روى المقداد بن معد يكرب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) رواه الترمذي وحسنه.
مثال توضيحي يبين الحديث
فمثلا لو طبخنا في ثلث قدر لحم واضفنا له الثلث الاخر ماء فان اللحم سينضج باحسن ما يكون النضج اذا وضع على نار هادئة(تشبيه بالتغذية السليمة التي امرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث المذكور في الاعلى ) اما لو زدنا في الماء مع ابقاء اللحم على ثلثه فان الماء سيخرج من القدر(تشبيه في الارتجاع المريي بسبب التملي من الاكل والشرب) واما اذا زدنا في اللحم فوق الثلث ونقصنا من الماء مع ابقاء الثلث الاخير من القدر فارغ فانه لن ينضج بشكل جيد(تشبيه بعسر الهضم والذي سببه التملي من الماكولات قليلة الرطوبة او عدم الميزان السليم في الاكل بحيث يكون موزون بين الجاف والرطب ليسهل هضمه ويسهل امتصاصه وكذلك اخراجه ) وكذلك لو طبخنا لحم فنضج ثم وضعنا عليه لحم اخر غير ناضج واردنا انضاجه فان اللحم الاول سيفسد بسبب زيادة الانضاج (تشبيه بالاكل فوق الاكل قبل هضمه مما يجعل الاكل الاول تزيد عليه عملية افراز الصفراء فيحترق ويمتصه الجسم فيتحول الى سموم تتحول الى امراض بدل ان تكون غذاء )
وقد اكتشف الطب الحديث أن الجزء العلوي من المعدة هو عبارة عن جيب ممتلئ بالهواء يقع تحت الحجاب الحاجز، وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركة الحجاب الحاجز فوقه سهلة وكان التنفس ميسورًا، أما إذا امتلأ هذا الجيب بالطعام والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجز وكان التنفس صعبًا، كما أن الصلب لا يستقيم تماما إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحة، ولا يتم ذلك إذا أُتخِمت بالطعام.
جامع أصول الطب
وقد أسلم طبيب أمريكي فلما سُئل عن سبب إسلامه قال: أسلمت بسبب حديث واحد، وآية واحدة، قالوا له: ما الحديث؟ قال: قوله - صلى الله عليه وسلم - : (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)، ثم قال معقّبا: هذه أصول الطب، ولو أن الناس نفذوها ما كاد يمرض أحد.ومن طريف ما يُذكر في ذلك أن حوارًا جرى بين طبيب ألماني وصحفي مسلم في إحدى مستشفيات ألمانيا، قال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: ما سبب تأخر المسلمين عن الحضارة والنهضة؟ فأجابه الصحفي المسلم - بالهوية فقط - : إن سبب تأخر المسلمين هو الإسلام، ‍‍‍‍فأمسكه الطبيب من يده، وذهب به إلى جدار قد عُلقت عليه لوحة، فقال له: اقرأ الكلمات المكتوبة على هذه اللوحة، فإذا فيها الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه...)، وعند نِهاية الحديث قد كُتب، القائل: محمد بن عبد الله، فقال الطبيب الألماني للصحفي المسلم: أتعرف هذا؟ قال: نعم هذا نبينا، فقال له: نبيكم يقول هذا الكلام العظيم، وأنت تقول: إن سبب تأخركم هو الإسلام!! وختم الألماني الحوار بقوله: للأسف إن جسد محمد عندكم، وتعاليمه عندنا وخلاصة ما يذكره الأطباء المتخصصون في ذلك - تصديقا للحديث - أن الإسراف في الطعام هو السبب الحقيقي لمرض السمنة التي تؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب وتشحم الكبد وتكون حصوات المرارة ومرض السكر ودوالي القدمين والجلطة القلبية والروماتزم المفصلي الغضروفي بالركبتين وارتفاع ضغط الدم والأمراض النفسية والآثار الاجتماعية التي يعاني منها البعض، وقد لجأت كثير من المصحات العالمية في الدول الغربية إلى استعمال الصيام كوسيلة فعالة في إنقاص وزن المرضى الذين لا تجدي معهم وسيلة أخرى.
لذا يجب ان لا ياكل الانسان حتى يشعر بالجوع وليس الشهية للطعام وان ياكل ما يقوم صلبه فاذا كان لا بد فعليه باتباع الهدي النبوي المذكور في الحديث