قصة الديك الهادر من مرج ابن عامر حكايه تراثية ..؟؟

السلام عليكم
كان يا ما كان، زمان زمان، في أحلى مروج فلسطين، يا سامعين الكلام،
وبالتحديد في مرج ابن عامر، كان في ديك اسمه الديك الهادر.

في يوم من الأيام طلع يبحث عن طعامه في البيادر، فوجد حبة قمح،
التقطها وراح يمشي ويمشي إلى أن رأى إمرأةً عجوز تطحن القمح.
قال الديك للمرأة: (خذي قمحتي هذه واطحنيها مع قمحك).

تناولت المرأة القمحة ووضعتها في الطاحون وشكرت الديك كثيراً.
ذهب الديك وعاد بعد قليل وقال للمرأة: أعطيني قمحتي).
دُهشت المرأة وقالت: (أنت أعطيتني إياها، وأنا طحنتها مع قمحي).

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين..

غرفت المرأة بكفيها كمية من الطحين وأعطتها للديك،
فأخذ الديك يمشي ويمشي حتى وصل إلى فرن كان فيه خباز يعجن الطحين.
قال الديك: (خذ هذا الطحين وأعجنه مع عجينك إن أردت).
شكره الخباز وأخذ الطحين وخلطه بطحينه.
وذهب الديك وغاب قليلاً ثم عاد إلى الخباز وقال: (أريد طحيني يا خباز).
قال الخباز: (أنا خلطت طحينك مع طحيني وخبزته، فكيف أعطيك طحينك؟).

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف.

أعطى الخباز للديك الرغيف، فأخذ الديك يمشي ويمشي ويمشي
حتى لقي جماعة يقتلعون بصلاً أخضر، ويضمونه في حزم صغيرة.
قال الديك: (السلام عليكم يا أصحاب حقل البصل).
ردَّ أصحاب الحقل: (وعليك السلام أيها الديك الهادر).
قال الديك: (خذوا هذا الرغيف إن شئتم).

قال أصحاب الحقل: (شكراً للديك الهادر).
تظاهر الديك بأنه ابتعد عنهم وراح يراقبهم،
وعندما تأكد من أنهم أكلوا الرغيف عاد وقال: (أنا قد جئت لآخذ رغيفي).
تعجب أصحاب الحقل، وقالوا في صوت واحد: (لقد أعطيتنا الرغيف، وأكلناه).

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف
والرغيف بحزمة بصل..

أعطى أصحاب الحقل للديك حزمة البصل.
وراح الديك يمشي ويمشي ويمشي حتى وصل إلى
جماعة يملأون العسل في جرار صغيرة.
قال الديك: (خذوا حزمة البصل هذه).
فأخذوها وهم يشكرون الديك.
راقبهم الديك دون أن يروه، وعندما انتهوا من أكل حزمة البصل،
عاد وقال: (أريد حزمة البصل).
قال أصحاب العسل: (أية حزمة بصل هذه؟!)
قال الديك: حزمة البصل التي أعطيتها لكم.
قال أصحاب العسل: (لكننا أكلناها).

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف
والرغيف بحزمة بصل
وحزمة البصل بجرة عسل.

أعطى أصحاب العسل الديك الجرة عسل صغيرة، فحملها،
وراح يمشي ويمشي ويمشي، فلقي جماعة من الرعاة
يرعون قطيعاً من الأغنام، وبعد أن ألقى الديك عليهم السلام،
قال: (خذوا جرة العسل هذه).
أخذ الرعاة جرة العسل، وابتعد الديك الهادر قليلاً،
ثم اختبأ وراح يراقبهم، وحين تأكد أنهم أكلوا العسل،
عاد وهو يتمايل في مشيته وقال: (أريد جرتي وعسلي).
ضحك الرعاة وقالوا: (أنت تمزح، لأنك أعطيتنا العسل وأكلناه).

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف
والرغيف بحزمة بصل
وجرة العسل بسخلة.

تطلع الرعاة إلى بعضهم في عجب، وضربوا كفاً بكف،
ثم أعطوا الديك عنزةً صغيرةً.
ساق الديك السخلة أمامه، وراح يمشي ويمشي ويمشي
حتى وصل إلى جماعة يرقصون ويغنون:
(يا شمس غيبي من السما عالأرض في عنا عريس) ويزغردون فرحين.

سأل الديك أحد المشاركين: (ما الأمر ما هذا الهرج والمرج؟.
رد عليه الرجل قائلاً أنه حفلة العريس،
وهذه طريقتنا الفلسطينية لمشاركة العريس فرحته.

ذهب الديك إلى أهل العريس وقال لهم: (خذوا هذه السخلة الصغيرة إن أردتم).
شكر أهل العريس الديك كثيرا، ومضى الديك واختبأ خلف شجرة
وراح يراقبهم من بعيد، وبعد أن تأكد أنهم أكلوا السخلة الصغيرة عاد إليهم

قائلاً:
(أريد سخلتي الصغيرة التي تركتها عندكم).
تعجبوا كثيراً وقالوا: (لقد أكلناها وأطعمنا زوارنا...).
فأخذ الديك يبكي ويصيح، وهم في حيرة شديدة..

ثم قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف
والرغيف بحزمة بصل
وجرة العسل بسخلة.
والسخلة ببقرة.

وأعطى أهل العريس الديك بقرة صغيرة خوفاً من الفضيحة،
أخذ الديك البقرة وراح يسير ويسير ويسير حتى وجد حشداً كبيراً من
الناس يغنون (عروستنا الحلوة يا نيساني يا حلوة) ويرقصون ويزغردون.

سأل الديك أحد الواقفين: (ما الخبر؟!)
قال الرجل: (هذه حفلة العروس كما ترى؟)
تقدم الديك وقال لأهل العروس: (خذوا بقرتي إن شئتم..).

فرح أهل العروس، وشكروا الديك وحاولوا أن يبقوه معهم،
إلا أن الديك اعتذر وابتعد قليلاً، وحين تأكد أنهم انتهوا من أكل البقرة،
عاد ليقول: (أريد بقرتي الصغيرة).

قال أهل العريس: لقد عملنا وليمة عليها وأكلناها).
أخذ الديك يبكي ويصيح ويرتمي على الأرض وهو يبكي ويصيح:
(لقد وضعت بقرتي عندكم لا لتأكلوها وإنما لتحتفظوا لي بها).
قال أهل العروس: (ما العمل بعد أن أكلناها؟)

قال الديك:
أنا الديك الهادر
طلعت على البيادر
بحثت بحثت
لقيت حبة قمح
وحبة القمح بحفنة طحين
وحفنة الطحين برغيف
والرغيف بحزمة بصل
وجرة العسل بسخلة.
والسخلة ببقرة.
والبقرة بتاج العروس..

أعطى أصحاب العرس تاج العروس للديك..
أخذ الديك التاج وكان سعيداً جداً لأنه حصل على تاج العروس
مقابل حبة القمح التي عثر عليها في البيادر.

ومنذ ذلك الوقت ولجميع الديوك في العالم
(وليس فقط في فلسطين) عُرف أحمر (قنزعة) فوق رؤوسهم..
ولكم تحيات
ماجد البلوي