وصية مواطن عربي من مستشفى الطواريء..؟؟

بتزكر وانا صغير ابصر شو صابني، هيه انفلونزا هيه ضربة شمس، المهم صابني شي وأخدوني أهلي على مركز صحي حكومي، يمكن تبع صويلح اللي في السوق، هيه كانت هالمرة الوحيدة اللي دخلت هالمكان فيها بحياتي، ويمكن دخلته وانا صغير مشان اكتب عنه.

تعليمات عند دخول مركز صحي حكومي:
(مش كل المراكز طبعاً، نصهم بس)

رح تدخل وتلاقي طابور واصل لعند الباب، أوله ناس أحياء
وآخره ناس ميتين، طبعاً ماتوا وهمه بستنوا دورهم.

رح تلاقي جوا هاد المركز كل مسببات الوفاة وخاصة الموت عن
طريق الاختناق أو صدمة عاطفية من المناظر اللي رح تشوفها جوا.

اذا وانتا بتستنى دورك حسيت انك رح تموت،
اوعى تقوم وتصرخ وتشكي، موت لحالك أحسنلك.

شي طبيعي كتير ازا انتا بس عندك انفلونزا بسيطة
انك تطلع من المركز حامل كل أمراض الدنيا.

برضو شي طبيعي إنو ييجي يقعد جنبك واحد ما عندو إيد
او ما عندو راس، لا تنصدم، ولا تنسى إنك في مركز حكومي.

رح تلاقي جوا المركز الصحي زلمة بيشبه ابو شفرة، بنظم الدور
وبيكون واقف على باب الدكتور وبالأغلب بيكون حامل عصاية
أو حزام ، المهم ابعد عنه ولا تقرب عليه هاد خطر على حياتك.

أوعى تفكر إنك تدخل الحمام، لإنو كتييييير نظيف،
أمّا هوّه نظيف نظافة .

اذا وانتا في الانتظار سمعت صوت واحد عم بصرخ في
غرفة الدكتور وبحكي : الحقوووووني، لا تتفاجئ ولا تخاف،
هاد سوء تفاهم صغير صار بين الدكتور وواحد من المرضى.

اذا وانتا عند الدكتور أعطاك إبرة “ديتول” بالغلط وجاب فيها أجلك،
لا تزعل ولا تدايق حالك، هاد مو الدكتور الحقيقي، هاد ابوشفرة
بس عامل حالو دكتور، بخفف دمه يعني.

اكتب وصيتك قبل ما تدخل عند الدكتور، ويُفضّل لو تكون
عامل تأمين على الحياة، سمّي بالله قوّي قلبك، وادخل
واحكي Freeeeedom، الله يرحمك.

من القلب إلى القلب، تحياتي الحارة لوزارة الأموات، على
اهتمامهم بالطبقة “العايفة حالها” من الشعب، وشكراً على
الحمّامات النظيفة وعلى استضافتهم لأبو شفرة كمان.
ولكم تحيات
ماجد البلوي