حكاية النملة والبعير..؟؟

السلام عليكم
من أروع الأمثال الشعبية:
«اللي تجمعه النملة يأكله البعير»
فالنملة تتعب وتشقى وتجمع مؤونتها حبة بعد حبة طوال العام ويأتي البعير
ويبتلع كل المستودع بقضمة واحدة، لو كان لدى البعير ذرة من الحياء
لأكل مستودع النملة على دفعات!

طبعا كل هذا أصبح تراثا لا قيمة له، فبعير اليوم لا يعطي أصلا فرصة للنملة كي تجمع الحبوب في مستودعها،
فقد أصبح يتمتع بتقنية الشفط التلقائي التي تمكنه من أكل الحبة بمجرد ما تحملها النملة وقبل أن تصل بها إلى المستودع ..

مع ذلك لم تترك هذه الجمال الكبيرة لأي نملة صغيرة أن تستمتع بهذه الحبة الصغيرة
بل إن كل بعير منهم جاء (بكم حوار وكم بكرة) من أبنائه وبناته
ولم يعد للنمل حفرة تستظل بها من المطر ورياح الشتاء..

فثمة بعير جاء ومعه أكثر من عشرة من أبنائه وبناته ليشرد النمل في كل اتجاه بينما اكتفى بعير آخر
بثمانية من أولاده لأنه حنون أو لأن المدام حفظها الله لم تنجب أكثر من هؤلاء..

ولأن النملة صغيرة فقد اعتقدت الجمال أن عقلها صغير، فتم تفريق الأسماء التي تنتمي إلى أب واحد وإبعادها
عن بعضها البعض في القوائم المعلنة كي لا تلاحظ النملة أن الجمال الكبيرة والصغيرة قد استباحت فرصتها في حياة كريمة..

وهذا سلوك خاطئ بالطبع، لأنها نملة وليست «حمارة»!
فالنملة دؤوبة بطبعها وتستطيع جمع عيشها..

الى متى يا معشر النمل..
ولماذا لم توقفوا هذه الجمال الهائجة التي لم تترك جحر نملة
إلا واستولت عليه، ما هذه (المهزلة)..

يا قوم؟
ماذا خليتم لعباد الله..؟

كم من هؤلاء البعارين موجودون في حياتنا ..
حياتنا مليئة بالبعارين الجشعة ..؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي