من سواليف القضاء العشائري زمان..؟؟

السلام عليكم
في الخمسينات من القرن الماضي وقع الزنا في إحدى فتيات إحدى العشائر،
وذهب أهلها الى قاضي عشائري وسأنقل الصيغة باللهجة التي قيلت بها:

(( يا قاضي وأنت تذكر الله، ويش عندك
(أي ماذا عندك من عقوبة عادلة ضد الشخص) بالرجل اللي استغصب
(اغتصب) إنثانا (ابنتنا).

وخافت من الفضيحة ومن أهلها، ويوم فضحها بطنها (أي ظهرت حبلى)،
راحت لأبو الولد واشتكت له عن اللي ساواه ولده بها، لكن أبوه طردها..

وقال: روحي يا مره لا ترمينا ببلاكِ الذي بك، وبعدها راحت على عم الولد،
فقال: قوطري لا تبلينا (أي اذهبي لا تفتري علينا).
ويوم شافت ما عندهم فرج توهدنت الدولة (أي لجأت الى الدولة)،
حيث اعترف الفاعل جدام (أمام : قدام) المحافظ قرار ما به إنكار.
وهذه حجتي حجة الرجل البليم عند الرجل الفهيم))

لكن كبير المدعى عليه، قدم حجة دقيقة ومختصرة،
حيث قال: (وش لك بالعري البري اللي ماله عندها مدور)
ومعنى تلك العبارة: أيها القاضي، ماذا تحكم على شخص بريء
مما ألصق به من اتهام، عار من أي ثوب للفضيحة يراد إلصاقه به.

تظهر في القصة ضعف حجة ذوي الفتاة المجني عليها، حيث أنهم لم يقتلوا الفتاة لتقوى حجتهم في المطالبة بالحقوق العشائرية، كما أن ادعائهم بأن الزنا قد وقع غصبا (استغصب إنثانا) يناقض قولهم بأن (بطنها فضحها) أي أن القضية بقيت ساكتة لظهور أعراض الحمل واضحة، فأين ردة فعل الاغتصاب؟

لقد فهم القاضي ضعف موقف أهل المجني عليها، ووضعتهم تلك القضية في دائرة قاتمة من الاعتبار الاجتماعي، لكن القاضي لا يريد أن يفقد حكمته التي ستغلق دائرة المشاكل، فاقترح زواج المدعى عليه بالمجني عليها، بمبلغ 300 دينار وإن طلقها عليه دفع 200 دينار، كأنه يريد أن يقول لذوي الفتاة (عيبك أصبح في جيبك)..
ولكم تحيات
ماجد البلوي