بادرة طيبة..؟؟

بسبب ارتفاع درجات الحرارة ذهبت إلى المركز الصحي الذي ليس ببعيد عن مكان عملي وإذا بالنساء والأطفال في قاعة الانتظار يتزاحمون وكأنهم قطرات من الندى على جبين فلاح أرهقته أشعة الشمس الحارقة ,تتسابق وكأنها دموع على وجنتيه,

وحتى لا اذهب بعيدا كنت في عجلة من أمري وكان الحال لا يطاق وقفت حائرا أناظر الوجوه البائسة وبين أصوات الأطفال وصوت الذي ينادي ومعه الأوراق ذلك الرجل الكبير عريض المنكبين وبياض شعره خالطه قليل السواد كان ينادي حتى إن صوته مزعج إلى حد بعيد ويكرر النداء وكل مره يكون اعلي من المرة الأولى حتى إني تمنيت أن يسكت ,

وبعد دقيقه وقفت عجوز ترتدي ثوبا بال يشاركه فيها الغبار وقالت نعم يا ولدي ودخلت إلى غرفه الطبيب وكأنها سلحفاة وخرجت بعد قليل ومعها ورقه مكتوب فيها ما يلزمها من الدواء(الوصفة(وذهبت إلى الصيدلية وهي تعيق الجميع في الحركة وكان الدواء متوفر ..

وقالت لها الفتاة التي تعمل في الصيدلية :
اذهبي للمحاسب وهناك طلب منها 75 ريالآ ,
وبعد صمت سمعتها تقول يا ولدي لا املك إلا خمسين..
قال ارجعي للدكتور( خليه يشطب لك واحد من الادويه) ..

حينها كان الدكتور يسمع الحديث وهو يمر بجانب الشباك الصغير
وإذا به يأخذ الوصفة منها ويدفع للمحاسب ثمن الدواء..
فنظرت إلى الدكتور وعيناها تفيض من الدمع فأخذت تتمتم بكلمات لم اسمعها
وخرجت وهي تحدث نفسها وحاولت أن افهم حديثا .
وعرفت إنها تدعو للدكتور من قلبها .
فهنيئا لك يادكتور قلبك الأبيض وهنيئا لك دعاء العجوز..
ولكم تحيات
ماجد البلوي