد زوجته بعد أن أرضاها وصار كل ما أراد أن يأخذ شيئاً من الكنز أغضب زوجته كي تذهب إلى أهلها،

وهكذا سارت حياته هم طويل وخوف شديد من اكتشاف أمر الكنز، مرض وصار الناس يتساءلون من أين يعيش وهو لا يعمل ويجلس طوال الوقت في بيته؟،

فزاد به المرض وجاءته سكرات الموت وأراد أن يخبر بمكان الكنز، لكن لسانه صار جامداً لا يستطيع أن يتحرك وشخصت عيناه وفارق الدنيا وفارق كنزه الذي ظل طوال حياته يحرسه فلا أفاد منه ولا استفاد منه غيره..
ولكم تحيات
ماجد البلوي